كثف الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم الاثنين جهود حشد دول الشرق الأوسط لمواجهة اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل حيث يبدأ محادثات مع زعماء عرب تنطلق من القاهرة.
وقال مكتب الرئيس الفلسطيني إنه يلتقي مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي
كثف الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم الاثنين جهود حشد دول الشرق الأوسط لمواجهة اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل حيث يبدأ محادثات مع زعماء عرب تنطلق من القاهرة.
وقال مكتب الرئيس الفلسطيني إنه يلتقي مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي كان وسيطاً مهما في محادثات السلام الماضية مع إسرائيل وبين الفصائل الفلسطينية، قبل إن يتجه إلى اسطنبول لإلقاء كلمة هناك.
ونددت الدول العربية بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن القدس الأسبوع الماضي وتعهدت بالضغط على المنظمات الدولية للتحرك ضده دون الإعلان عن أي إجراءات ملموسة.
وقال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم عباس لوكالة الأنباء الفلسطينية ”المطلوب الآن قرارات فلسطينية وعربية جريئة في المرحلة المقبلة“.
وحذرت القوى العالمية من أن الخطوة الأميركية ستعرقل جهود السلام في النزاع الإسرائيلي الفلسطيني الذي استمر عقودا مع انتشار الغضب في أنحاء المنطقة.
وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي السبت إن عباس لن يلتقي مع نائب الرئيس الأميركي مايك بنس أثناء زيارته للمنطقة الشهر الجاري.
فيما اعتبر البيت الأبيض قرار السلطة الفلسطينية عدم لقاء نائب الرئيس الأميركي مايك بنس خلال زيارته المنطقة في أواخر كانون الأول الحالي رفضاً للحوار. وقال كبير موظفي نائب الرئيس الأميركي جارود إيغن أن السلطة الفلسطينية، من خلال قرارها عدم لقاء بنس ترفض «مجدداً الحوار». وأوضح في بيان: "من المؤسف جداً أن تبتعد السلطة الفلسطينية مرة أخرى عن فرصة للتباحث حول مستقبل المنطقة" . وتابع إيغن إن بنس يتطلع إلى لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، موضحاً أن "(الرئيس الأميركي) دونالد ترامب طلب من بنس القدوم إلى المنطقة لإعادة تأكيد التزامنا العمل مع شركائنا في الشرق الأوسط من أجل التصدي للتطرّف الذي يهدد آمال الأجيال المستقبلية وأحلامها".
وأضاف الإدارة الأميركية "تظل رغم ذلك مصممة على جهودها على أمل إحلال السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وفريقنا من أجل السلام لا يزال يعمل بجد من أجل إعداد خطة للسلام" .
من جانبها دانت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني عند لقائها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في بروكسيل أمس (الإثنين) «الهجمات على اليهود في جميع انحاء العالم»، مكررةً موقف الاتحاد الأوروبي الداعم لدولتين اسرائيلية وفلسطينية تعيشان جنباً الى جنب، عاصمتهما القدس.
وفي تصريحات قبل لقاء مزمع يجمع نتانياهو مع وزراء خارجية الدول الـ 28 الأعضاء في الاتحاد الاوروبي، قالت: «أدين بأشد العبارات الممكنة كل هجوم على يهود في كل مكان في العالم بما في ذلك في أوروبا واسرائيل وعلى مواطنين اسرائيليين»، مضيفة: «كشركاء وأصدقاء لاسرائيل، نعتقد ان المصالح الأمنية لاسرائيل تقتضي ايجاد حل قابل للاستمرار وشامل» للنزاع بين اسرائيل والفلسطينيين.
وكانت موغيريني شددت على أن الاتحاد الأوروبي لن «يتخلى عن حل الدولتين أساساً لتسوية النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني»، وقالت إن "اتفاقات أوسلو الموقعة للسلام وتحقيق حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير» تظل هي الهدف الأساس. وأضافت أن «الحل الواقعي الوحيد يرتكز على دولتين بوجود القدس كعاصمة لكل منهما" .
وفي تصريح شديد اللهجة قال وزير الدفاع الإيراني البريجادير جنرال أمير حاتمي أمس الاثنين، إن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل سيعجل بدمار إسرائيل.
وقد شجب زعماء إيران القرار الذي أعلنه ترامب الأسبوع الماضي بما في ذلك نقل السفارة الأميركية إلى القدس. ودعم القضية الفلسطينية ومعارضة إسرائيل كان دوما جزءا مهما من السياسة الخارجية منذ الثورة الإسلامية في إيران عام 1979. ونقلت وسائل الإعلام عن حاتمي قوله أمس الاثنين إن الخطوة التي اتخذها ترامب "ستعجل بدمار النظام الصهيوني وستعزز من وحدة المسلمين". وقال رئيس هيئة الأركان للقوات المسلحة الجنرال محمد باقري إن "الخطوة الحمقاء" التي اتخذها ترامب قد تكون بداية انتفاضة فلسطينية جديدة.
وفي سياق متصل قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أمس الاثنين إن قرار الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل جعل من واشنطن شريكا في العنف.
وقال إردوغان، الذي يوجه الانتقادات لإسرائيل على نحو متكرر، إن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيشعل العنف في المنطقة.
وتابع إردوغان قائلا ”أصبحت الولايات المتحدة شريكة في إراقة الدماء بقرارهم الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل“، مضيفاً أنه لا يعتبر قرار ترامب ملزماً.