TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ومنهم من ينتظر .

ومنهم من ينتظر .

نشر في: 25 أكتوبر, 2017: 09:01 م

٢ - ٢

شرع صدام حسين منذ سنوات حكمه الأولى بالتخلص — وبشتى الوسائل — من كل من كان يشتبه بولائه له شخصيا ، أو الظن - مجرد الظن - بعدم الخضوع والطاعة ، فيقرر ان ( يتغذى ) به ، أو بهم ، قبل أن ( يتعشوا ) به . وهكذا تناهت إلينا أخبار المؤامرة (( بالصوت والصورة )) بإدعاء محاولة قلب نظام الحكم بالتخلص من رئيسه .. وكان ملفتاً للنظر حقاً ، أن يقضي الرفاق القدامى حتفهم على أيدى رفاقهم ،،، واعتبر البعض من المراقبين ذلك الأمر ذكاء وبعد نظر من صدام حسين كي لا يلام أحد او يتمرد أحد أو يستيقظ ضمير أحد ، فمعظم الرفاق قد تلوثت أياديهم - ناهيك عن ضمائرهم -بدم لا يغسله ماء قط . وهكذا عوملت زمرة محمد عايش وعدنان حسين وصحبهم في واقعة ليس لها شبيه إلا في القصص .
تسلم مقاليد السلطة - رسميا - صدام حسين ، إثر تنازل البكر ــ رسميا — في الصحف ووسائل الإعلام ، لنائبه ، وبمختلف الحجج والمعاذير …… سنوات حكم الرئيس صدام حسين الطويلة — بمرها وعلقمها — لم تبارح الذاكرة الجمعية قط ، وصورته الشعثاء بلحيته الكثة مقبوضا عليه . يسوقه جندى اميركي … ثم صورته وحبل المشنقة يطوق عنقة ، ستظل عالقة في الذاكرة ، هيهات لها ان تنمحي .
،،،،، ………
لو امعنا النظر نحو خارطة العالم — بدوله النامية وغير النامية !— نحو افق اوسع من رقعة العرلق سنجد ان كثيرين ممن تسنموا زمام السلطة ، قضوا نحبهم رغم انوفهم .. جسديا او معنويا ، اقربهم للذاكرة الرئيس بيل كلينتون .. وابرزهم (جون كندي ).. ولا ننسى أنديرا غاندى ، وآبنها راجيف غاندي ،، ولو دققنا النظر لرأينا نهاية جمال عبد الناصر ، وعبد الحكيم عامر ، والسادات ، وحسني مبارك ،،، وشاه ايران منزوعة عنه كل القابه الشاهنشاهية ، يبحث عن ملاذ آمن فلا يجد إلا حفرة المقبرة ،، مرورا برفيق الحريري ، وكمال جنبلاط . وكميل شمعون ، وبشير الجميل ، و،،،و.
دروس بليغة مستنبطة ،، تؤكد صحة مبدأ(( الغنم بالغرم )) ،، ظاهرة واضحة لكل ذي عينين وقلب سليم ،، ولكن الجمع يتعامى عن رؤية الحقيقة المرة وتداعياتها الأشد مرارة …. فمن يتعظ ؟؟
هذا هو جوهر السؤال ؟ .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: صنع في العراق

 علي حسين اخبرنا الشيخ همام حمودي" مشكورا " ان العراقي يعيش حاله من الرفاهيه يلبس أرقى الملابس وعنده نقال ايفون وراتبه جيد جدآ ، فماذا يحتاج بعد كل هذه الرفاهية. وجميل أن تتزامن...
علي حسين

قناطر: في البصرة.. هذا الكعك من ذاك العجين

طالب عبد العزيز كل ما تتعرض له الحياة السياسية من هزات في العراق نتيجة حتمية لعملية خاطئة، لم تبن على وفق برامج وخطط العمل السياسي؛ بمفهومه المتعارف عليه في الدول الديمقراطية، كقواعد وأسس علمية....
طالب عبد العزيز

تشكيل الحكومة العراقية الجديدة.. من يكون رئيس الوزراء؟

إياد العنبر يخبرنا التراث الفكري الإسلامي بأن التنظير للسلطة السياسية يبدأ بسؤال مَن يحكم؟ وليس كيف يحكم؟ ولعلَّ تفسير ذلك يعود لسؤالٍ مأزومٍ في الفقه السياسي الإسلامي، إذ نجد أن مقالات الإسلاميين تبدأ بمناقشة...
اياد العنبر

هل الكاتب مرآةً كاشفة للحقيقة؟

عبد الكريم البليخ لم يكن الكاتب، في جوهره، مجرد ناسخ أو راوٍ، بل كان شاهداً. الشاهد على لحظةٍ تاريخية، على مأساةٍ إنسانية، على حلمٍ جماعي، وعلى جرحٍ فردي. والكاتب الحقيقي، عبر العصور، هو ذاك...
عبد الكريم البليخ
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram