أُبشّركم أنّ رئيس الوزراء حيدر العبادي جادٌّ جدّاً وجدّاً في ملاحقة الفاسدين والمفسدين وتقديمهم للقضاء، بدليل أنّ رؤوس الفساد لاتزال تتغنّى بالإصلاح، وتطالب المواطن بأن يرفع صورها في الشوارع.
المشكلة الكبرى في هذه البلاد أنّ الجميع يتحدّث بضرورة محاربة الفساد، لكنه يرفض مواجهة مسؤول بمرتبة حوت ينهب ثروات البلاد أو سياسي يستغلّ مكانته للسيطرة على ممتلكات الدولة ومشاريعها. وفي الدول العادية يكون القضاء ومعه أجهزة الدولة سيفاً قاطعاً لمحاربة الفساد المنظّم. أما في بلاد " القضاء والقدر " فإنّ القانون يصبح في خدمة المسؤول ويسمح له بأنْ يحتفظ بالأموال التي " لفلفها " بشطارة، لأنّ إعادة هذه الأموال بحسب رأي المحكمة الاتحادية أمر غير إنساني ويتعارض مع حقوق الإنسان.. وفي كلّ بلدان العالم " الغاشمة " لايخرج سارق أموال الدولة من السجن ما لم يُعِد هذه الأموال، أمّا نحن فيمكن أن نكتفي بتعويص " 200" دينار عدّاً ونقداً!
ما يهمّني ليس موقف القضاء العراقي، المهمّ القنبلة التي فجّرتها النائبة عالية نصيف، فبعد أن عشنا مع مسلسل حرب الفساد، أخبرتنا النائبة مشكورة، أنّ ائتلاف دولة القانون ينوي الدخول إلى انتخابات 2018 بقائمتين، إحداهما حزبيّة تمثّل حزب الدعوة برئاسة حيدر العبادي، والأخرى مستقلّة مدنيّة بقيادة نوري المالكي.
هذا الخبر يثبت بالدليل القاطع أنّ المسؤولين ليسوا هم من ظلموا وقهروا الناس بل إنّ المواطن أشدّ ظلماً وقهراً حين يصرّ على إعادة انتخاب نفس الأحزاب التي أدخلت الفساد إلى شرايين ومفاصل العراق. لأنّ المواطن ُسنّي أو شيعي أو كردي يريد أن يثبت أنّ الحق مع جماعته، وأنّ الجماعة الأخرى في ضلال، وأنّ " جماعته " يريدون الخير له وهدايته.
عندما عُيِّن (لي كوان) رئيساً لوزراء سنغافورة عام 1965، واسمحوا لي أن أُصدّع رؤوسكم بصاحب هذا الاسم الذي تسلّم السلطة وهو في الأربعين من عمره، ليرفع شعار من أجل حكومة نظيفة:"لقد عانينا من انتشار الفساد والطمع بين عدد كبير من المسؤولين، فالمناضلون من أجل الحرية لشعوبهم تحوّلوا إلى نهّابين لثرواتها، ولهذا حرصتُ من أول يوم توليتُ فيه السلطة على إخضاع كلّ دولار من الإيرادات العامة للمساءلة، والتأكد من أنه سيصل إلى المستحقّين من القاعدة الشعبية من دون أن ينهب في الطريق".
الناس تنتظر منك يا سيد حيدر العبادي، أن تطرد فأر حزب الدعوة الذي يلعب بعقلك، وإن كنتَ تريد حرباً على الفساد، فادخلها بلا شعارات!
"فأر" العبادي
[post-views]
نشر في: 17 ديسمبر, 2017: 05:38 م
انضم الى المحادثة
يحدث الآن
معرض العراق الدولي للكتاب: بوابة نحو التميز الثقافي والتضامن الإنساني
النفط يتصدر المشهد وتبدلات مفاجئة في ترتيب دوري نجوم العراق بعد الجولة الثامنة
العراق يُطلق منصة لتنظيم العمالة الأجنبية وتعزيز الرقابة الإلكترونية
العراق تحت قبضة الكتلة الباردة: أجواء جافة حتى الاثنين المقبل
ضبط طن مخدرات في الرصافة خلال 10 أشهر
الأكثر قراءة
الرأي
الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!
رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
جميع التعليقات 3
بغداد
استاذ علي حسين تركيبة الحكم الطائفية في العراق والتي يتزعمها رئيس حزب الدعوة في العراق لم تأتي صدفة وإنما هو دعم مباشر من اسيادهم ملالي ايران واسياد اسيادهم أعضاء الكونغرس الأمريكي الذي وقفوا جميعهم في عام ٢٠١٣ للمالكي وصفقوا له بحرارة عندما خطب ابو المحا
أبو لينا
تحية طيبة. أتمنى أن تكتب، على سبيل التغيير، كيف يذهب المواطن الى الإنتخابات وينتخب دون أن يذهب صوته هدرا أو يذهب بالنتيجة الى القائمة التي لم ينتخبها. أفهموا المواطن كيف يكون صوتا ناجحا بدلا من لومه على فوز الفاسدين وانتم تعلمون أنهم قبل كل دورة انتخابية
أم رشا
استاذ علي برأيي ان العبادي لن يتخلى عن حزب الدعوة إطلاقا وانا قلت هذا سابقا لأنه وأمثاله تربوا على التعصب الطائفي وهكذا تكونت الأحزاب الشيعية وكذلك جماعة الإخوان المسلمين وإلا لماذا لم يشكلوا سوية حزب واحد وهم في المعارضة هدفهم المشترك الأعظم إسقاط صدام و