عبدالله السكوتي يحكى ان رجلاً ذهب مع ابيه لخطبة فتاة ليست له علاقة معينة بها، وقد هلل لهذه الخطبة بحيث سمع جميع من حوله، واخذوا ينتظرون النتيجة بفارغ الصبر، عاد صاحبنا من خطبته يتهلل وجهه بشرا وحيوية، فقالوا له كيف هي الامور واين وصلت الخطبة؟ فقال: الامر بحساب المنتهي بنسبة 50 % قالوا كيف: قال (انه وابوي قابلين وهيه وابوها ما قابلين).
هذا الرجل غرته الاحلام والاماني، كما يحدث حالياً لبعض المرشحين، حين يخرج وكأنه فاز وانتهت المسألة، ليتكلم بعالي صوته عن منجزاته المخجلة التي هرول فيها باتجاه خط الفوز الذي سوف يبتعد شيئاً فشيئاً؛ ممولون عديدون ومن عدة دول اوربية وشرقية، يمولون الدعايات الانتخابية ولذا، فالانتخابات المقبلة من اصعب التجارب الديمقراطية التي سوف يخوضها الشعب العراقي، لانه يمشي في حقل ألغام، كل مرشح فيه عبارة عن عبوة ناسفة.إياكم؛ احسبوا خطواتكم جيداً، فالبلاد على (كف عفريت) كما يقولون، ولذا واجبنا ان نخرج للانتخابات لنلقي خارجا بالمشبوهين الذين يسخرون من العقل العراقي، واحدهم يتبجح ان لديه (600) مستشار اجنبي، وانه يمتلك برنامجاً سياسيا واقتصاديا، وهو نائب في البرلمان لم يحضر الا جلسات معدودة؛ بعضهم يتهم ويتهم ويتهم فقط بلا ايجاد حلول مناسبة، ويدعي انه خبير بكل شيء.رؤساء كتل وسياسيون، حاولوا بشتى الاساليب ان يصلوا الى السلطة ولا يهمهم سواها، لا يهمهم ان يبيعوا العراق بالامتار، مقابل مركز في الدولة، هؤلاء اذا ما ظفروا بالسلطة فسنعود ادراجنا مئات السنين الى الخلف ولن تشفع لنا الديمقراطية بعدها؛ من هنا واجب الشعب هذه المرة مزدوج، واجب وطني، اخلاصا منه للوطن وعليه ان يختار بشكل جيد، والثانية عليه ان يحافظ على مستقبله ومستقبل اطفاله ؛ في الماضي كنا نغني لاطفال العالم الحلوين، والان يجب ان نغني لاطفال العراق المساكين، لان ما يحيط بالعراق بحر متلاطم الامواج، والبحارة الذين يقودون السفينة اتفقوا مع البحر وامواجه العاتية، وكما قال الشاعر:(لو مخلص البحار ماغركاهاومن غركت المفروض يغرك وراها)هؤلاء لديهم انفسهم ولن يضحوا بانفسهم بقدر ما يحاولون التضحية بالشعب العراقي، طبعاً الكلام ليس عن الكل وانما البعض وعلينا ان نهتم من جهتنا ونكون اكثر وعياً ونحاول بناء بلدنا، وندع الذين يصطادون بالماء العكر لمصيرهم المحتوم وهو النبذ والرمي خارج حدود اللعبة.منهم من حصل شفاهياً على الفوز فراح يطبل ويزمر وهو يبشر بالفوز الكبير، ويمني نفسه بقيادة البلاد بمستشارين لايمتون للعراق بصلة، مع سخرية بالعقلية العراقية؛ لا يمكن ان ندير ظهورنا لهؤلاء ونقول ان الامر لا يخصنا، بل علينا ان نخوض معهم في كل حديث يدلون به لنغير من قناعاتهم تجاه الاخرين، يتكلمون بنرجسية عالية وبثقة غير معهودة، متناسين ان الشعب رفل بالموت والدماء، وهو حريص على الا يدخل معترك الطائفية والتهميش ثانية.
هواء فـي شبك: (آنه وابوي قابلين)
نشر في: 28 فبراير, 2010: 08:03 م