شعرت بحالة مريرة من الإحباط وأنا أتابع رسالة أحد الزملاء الصحافيين الموفدين مع منتخب العراق لكرة السلة على الكراسي للمعاقين في بطولة آسيا المقامة حالياً في العاصمة الصينية بكين، ومصدر الإحباط يكمن في الطريقة التي تعاملت بها إدارة الوفد أو الإدارة المسؤولة عن المشاركة في الصين بطريقة مُريبة تصل حد إثارة الشفقة، حيث طرح الوفد وهو بمجمله من الرياضيين المعاقين في أرض مطار الدوحة مع فترة انتظار طويلة زهاء 11 ساعة حتّى موعد الطيران بلا فندق أو دار استراحة، ولم يستوعبهم حتّى جامع المطار الذي رفض إيواءهم سويعات، والأدهى من كل ذلك هو استعطاف أحد المسؤولين العرب في المطار وتبرّعه للوفد بوجبة غداء على حسابه الخاص!
لم أضف أي جديد، بل نقلت المعلومة من رسالة الزميل الصحافي، ولا أعلم ما الذي سيقوله أهل الشأن الرياضي، عموماً عن هذه المشاركة باسم ألوان الرياضة العراقية والدفاع عنها والتي تكلّلت أولى النتائج فيها بهزيمة مفجعة أمام استراليا تقرب 90 نقطة بالتمام! لا أريد التعليق بأية كلمة، ولكن أريد أن أنقل وجهة نظر الشارع الرياضي بصراحة تامّة والسؤال المحتوم الذي يثيره؟ أليس من الأجدر أن نطرح هذه المشاركة المذلّة بمهب الريح ونجنّب أنفسنا هذه الصورة المحزنة التي لا تليق بأيّ عراقي؟
ألا تهزّ وجدان وكرامة أي مسؤول وهو يقرأ أن وفد سفراء العراق في عالم الرياضة يتعرّض لهذا الكم من الإذلال بحجّة التقشّف وقصر ذات اليد؟ بالمناسبة أود أن اسجّل هنا، أن الغالبية العظمى من الوفود العراقية تتعرّض لمثل ما تعرّض له وفد كرة السلة على الكراسي، إن لم يكن أكثر وأشد قساوة أو يُجابه بحالة رفض لدخول الوفد العراقي كما حصل مع وفد العراق في بطولة الأندية العربية بكرة السلة في المغرب .
يقيناً أن هذا الذي يحصل لوفودنا، صار ماركة مسجّلة باسم الوفود العراقية التي لا تلقى الترحيب أو المعاملة الحسنة، وكأنَّ المشاركة الرياضية تباع وتشترى بالمال فقط، والدليل على ذلك أن مشاركة الفرق الخليجية على سبيل المثال، لم تسجّل بحقها أية حالة إخفاق ولا حتّى البلدان الأخرى، يضاف الى ذلك أن اغلب السفارات العراقية سوى القلّة القليلة منها تهتم أو تظهر حيّزاً من الاهتمام لوصول الوفود الرياضية العراقية، كما أن الاجراءات تكون مغيّبة دائماً من قبل الجهة الموفدة لتلافي مثل هذه الحالات لأجل فتح صفحة جديدة تشعِر الرياضي بمكانته ومستوى تمثيله في البطولة، الأمر الذي يعزّز بداخله ثقافة الإنجاز على أعلى المستويات .
لقد اتعبتنا رسالة بكين والتي قبلها وتلك التي تليها بالتأكيد، والمطالبة هنا سأركزها على حفظ كرامة الوفد وليس قابلياته الرياضية أولاً وما تجرّه عليه إرهاقات السفر ووعثائه، وطالما كانت المؤسسات الرياضية عاجزة عن التصدي لمثل هذه الظواهر التي تلامس العراق ومن يمثله حكومةً وشعباً ومكانته الإنسانية بين الأمم، فإنني أرفع صوتي الى البرلمان العراقي ورئاسة الوزراء راجياً منهم أن يتصرّفوا بحكمة ودراية ومسؤولية مع الوفود الرياضية وتأمين حلّها وترحالها، كما يتم تأمين ذلك مع الوفود الرسمية الأخرى لبقية مؤسسات الدولة، وأحمّلهم مع الجماهير مسؤولية ما تتعرّض له وفودنا الرياضية من إجراءات بائسة تحت طائلة التقشّف.
مشاركات متقشّفة
[post-views]
نشر في: 29 أكتوبر, 2017: 09:01 م