بعد حصوله على جائزة دو ماغو وجائزة فرانسوا مورياك من الاكاديمية الفرنسية عن كتابه الأول ( على خطى بازوليني) في عام 2016 ، حاز الكاتب الفرنسي بيير أدريان على جائزة واحدة من أفضل الجوائز الادبية وهي جائزة جو ماجوتس عن كتابه الثاني ( نفوس بسيطة) وهو في
بعد حصوله على جائزة دو ماغو وجائزة فرانسوا مورياك من الاكاديمية الفرنسية عن كتابه الأول ( على خطى بازوليني) في عام 2016 ، حاز الكاتب الفرنسي بيير أدريان على جائزة واحدة من أفضل الجوائز الادبية وهي جائزة جو ماجوتس عن كتابه الثاني ( نفوس بسيطة) وهو في سن السادسة والعشرين ..
يمتلك أدريان بالرغم من حداثة سنه سجلاً حافلاً من الانجازات يثير حسد منافسيه ، ويروي في كتابه الخير قصة قس شاب ينتقل من العاصمة ليستقر في دير سارانس في جبال البرانس الفرنسية ، حيث يقرر أن يكرس وقته للمهانين في حياتهم ، ويقطع مئات الكيلومترات لأجل ذلك ، ليس فقط لنشر الكلام الطيب ولكن لتهدئة الأرواح المعذبة ومنحها الراحة والاسترخاء ..
يصف النقاد الكتاب بانه خالٍ من الدسم ومن الاستطرادات الزائدة ويمس القلب بشكل مباشر لوصفه صغائر الانسان اللامتناهية فضلا عن تصويره مناظر طبيعية مهجورة وجمال يصل حد السمو على الرغم مما فيه من برود ولامبالاة ..
بدأ الشاب بيير أدريان نشاطه الأدبي ككاتب مقالات في صحيفة الفيغارو الفرنسية كما نشر العديد من المقالات الرياضية ، وحين كتب كتابه الأول اختطف الجائزة من اسماء منافسة مهمة مثل لور بويسون ولوي هنري ونينا ليجييه وجيسيكا نيلسون وبول غريفيلاك ..
ولد بيير أدريان وترعرع في احدى الضواحي الباريسية ودرس التاريخ في باريس ثم في ميونيخ وأكمل دراسة الماجستير في المعهد الفرنسي للصحافة وواصل الكتابة عن الادب والموسيقى الالكترونية ..
في عام 2015 ، احتفل بمرور أربعين عاماً على اغتيال المخرج السينمائي الايطالي المعروف بيير باولو بازوليني على طريقته باصدار كتابه ( على خطى بازوليني) الذي اختطف جائزة أدبية أيضاً ...وفي هذا العام ، حاز على جائزة دوماجوتس الراقية عن روايته الشخصية والشعرية ..ولكن ، يبدو انه سيواصل الترحال وإذهال القراء والنقاد طالما لايوجد هناك مايريحه من همه وتساؤلاته الوجودية، فهو مازال يبحث عن طريق يسلكه محاولاً التحليق فوق عالمه وكأنه تائه في هذا القرن معبراً عن حالة خاصة وهوس نادر لاينتمي الى جيله ..
في روايته الجديدة التي تحمل عنوان ( نفوس بسيطة) ، يغادر بطل هذا الكاتب الذي يلتهمه المجهول – كما يصفه الشاعر بريتون اكزافير غرال – العاصمة باريس ليستقر في دير نوتردام في سارانس في عمق وادي آسب حيث يقابل أعضاء أخوية مسيحية ..ويلاحق هذا القس الشاب حياة الرجال هناك ويلتقي بالرعاة واللصوص والفتيات والمشردين وكأنه يحاول إيجاد سبب لوجوده من خلال مساعدة المعذبين في الأرض ..انه ينظر الى هذه المخلوقات بتفان وإنكار ذاتٍ غريب فيعمل على تجرع مآسيهم وامتصاص شكاواهم وتهدئة المخاوف الراسخة عميقاً في أذهان سكان هذه البلدة ..
في روايته ، يلتقي القارئ بشاب مدمن ذي نظرة ذئبية ، ووالد لايحتمل طلاقه من زوجته فيقود طفليه الى الهاوية والمخبول ( إيتان) الذي يقاتل من أجل خط السكة الحديدة المهملة منذ عام 1970 مطالباً باعادته الى حالته الطبيعية لأنه يحلم بقطار شبحي ..من هنا يحاول أدريان أن يضفي إسلوبه الفريد على فوضى حياة أبطاله الفقيرة ، ممتزجا بآلامهم فهو يعرف عنهم كل شيء فيقوم بتعميدهم ودفنهم وهو يقود القارئ ليتعقب آثاره وكأنه دليل روحي ، فيشيع الاطمئنان في نفس القارئ ليتمنى كل منا أن يضع رأسه البائس على كتفه متناسيا مرور الوقت البذيء حيث ضجيج التلفزيون وهوس محلات السوبر ماركت ..انه ينتشل أبطاله وقرّاءه من ظلمات كثيفة ليمنحهم بريقاً من السعادة عبر شخصية القس الشاب المبارك بكل معنى الكلمة ، فيدفعنا الى التقاط شيء من السمو الروحي وهجرة أوقاتنا المحمومة المضطربة فيصبح كتاب أدريان نعمة حقيقية وإسلوباً لتنظيم فوضى حياة الفقراء كما يرى النقاد.