ولدت الرسامة الالمانية كاترينا غروسه في عام 1961و الى جانب أعمالها الفنية المتميزة فقد ألفت العديد من الكتب الفنية.
 
* متى بدأت لأول مرة في التفكير بعدم الأقتصار على استخدام القماش في لوحاتك؟- لم أكن أعتقد أبداً أن الرسم يقتصر على القماش فقط.

ولدت الرسامة الالمانية كاترينا غروسه في عام 1961و الى جانب أعمالها الفنية المتميزة فقد ألفت العديد من الكتب الفنية.

* متى بدأت لأول مرة في التفكير بعدم الأقتصار على استخدام القماش في لوحاتك؟
- لم أكن أعتقد أبداً أن الرسم يقتصر على القماش فقط. لقد كان دائما عملاً متعدد الأبعاد. حتى عندما كنت طالبة، عندما كنت أرسم ، كنت أرغب دائما أن أرسم أنواعاً مختلفة من الأسطح والأشياء الطبيعية للغاية ، ومن ثم إضافة أشياء أخرى. وكنت مثل الاطفال أرغب في أن ألصق العديد من الأوراق معا وأرسم البراكين على رأس التل وأقوم بتشغيل الموسيقى المصاحبة لذلك. لقد اعتقدت دائما أن نشاط الإنسان لا يتوقف، فهو بدلاً من ذلك يذهب إلى عالم آخر من حياته ويتحول إلى شيء آخر.
* لذلك أنتِ لم تكنِ تعتقدي أن هناك حدوداً للسطوح والاشياء؟
- حسنا، واحدة من الأشياء التي أتذكر جيداً انني أفكر فيها نحو العالم هي فكرة أن أكون قادرة على تجاوز تلك الحدود عندما كنت أذهب إلى صالات العرض، لم أكن ألقي نظرة على اللوحات فحسب، بل ألقي نظرة على الكثير من الأشياء - ثم أدركت أن هذا النوع من المراقبة موجود عبر التاريخ البشري. إذا ذهبت وشاهدت لوحات الكهوف، على سبيل المثال، ستلاحظ أن الكهف نفسه كان جزءا هاماً جداً من اللوحة ..
* وهل ينطبق هذا على لوحاتك أم إنكِ تقيدين نفسك بطريقة ما عندما يتعلق الأمر بعملكِ الفني؟
- هذا سؤال جيد حقاً. وأعتقد أنني واجهت هذه الأسئلة المتعلقة بالتقييد في أغلب الأحيان عندما أحضر في مناقشة أكاديمية:ويقال لي "ولكن هذا العمل لا يمثل أي شيء - لماذا؟"
* وماذا كنت تجيبين عادة؟
- على سبيل المثال، كان أول طلاء رذاذ فيه الكثير من اللون الأخضر، وكنت أتساءل عما إذا كان ذلك يشير إلى أوراق الشجر. هل هذه أشارة جيدة أم انني لا أريد ذلك؟ وإذا كنت لا أريد ذلك، كيف يمكنني تجنب ذلك؟ وبعد ذلك وفقط بعد اثنين من الأعمال التي انجزتها في وقت لاحق، أدركت أن هذه الأسئلة هي في الواقع تحددني. هذا النهج يحد من امكانياتي - وما يحد من ذلك هو ليس قدراتي ولكن النقاش الأكاديمي الذي يحاول فهم بعض مجالات التفكير الفلسفي.
* يبدو وكأن هذا الأمر له أثر إيجابي على الرغم من ذلك . هل يمنحك عدم التقيّد المزيد من حرية التعبير؟
- كانت هناك لحظة عندما اعتقدت أن الاثنين يمكن أن يتواجدا معاً. ولكن بعد أن تعرفت على إسلوبي الخاص، أدركت أنهما لا يتشاركان كثيرا، وأعني الطريقة التي يتطور بها تفكيري والطريقة التي يتطور بها التفكير النظري. من المهم أن نفهم انهما نابعان من مثل هذه المجالات المختلفة من التفكير. وأعتقد أن عملي يتأثر بالنظرية في بعض النواحي، ولكن ردود الفعل التي أحصل عليها من نشاطي الخاص تؤثر على عملي في مثل هذه الطريقة المختلفة. أفترض أنك لا تحصل حقاً على هذا النوع من ردود الفعل عندما تدخل نقاشاً فلسفياً - على الرغم من أنني كثيرة التفكير بالطبع، ما دمت لم أبدأ من تلك المنطقة.
* إذا لم تكن هناك مبادئ معينة للألوان التي تختاريها، على سبيل المثال، كيف تقررين استخدام أي منها؟
- أختار دائما اللون الذي له علاقة مع ما هو حوله، والألوان تبدو بطريقة معينة فقط حينما تكون متعلقة بشيء آخر. ولكن ليس هناك تسلسل هرمي. أنا أحب الأرجواني، على سبيل المثال، ولكن هذا ليس معناه إن كل شيء هو الأرجواني.واختيار اللون يمكن أن يعزز فضاء اللوحة في مثل هذه الطريقة متعددة الأوجه. فهو يمكنك من تحويل أي إتجاه في أي لحظة. اللون يكون قريباً جداً منكِ لأنه يغني ويعمق فضاء اللوحة ، حتى لو كان موضوعا بشكل مصطنع. لذلك سوف يجلب لك شيئاً مثل ضوضاء تشعر بها أو رائحة ستشتمها، على سبيل المثال، أو تشعر بطعم معين. اللون يمكن أن يتغير كثيراً. فاللون بحد ذاته موضوع معين. "
* ماذا تعنين؟
- إذا رسمت الليمون باللون الأزرق، على سبيل المثال، فان خبراتك الكاملة عن الليمون يمكن أن تتغير تماماً. أعتقد أن اللون هو أكثر ما يغّير وبشكل سحري في شكل اللوحة. وليس عليك أن تلتزم بوضعه في مساحة معينة. اللون يمكن أن يظهر في أي مكان.
* وهذا هوالسبب في أنكِ بدأت باستخدام تقنية الرسم بالرش على الجدران والسقوف؟ لتوسيع المساحة حيث يمكن أن يظهر اللون؟
- إنه واحد من الأسباب . والسبب الآخر هو أن أتحرك بشكل أسرع بكثير، أسرع في فضاء اللوحة . ليس من أجل توسيع نطاق الوصول الخاص بكِ، ولكن أيضا لان تعمل بسرعة كبيرة.و أيضا، يمكن أن استخدم الكثير من الألوان التي أكون قادرة على المضي قدماً معها وهلم جرا. ثم، حتى عندما تواجه العقبات النحتية في السطح، يمكنك فقط المرور بها دون أن تتوقف عندها لأنك لا تلمس السطح مباشرة.
* وهذا يشبه العمل في الفضاءات الخارجية؟ من الواضح أن هناك عوامل مثل الطقس أو البيئة سوف تؤثر على العمل بغض النظر عن أي شيء
- أعتقد أن السيطرة على ظروفك وعفويتك لا توجد بينهما علاقة مشتركة . وأعتقد أن عملي يستند إلى حقيقة أن كل هذه العناصر هي على نفس المستوى: اللون، والطلاء، والوقت، والناس،و نفسي، والأدوات، والرياح ... وكلها جزء من نفس المجال التجريبي. الأشياء التي تكون واضحة عندي مثل -الألوان، والأدوات، والوضع-تصبح نقطة الانطلاق. ولدي فكرة الى أين أريد أن أذهب معها. هذه الأشياء هي واضحة جداً واستطيع أن أسيطر عليها. ولكن بعد ذلك التفاصيل - ما إذا كان هناك رذاذ أكثر، أوانخفاض أقل، أو أن الرياح أقوى قليلا - أنا لا أعتقد انه يمكن السيطرة على ذلك. وهذا لن يكون مثيراً للاهتمام.
 عن: موقع ذا تالك