٢ - ٢
ناهيك عن فكرة التداوي بواسطة اللون، فقد كرست الألوان كما الهوية،بها تتميز الشعوب وتعرف الطوائف.. فقد إتخذ الفينيقيون آسمهم من لفظة (فونوكس) التي يراد بها اللون الأحمر نسبة لطيالسهم الحمراء،، بينما إتخذ أباطرة روما ارتداء الأرجواني، وكانت القبائل العربية قبل الإسلام تتميز عن بعضها البعض بلون راياتها، فقد إتخذت قبيلة (قيس) اللون القرمزي شعاراً قبل دخولها الإسلام إبان الفتح الإسلامي.
يرمز للعلويين بالخضرة.. ومرد ذلك إن الإمام علي بن ابي طالب (ع) حين نام بفراش النبي (صلعم) يوم تآمر المشركون على قتله ليلة الهجرة، كان يتلفع ويتدثر بغطاء أخضر.
أما عبر ميدان الأدب فلا يسع الباحث إلا تذكر الكتب التي إستقت اسماءها من الألوان،، منها رواية (ستاندال) الأسود والآحمر ورواية (ديماس)الزنبقة السوداء،والليالى البيضاء ل(ديستوفسكي) والزنبقة الحمراء ل (اناتول فرانس)والقط الأسود ل (ادكار الن بو)،،
اما في الأدب العربي فالمناديل البيض (لمواهب الكيالي) والفجر الأحمر (لكاظم السماوي) والأجنحة البيضاء (لجليلة رضا) والمصابيح الزرق(لحنا مينا) والثائر الأحمر (لعلي أحمد باكثير).. وغيرهم كثير،، كما يلحق اللون بالآقطار، فيقال حلب الشهباء وتونس الخضراء ومدينة الزرقاء بالأردن، والدار البيضاء في المغرب وبلاد الزنابق البيض وهو إسم فنلندة القومي،، كذلك أخذ اللون دوره في شتى البلدان والأجناس،، فعند العرب زرقاء اليمامة وبنو ابي صفرة وخلف الأحمر وبنو الأزرق او الأزارقة (جماعة من الخوارج)٠
ومن الآبنية المشهورة (الإخيضر) والقصر الأبلق و القصر الأبيض..
اما في مجال الفنون فيضفى إصطلاح الفترة الزرقاء ل (بيكاسو) ول (ماتيس) اللون الوردي، والأزرق الصارخ ل(فان كوخ) وطغيان الأبيض على لوحات (كوكان)، كذلك طغيان اللون الأسود على معظم اعمال الفنان (رامبرانت).
ومن الإصطلاحات الشائعة : الحزام الآخضر، دلالة على كثافة التشجير، والحزام الأسود
ايماءة لكثافة التسلح، والحزام الأبيض إشارة للرغبة في السلام..
للالوان تأثير واضح على المزاج، فاللون الأخضر له تاثيره المهدئ، إذ انه يمتص الضوء ولا يعكسه، واللون الآزرق بدرجاته المتعددة يساعد على الإرتياح، ومن ثم التفاؤل.