تتميّز محاكم بريطانيا العليا عن بقية دول أوروبا باعتماد نظام حكم هيئة المحلّفين خصوصاً في القضايا المهمّة والخطيرة مثل جرائم القتل والاغتصاب والتحرّش الجنسي. ترفع الجرائم الكبيرة من محكمة الصلح إلى محكمة التاج، التي تضم قاضياً وهيئة محلّفين مكوّنة من
تتميّز محاكم بريطانيا العليا عن بقية دول أوروبا باعتماد نظام حكم هيئة المحلّفين خصوصاً في القضايا المهمّة والخطيرة مثل جرائم القتل والاغتصاب والتحرّش الجنسي. ترفع الجرائم الكبيرة من محكمة الصلح إلى محكمة التاج، التي تضم قاضياً وهيئة محلّفين مكوّنة من 12 شخصاً يجري اختيارهم عشوائياً من عامة الشعب من دون الالتفات إلى مستواهم التعليمي أو عرقهم أو دينهم. يعود لهؤلاء في نهاية الأمر إصدار الحكم على المتهم بـ"مذنب" أو غير مذنب". أمّا مهمّة القاضي فتقضي بمحاولة توجيههم وتلخيص القضية بعد أن يدلي كلٌّ من محامي الدفاع والمدعي العام بما لديه من أدلة وعقب الاستماع إلى المتهم والضحية والشهود. كذلك يعود إلى القاضي تقرير نوع العقوبة ومدّتها في حال صدور الحكم بـ"مذنب" من قبل هيئة المحلّفين . ويعتبر البعض أنّ نظام المحاكم في بريطانيا يحتاج إلى مراجعة خصوصاً لجهة اعتماده في الحكم على هيئة محلّفين قد يميل أفرادها إلى تجريم الأبرياء بحسب العواطف التي تحركهم خصوصاً في قضايا الاغتصاب
• إيجابيات وسلبيات
هذه النقطة الأخيرة بقيت موضع نزاع. ففي حالات الاتهامات التي تحرّك العواطف بشدّة مثل اغتصاب الأطفال، قد تميل هيئة المحلّفين إلى إدانة المتّهم بالاعتماد على مشاعر أعضائها الشخصية، بعيداً عن مبدأ الحكم على أساس انعدام أيّ شك معقول . وفي هذا الإطار يقول أحد المحامين الانكليز، إنّ الفكرة الأساسية لوجود هيئة المحلّفين، هي أنّها حق أساس اكتسبه الشعب وقد بذلت محاولات كثيرة لإزالته. لكنّ هذه الهيئة توفّر أكبر قدر من الحماية للفرد ضد الدولة. وتقليدياً كان المشتبه به يحاكم من قبل زملائه أو الناس في منطقته، حيث وقعت الجريمة. يضيف أنّ قوّة المحلفين تكمن في استحالة انحياز 12 شخصاً ضد أقلية عرقية أو جنس واحد، ويتابع أنّه ربح الدفاع في جرائم اغتصاب عدّة كانت هيئات محلّفيها من النساء فقط . في المقابل تؤكّد لوريللا وهي ناشطة مدنية، أنّ هيئة المحلّفين غير مؤهّلة لإصدار حكم كونها تميل إلى قرار القاضي وتتحكم بها العواطف أكثر من الالتزام بالمهنية والأدلة. تقول، إنّ قريبتها أرادت الانتقام من شاب بسبب إعجابها الشديد به منذ المراهقة بعد فشلها في معظم علاقاتها العاطفية: "لفّقت له تهمة التحرّش بها جنسياً حين كانت طفلة" . بدا الأمر في البداية تافهاً، ولم يتوقّع أحد أن يأخذ القضاء كلامها على محمل الجد في ظلّ غياب أي دليل يدينه. لكنّ هيئة المحلّفين غالباً ما تتعاطف مع الضحية المزعومة في مثل هذه الحالات، خصوصاً إن كان معظم أفرادها من النساء البيض والمتّهم من أصول شرق أوسطية .