اندلعت مواجهات بين الجيش الإسرائيلي ومتظاهرين فلسطينيين في مناطق متفرقة في الضفة الغربية المحتلة، وذلك عقب انتهاء صلاة "ثاني جمعة للغضب" وفق ما وصفتها القوى والفصائل الفلسطينية في دعواتها لأوسع مسيرات تعبر عن الرفض الفلسطيني للإعلان الاميركي القدس عا
اندلعت مواجهات بين الجيش الإسرائيلي ومتظاهرين فلسطينيين في مناطق متفرقة في الضفة الغربية المحتلة، وذلك عقب انتهاء صلاة "ثاني جمعة للغضب" وفق ما وصفتها القوى والفصائل الفلسطينية في دعواتها لأوسع مسيرات تعبر عن الرفض الفلسطيني للإعلان الاميركي القدس عاصمة لإسرائيل.
وقد تصاعدت حدة المواجهات بعد انطلاق المسيرات الفلسطينية باتجاه ما تعرف بمناطق التماس، ومنها المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم، والمداخل الشمالية والجنوبية لمدينة رام الله، وفِي بلدة كفر قدوم قرب قلقيلية، وقرى بورين قرب نابلس ، ونعلين والنبي صالح قرب رام الله .
وأفاد مراسل بي بي سي عربي في القدس، عصام عكرماوي، أن منطقة باب العامود، المدخل الرئيس للبلدة القديمة من القدس التي تضم الحرم القدسي الشريف، شهدت مواجهات محدودة بين المتظاهرين الفلسطينيين وقوات الأمن الاسرائيلية التي انتشرت بكثافة على مداخل البلدة القديمة بعد صلاة الجمعة، حيث أدى آلاف الفلسطينيين الصلاة في المسجد الأقصى. وأضاف مراسل بي بي سي أن القوات الاسرائيلية تتبع تكتيكا جديدا يسمح باحتجاجات صغيرة لكنها تفرق تلك الاحتجاجات بسرعة في حالة ارتفاع عدد المشاركين.
كما إنها امتنعت عن استخدام قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، ولجأت بدلاً من ذلك الى استخدام قوة المستعربين الذين يندسون بين المتظاهرين ويعتقلون من يقودون التظاهرات.
من جهة اخرى باح الرئيس الأميركي دونالد ترامب لنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون قبل وقت قصير من صدور قراره بشأن القدس، عن دوافعه لاتخاذ هذه الخطوة المثيرة للجدل.
وقال ماكرون فى حوار مع قناة تلفزيون "CBS" الأميركية في هذا الشأن: "هو حدثني عن أسس قراره، وتتركز فى إعطاء دفعة جديدة لتغيير المنظومة بأكملها، وذلك لأنه يعتقد أن المفاوضات السابقة، أُوقفت وعطلت لعقود، هو أراد إعطاء دفعة من شأنها إثارة رد فعل قوى من هذا الإعلان".
وروى الرئيس الفرنسى أنه رد على ترامب قائلا: "أرى أن هذا الإعلان حتى يومنا هذا غير صالح لإعطاء دفعة وخلق عملية جديدة، لكن بنهاية المطاف، قرروا أنتم بأنفسكم". من جهة اخرى أكد القادة الـ28 لدول الاتحاد الأوروبي ، أن موقف الاتحاد من وضع القدس يبقى "ثابتا" بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالمدينة المقدسة عاصمة لإسرائيل. وكتب رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك على تويتر، خلال قمة أوروبية في بروكسل أن "قادة الاتحاد الأوروبي يكررون التزامهم الراسخ بحل الدولتين (إسرائيلية وفلسطينية)، وفي هذا الإطار فان موقف الاتحاد الأوروبي حول القدس يبقى ثابتا".
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد صرح فى 6 كانون الاول قائلا: "لقد حان وقت الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل"، وأعطى أيضا تعليماته لوزارة الخارجية للبدء بالاستعدادات لنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس.
وأعلن ترامب في ذات الوقت أن واشنطن ما تزال تسعى إلى "الإسهام في التوصل إلى اتفاقية سلام مقبولة لكلا الطرفين"، مضيفا كذلك أن بلاده ستؤيد حل الدولتين، إذا وافق عليه الطرفان.
الجدير بالذكر أن وضع القدس يعتبر أحد المشاكل المحورية في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي. وكان الإسرائيليون قد استولوا على القدس الشرقية أثناء حرب عام 1967، ويصرون على أن القدس "الموحدة وغير القابلة للتجزئة" هي عاصمة إسرائيل.