بعد ما يقرب من 30 فيلماً قام بإخراجها، خلال أربعين عاماً من مسيرته الفنية الحافلة بأعظم ما أنتجته السينما خلال العقود الاربعة الاخيرة، ونيله جائزتي اوسكار وترشيحات لجوائز سينمائية أخرى. يجلس ستيفن سبيلبيرغ أمام كاميرا (إتش.بي.أو) الاميركية لانتاج فيلم وثائقي عنه، جرى إعداده اعتماداً على لقاءات مصورة مدتها 30 ساعة مع "سبيلبرغ" وأسرته وزملائه وأصدقائه.
لطالما جلسنا مشدوهين أمام الشاشة نتلقى غرائبها أو أعاجيبها، تحدونا الرغبة في أن نكون جزءاً من هذا العالم المصنوع بالتقنية والخيال.. مجسدوه أشخاص يتحركون لصياغة متعتنا .. يقف من خلفهم مخرج يحرك عصاه لتنبثق من الشاشة الموسيقى.. وماذا لو ألزِم هذا المخرج أن يكون أمام الكاميرا ليحكي أسرار مهنته ومسيرته التي سحرتنا فترة من الزمن..
وهذا ما حصل مع المخرج ستيفن سبيلبيرغ بفيلم وثائقي عنه صنعته المخرجة (سوزان لاسي) .. يحكي فيه من خلال 30 ساعة مسجلة تفاصل سيرته وتجربته مع صناعة الأفلام وأسرار هذه الصنعة، وأيضاً عن رجالاتها الذين أثروا فيه، وهو المخرج الذي ساعده حظه أن يبدأ مع مجموعة من المخرجين أقرانه نهاية الستينيات والتي يعدها الكثير من النقاد انعطافاً تاريخياً مهماً في مسيرة السينما الهوليوودية وهو العصر الذي حررّ المخرج من قيود فرضتها عليه سياسة الانتاج القديمة وقيودها وهو العصر الذي إرتبطت فيه أهم انتاجات هذه السينما التي عادت الى تفوقها بفضل مخرجين أمثال فرانسيس كوبولا ومارتن سكور سيزي ودي بالما وآخرين وكان سبيلبيرغ يغذي مراهقته بأفلام هاوٍ يستخدم كاميرا 8 ملم ليخرج أول فيلم له (البندقية الاخيرة)، ويوقع عقدا مع كبرى استوديوهات هوليوود ليرسم السبق الأول في مسيرته المهنية كأصغر مخرج تتوفر له مثل هذه الفرصة .
ينقل لنا الفيلم اراءً في تجربة سبيلبيرغ وحياته من مجايليه الذي عملوا معه او تجولوا في شركة (يونيفرسال): بريان دي بالما ومارتن سكورسيزي وجورج لوكاس وفرنسيس كوبولا (مجموعة مشاغبي السينما) كما يسميهم او مجانين السينما.. اولئك الذي الذين كانوا بحق حملة لواء التغيير في السينما الاميركية .. وأيضاً مع توم هانكس وأوبرا وينفري وغيرهم لنتعرف على أمور يعرفها جميع محبيه، عن عائلته ومغامراته الاولى مع السينما التي جعلت منه أهم مخرجي السينما فقد صنع أهم الافلام ومنها افلام حققت أعلى الايرادات مثل فيلم (إي تي) عام 1982، وكذلك فيلم (الفك المفترس) عام 1975 والذي اكتسح قائمة أهم الافلام والذي قال عنه "كان (الفك المفترس) بطاقة مرور مجانية إلى مستقبلي"..
ثم تنتقل بنا المخرجة الى أفلامه الأخرى لتكتشف بسبب ضيق الوقت ونكتشف معها ان مثل هذا الفيلم لايمكن له ان يستوعب كل افلام سبيلبرغ، فعمدت الى أفلامه التي تؤشر على مرحلة بعينها في مسيرته المهنية.. فنراها تؤكد في الجزء المتبقي من الفيلم (مدته ساعتان و26 دقيقية) في الحديث عن مشاركته تأسيس أستوديو “دريموركس” وافلامه التي نالت جوائز الأوسكار (انقاذ الجندي رايان، ميونخ، لينكولن).
حديث سبيلبرغ وحديث زملائه تناول عديداً من الافلام التي أخرجها سبيلبيرغ، وأيضاً بعض التفاصيل عن حياته العائلية باستضافة اخوته ووالداه.. ليتبقى رأيه في السينما ، هو الذي جعلها في أفلامه متعة للصغار والكبار، وكان من اوائل الذين اسهموا وبشكل جريء في إدخال المؤثرات الرقمية.
مخرج أمام الكاميرا
[post-views]
نشر في: 1 نوفمبر, 2017: 09:01 م
انضم الى المحادثة
يحدث الآن
الأكثر قراءة
الرأي
مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض
د. فالح الحمــراني يتمحور فكر الكسندر دوغين الفيلسوف السوفيتي/ الروسي وعالم سياسي وعالم اجتماع والشخصية الاجتماعية، حول إنشاء قوة أوراسية عظمى من خلال اتحاد روسيا والجمهوريات السوفيتية السابقة في اتحاد أوراسي جديد ليكون محط جذب لدائرة واسعة من...
جميع التعليقات 1
عمار محمد حسن
حبيبي استاذ علاء مذكرت اهم فلم سبيلبيرغ ....Schindler s List تحفة من روائع السينما العالمية