تحتفى الأوساط الروسية في الثاني عشر من كانون الاول الحالي بعيد ميلاد جنكير ايتماتوف تمهيدا للمحافل التي ستقام العام المقبل بثمانينة الراحل.ويبقى جنكيز ايتماتوف (1928 ـ 2008) واحداً من أكثر الادباء السوفيات /القرغيز نجومية وتألقا في ساحة الأدب و
تحتفى الأوساط الروسية في الثاني عشر من كانون الاول الحالي بعيد ميلاد جنكير ايتماتوف تمهيدا للمحافل التي ستقام العام المقبل بثمانينة الراحل.ويبقى جنكيز ايتماتوف (1928 ـ 2008) واحداً من أكثر الادباء السوفيات /القرغيز نجومية وتألقا في ساحة الأدب والفكر وطنيا وعالميا، واتسمت أعماله بالجمالية العميقة والنزعة الانسانية الشاملة. ومنذ خطواته الاولى في عالم الادب نال الشهرة في كافة أرجاء الاتحاد السوفياتي السابق، وطبقت شهرته الافاق كاحد الكتاب السوفيات المرموقين. وكانت مخاض رحلته الابداعية الطويلة أعمالا روائية تُرجمت الى معظم لغات العالم بما في ذلك العربية، وتحوّل بعضها الى أعمال سينمائية ومسرحية. وكان ايتماتوف قد رُشح لجائزة نوبل للادب. وأضفىَ باعماله النثرية على الادب السوفياتي نكهة الواقعية الاسطورية، في الرؤية والأداة والإسلوب، اذ تفاعلت في أعماله سمات الواقع وعوالم الاسطورة وروح الشرق وخصوصية عوالم قيرغيزيا وفضاءات آسيا الوسطى، واستفاد من منجزات الرواية الروسية الكلاسيكية والسوفياتية المعاصرة والأوروبية الحديثة. ولعب الإنسان ومصيره دوراً هاماً في أعمال ايتماتوف، واثارت ضمن هذا السياق الأسئلة الخالدة عن الصراع الأبدي بين الخير والشر وتجلياته اليومية في سلوك الفرد والنظام السياسي، وعن المنحى الاخلاقي للإنسان ومصيره في العالم المعاصر ونزعاته التدميرية وغاياته في الحياة. كما أثارت أعماله في العهد السوفياتي الكثير من الاشكاليات وتعاطت المؤسسات الثقافية الحزبية معها بحذر وشك، لأن ايتماتوف تناول موضوعات لم تستجيب تماما لمنهج الواقعية الاشتراكية، وفضح الجوانب المضيئة والمظلمة في داخل الإنسان ومعاناته وتجاربه وهو في ظل النظام الاشتراكي، ونواقص النظام نفسه. وقال الحقيقة المرّة. وراح يبحث لفترة طويلة من دون كلل عن مواضيعه وأبطاله ونبرته الخاصة في السرد. واتسمت أعماله منذ البداية بالدراماتيكية وطرحت قضايا انسانية شائكة وقدمت حلولاً للمشاكل المطروحة بمقاربات متعددة، وشغله السؤال الأثير عن السبيل لبناء عالم أفضل عالم يعيش في ظل النزعة الانسانية. ووقف ضد التطرّف والعنصرية والشوفينية وانتهاك حقوق الأمم والإنسان. ولد الكاتب السوفيتي/ القيرغزي المعروف جنكيز أيتماتوف في 12 كانون الأول 1928 في منطقة (كيشلاكي شيكير) بجمهورية قيرغيزيا الاشتراكية السوفيتية سابقاً. وفي عام 1948 أنهى معهد التقنيات البيطرية، ثم أنهى معهد الزراعة عام 1953.وفي عام 1952 بدأ بنشر قصصه القصيرة باللغة القيرغيزية. ومنذ عام 1956 بدأ ينشر أعماله بالروسية. وفي عام 1956 التحق للدراسة في معهد غوركي للأدب بموسكو. وفي عام 1958 بدأ عمله في مجلة "أكتوبر" السوفيتية الأدبية الشهيرة. ونشر بها قصته المعروفة "وجها لوجه". وبعد إنهائه المعهد الأدبي في موسكو، عمل مراسلاً لصحيفة البرافدا في العاصمة "فرونزا" بيشكيك حالياً"، وبعد ذلك رئيسا لتحرير مجلة "قيرغيزيا الادبية". وفي الفترة من 1988-1990 شغل منصب رئيس تحرير مجلة "الأدب الأجنبي" السوفيتية، وعمل سفيراً لقيرغيزيا في بلجيكا وهولندا ولكسنبورغ. وحصل أيتماتوف على جوائز عديدة عن أعماله الأدبية التي ترجمت إلى أكثر من 150 لغة. وجائزة لينين عام 1963، و3 جوائز حكومية في الأعوام 1968 و1980 و1983.