TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ديمقراطيّة "دولة القانون"

ديمقراطيّة "دولة القانون"

نشر في: 12 ديسمبر, 2017: 06:00 م

أخبرنا ائتلاف دولة القانون " مشكوراً" بأننا ( أقصد أنا والثلاثين مليون عراقي )، لم نتمتع بالديمقراطية حتى كتابة هذه السطور، وأنّ الائتلاف إذا حصد أصوات الناخبين واستطاع أن يشكّل حكومة " أغلبيّة " وسيعلّمنا الديمقراطية على أصولها. وأبلغنا السيد عمار الحكيم رئيس تيار الحكمة أنّ تحقيق الديمقراطية يتطلب تشكيل حكومة أغلبية ذات حضور مكوّناتي، العبارة الأخيرة أنقلها بالحرف الواحد، رئيس مجلس النواب سليم الجبوري كان له رأي آخر، فبعد أربعة عشر عاماً من العيش وسط الخراب، يطالبنا بأنْ نصفّر العداد، ونبدأ معه من جديد في التمتع بـ " خيرات " الديمقراطية.
أنا من جانبي أجد أنّ الاحزاب الحاكمة في العراق تتعب نفسها وهي تستعجل الديمقراطية، ألم يخبرنا عامر الكفيشي أنّ الديمقراطية والحريات المدنية عمل من رجس الشيطان، وأنها اختراع صهيوني إمبريالي يريد تخريب هذا المجتمع المؤمن؟
لايهم سنسير وراء ديمقراطية ائتلاف دولة القانون، وسنصفّق لكلّ كلمة يقولها السيد عمار الحكيم، ونرقص فرحاً لتغريدات سليم الجبوري التي بشّرتنا بأنّ البلاد تعيش حالة سياسية صحيّة، بدليل هذه الاحزاب الجديدة التي تشكلت والتي ستدخل الانتخابات، وما عليك عزيزي المواطن سوى القيام بقرعة لاختيار ما يناسبك. هل ستصوّت لتجمّع نهضة جيل، أو كتلة منتصرون، أم ستنحاز لتجمّع التعاون، أعتقد أنّ كتلة الوفاء والتغيير أفضل، سيقول البعض يارجل، حركة العراق الوطنية هي الأنسب، وماذا ياسادة عن حزب تقدّم وحزب الفيدرالية الوطني، وحزب الشباب للتغيير، وحزب الانتماء الوطني،و حزب الحل، وحزب الانتفاضة الشعبانية، وحزب التجمع الجمهوري العراقي، وحركة حريّة، حركة العراق الإسلامية، حركة النور والانتفاضة والتغيير وحزب وطني أولاً، هل تريدون أن أستمر في العدّ، إذن هاكم، حزب الثبات العراقي، والتغيير وحزب العروبيون، وحزب تيار الأبرار الوطني، وحزب مشروع الإرادة الشعبية، والاتحاد الإسلامي الكردستاني، والمؤتمر الوطني العراقي وحزب النداء الوطني،وتجمع مقتدرون للسلم والبناء والحركة الإسلامية في العراق، وحزب القرار التركماني، والحزب الاشتراكي الديمقراطي، وحزب الحق المدني،والحزب المدني، وكتلة عراق النهضة والسلام، وحركة العراق الوطنية، وحزب سور العراق،،و تجمع الامل، وتيار العدالة والنهوض والتجمع الشعبي المستقل..يضاف لها بالتاكيد الأحزاب التي عشنا معها أربعة عشر عاماً من الديمقراطية " السعيدة "!
يا سادة ياكرام أتمنّى عليكم أن تتركونا في حالنا. إذا كانت الديمقراطية لاتستقرّ إلّا بـ 200 حزب وحزب.شكراً لكم لانحتاج إليها.. دعونا نتنفّس،
امنحونا شيئاً من الهدوء بدلاً من ضجيج الخطب المكرَّرة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. الشمري فاروق

    لا..عزيزي ابو حسين ( حزب..الامانه) احسن .. هذا الحزب يوميه أقرأ الافته مالته باليوم مرتين في ساحة الميدان...بس ما ادري هاي يا أمانه؟؟؟أمانة العاصمه...لوباصات الامانه مال مصلحة نقل الركاب ؟؟؟لان هذا الحزب مقره بساحة الميدان مقابل ساحة وقوف با صات مصلحة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram