TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > وقفة: رعاية في الوقت الضائع!

وقفة: رعاية في الوقت الضائع!

نشر في: 1 مارس, 2010: 05:05 م

أفراح شوقيتصاعدت حمى الدعايات الانتخابية مابين المرشحين واتخذت لها صوراً واشكالاً متعددة وغريبة وهي تشتري صوت المواطن الفقير   بثمن بخس!، خاصة وان ما يفصلنا عن ساعة الصفر لبدء الاقتراع أياماً قليلة فقط.
البعض من  تلك الحملات راح يتفنن  في كشف  عورات القوائم المنافسة بطرق وأساليب جرى ترتيبها مسبقاً، وبعضها الآخر أصابته صحوة ضمير مفاجئة وراح يعلن لعباد الله عن ملفات سرية جديدة تتحدث عن الفساد الاداري والمالي للمرشح المنافس بعد ان  أصابته  التخمة من سرقته قوت العراقيين خلال السنوات الماضية، لا حباً في الوطن طبعاً، بقدرماهو إزاحة وتمرير لبرامج انتخابية منظمة، تقع تحت بند الإسقاطات الانتخابية، والغريب ان تلك الكشوفات تجري في السر والعلن وبالايدي ذاتها  التي تصافحت قبلً في دورات  انتخابية ماضية!أقول،  ان سباق مرشحي البرلمان صار يلاحقنا اينما نولي وجوهنا  وقد ايقن المواطن البسيط بفطرته التي لايملك غيرها  ان كل مايراه  من صحوات مفاجئة في الضمير على صعيد الخدمات والمساعدات وبذل الحقوق والسلف وقطع الأراضي  وإطلاق المشاريع وحملات الاعمار،  مرتبط بشكل او باخر بالدعايات الانتخابية،  ولم يفلت من ذلك السباق،  المثقف العراقي  المتعفف والذي طالما حلم بزيارة مسؤول لنشاط ثقافي معين او رعايته لمعرض هنا او مسرحية هادفة هناك، والرعاية لمن لا يعرف معناها نقول انها تعني الإيفاء بالصرف المالي والإعلامي  على تلك النشاطات وتغطية تكاليفها وبضمنها طباعة الدعوات التي تذيل باسم المرشح (ابو نية صافية)!!والذي حصل ان المثقف او الفنان ذاته صار مطلوباً الآن أكثر من أي وقت مضى ولابد من تمكينه ليلبس  البدلة والرباط ويسير متأبطاً ذراع احد المرشحين الذين فطنوا  للتو ان ما يصرفونه على المآدب العشوائية و(قواطي الببسي والذي منو) خصوصاً في الأحياء الشعبية الفقيرة،  لن يكون بمستوى رعاية معرض  او فعالية ثقافية تكون النخبة الأكثر وعياُ من عامة الشعب هي الحاضر و أضواء كاميرات الفضائيات على كثرتها  ستكون شاهد على حملات الأكل والمرطبات والجكليت أحتفاءً بالسيد المسؤول الذي غدا (برمكياً)! ولا نكشف سرا ان قلنا ان بعضهم تذكر الآن فقط ان يقيم  حفلات التكريم والاحتفاء  بعدد من المؤسسات الإعلامية ويغدق على منتسبيها  الهدايا لانهم تحملوا العبء الأكبر في مسايرة تقلبات  اغرب عملية سياسية تجرى في البلد! ولكن وبعد كل ما قيل علناً وهمساً عن الحملات الانتخابية لابد من ان نسجل هنا  بما يبعث في نفوسنا الطمأنينة والثقة معاً  وهو ان  تلك الممارسات صارت مكشوفة ولن تزيغ عين المواطن البسيط الذي أثبتت كل المعطيات الآنية في الشارع والبيت والعمل،  انه بات اكثر عزماً على المشاركة في الانتخابات واكثر قدرة على تأشير  الصالح من الطالح،  ولن يخدع بما يجري الآن  من صحوات ضمير ورعايات  في الوقت الضايع.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram