٢ - ٢
شرع صدام حسين منذ سنوات حكمه الأولى بالتخلص — وبشتى الوسائل — من كل من كان يشتبه بولائه له شخصيا ، أو الظن - مجرد الظن - بعدم الخضوع والطاعة ، فيقرر ان ( يتغذى ) به ، أو بهم ، قبل أن ( يتعشوا ) به . وهكذا تناهت إلينا أخبار المؤامرة (( بالصوت والصورة )) بإدعاء محاولة قلب نظام الحكم بالتخلص من رئيسه .. وكان ملفتاً للنظر حقاً ، أن يقضي الرفاق القدامى حتفهم على أيدى رفاقهم ،،، واعتبر البعض من المراقبين ذلك الأمر ذكاء وبعد نظر من صدام حسين كي لا يلام أحد او يتمرد أحد أو يستيقظ ضمير أحد ، فمعظم الرفاق قد تلوثت أياديهم - ناهيك عن ضمائرهم -بدم لا يغسله ماء قط . وهكذا عوملت زمرة محمد عايش وعدنان حسين وصحبهم في واقعة ليس لها شبيه إلا في القصص .
تسلم مقاليد السلطة - رسميا - صدام حسين ، إثر تنازل البكر ــ رسميا — في الصحف ووسائل الإعلام ، لنائبه ، وبمختلف الحجج والمعاذير …… سنوات حكم الرئيس صدام حسين الطويلة — بمرها وعلقمها — لم تبارح الذاكرة الجمعية قط ، وصورته الشعثاء بلحيته الكثة مقبوضا عليه . يسوقه جندى اميركي … ثم صورته وحبل المشنقة يطوق عنقة ، ستظل عالقة في الذاكرة ، هيهات لها ان تنمحي .
،،،،، ………
لو امعنا النظر نحو خارطة العالم — بدوله النامية وغير النامية !— نحو افق اوسع من رقعة العرلق سنجد ان كثيرين ممن تسنموا زمام السلطة ، قضوا نحبهم رغم انوفهم .. جسديا او معنويا ، اقربهم للذاكرة الرئيس بيل كلينتون .. وابرزهم (جون كندي ).. ولا ننسى أنديرا غاندى ، وآبنها راجيف غاندي ،، ولو دققنا النظر لرأينا نهاية جمال عبد الناصر ، وعبد الحكيم عامر ، والسادات ، وحسني مبارك ،،، وشاه ايران منزوعة عنه كل القابه الشاهنشاهية ، يبحث عن ملاذ آمن فلا يجد إلا حفرة المقبرة ،، مرورا برفيق الحريري ، وكمال جنبلاط . وكميل شمعون ، وبشير الجميل ، و،،،و.
دروس بليغة مستنبطة ،، تؤكد صحة مبدأ(( الغنم بالغرم )) ،، ظاهرة واضحة لكل ذي عينين وقلب سليم ،، ولكن الجمع يتعامى عن رؤية الحقيقة المرة وتداعياتها الأشد مرارة …. فمن يتعظ ؟؟
هذا هو جوهر السؤال ؟ .