TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > محمدسعيـدالصكار:على السياسيـين أن يـكونوا أكثـر قرباً من الثقافة وأربابها ومشكلاتها

محمدسعيـدالصكار:على السياسيـين أن يـكونوا أكثـر قرباً من الثقافة وأربابها ومشكلاتها

نشر في: 1 مارس, 2010: 05:17 م

حوار: علي عبد السادةقبل إن أخاطبه عبر البريد الضوئي، قلت: ترى كيف لجاذبيته السحرية أن تحافظ على توهجها رغم تعدد وتنوع ساحات الاشتغال اليومي. استدركت: يمكن أن يحدث هذا مع محمد سعيد الصكار، شاعرا، خطاطا رائدا، قاصا، تشكيليا، كاتبا للسينما والمسرح، مصمما، بارعا في خلق النص الإبداعي من مفارقات وحكايات اليومي المعيش.
وقلت: أيمكن لهذه السطور أن تبسط نفسها على طول سنوات توزعت بين الإبداع والألم، الموسوعية والتميز، الجدة والأصالة، المنفى وارق الوطن، الذي لا يتمناه الصكار مستداما. استدركت: لا أظن ذلك، سوى أن يكون هذا الحوار محاولة في دخول أيقونة ثقافية ممتلئة بشغف الحياة. وقلت أيضا: لمّ يأتي سياق الموسوعة الصكارية مقتصرا على الشعر والخط،  وهو الذي برع في تعددية إبداعية قل مثيلها؟. ترى من يتحمل مسؤولية ذلك؟ ربما هو نفسه. حسمت أمري وبعثت الاستفهامات عبر ثقب ضوئي نحو مكانه الفرنسي البارد، علها تبث بعض الدفء في مشغله الباريسي، مثلما بثت في نفسي حماسة الانشغال مع تجربة مثيرة للاهتمام..  وبقيت حيرة الدخول إلى عالم الصكار: من أين أبدأ؟ "أبجديته"، "قصبته" الشعرية كما جاء وصفه في فيلم لوزارة الثقافة الدنماركية (1999 – إخراج محمد توفيق)، ام أعود إلى "أمطاره"؛ رشقته الأولى في فن الغزل. لكنني تذكرته، حينها بصريا حالما بمدينة مازالت تستقر فيه فردوسا، بينما تئن، هي، من وطأة الفوضى والخراب. قلت: البصرة خير استهلال مع الصكار..لعلَ البصرة تصحوrn• ما الذي بقي من البصرة فيك؟rn- ما الذي ذهب؟مرصودٌ لاسمكِ ما أورق في ذاكرتي،ولوجهكِ ما ظلَّ من الأحلامِبهذا الصحوِ القاسي.يا أولى الخطواتِ وأتعبَها،يا أولى العَثَراتِ وأصعبها،يا أولَ آمالِ العمرِ،وأوّلَ آلامي المفتوحةِ للريح،أوسّدها خدي، وأقوللعلّ نهايتَها تومضُ في أقصى العمرِ،لعلّ ..لعلَّ ..لعلّ البصرة تصحو،وأنامْ !وأذكر باعتزاز قولي للصديق المفكر العربي فوّاز طرابلسي يوم سقطتُ من الإعياء في المعرض الذي أقمته للبصرة في مرسمي بباريس، يوم كان نخيلها يحترق، فسألني:"ما الذي يوجعك يا محمد"؟ فقلت له:"البصرة توجعني".rn•أمازالت ذلك "الفضاء الثقافي المدهش"؟rn- لا أدري؛ فقد ابتعدت عنها جسدياً منذ ما يقرب من أربعين سنة؛ ولكنني أتابع شأنها الثقافي من خلال علاقاتي بأصدقائي واطلاعي على ما تنقله وسائل الإعلام. ولكن ثقة داخلية تقول لي لا يمكن أن تكون البصرة غير ذلك الفضاء المدهش؛ وأستدل على ذلك بما أتابعه من نشاط مثقفيها في هذا الوقت الصعب، وإصرارهم العجيب على إبقائها فضاءاً مدهشاً.rn* اي فن يقربك اليها؟ القصيدة ام اللوحة؟rn- كلاهما. إضافة إلى الصحافة والمسرح وما أنتجه؛ البصرة حاضرة في النسيج الفكري والوجداني والثقافي في تكويني، فهي أم البدايات السعيدة، وسيدة الأوائل؛ ففيها كتبتُ أولى قصائدي، وأولى قصصي، وأول حبي، وأول اعتقال، وأول محاكمة سياسية، وأول اختفاء، وأول انفتاح على الحياة؛ وهي، بعد، أم العثرات التي قؤّت عزيمتي ومنحتني القدرة على الثبات.سهلة مثل دمع الطفولهصعبة مثل دمع الرجالمرفأ للمنى المستحيلةومدىً لطـــيور الخيالrn* البصرة، اليوم، وجهان يصارع احدهما الاخر، وكأنها صورتان او مدينتان: مشهد ثقافي منتج يواجه مصاعب العتمة وقيودها، ومسرح سياسي واجتماعي مفتوح امام الاحتمالات السوداء. اي بصرةٍ ترى؟rn- أرى أن الدورة نفسها تتواصل، فقد كان الأمر هكذا دائماً؛ ثقافة حرة متحدية، في مقابل الرقابة وقهر السلطات. ولكن الجديد والخطير الآن، هو العتمة والفكر الظلامي في مدينة هي مركز الإشعاع الفكري والتألق الإجتماعي تاريخياً. أنا قلق على البصرة، ودائم التفكير بها، وخائف من أثر الفكر الرجعي على كيانها وأهلها، وطقوسهم الإجتماعية.rnمنتج في حقول متنوّعةrn* من هو محمد سعيد الصكار؟ في اي ضفةٍ انت: الشعر ام الخط؟rn- هذا السؤال ألقيَ عليّ كثيراً، وحدد مجال اهتماماتي وإنتاجي بين هذين الحدين. واليوم أريد أن أغتنم فرصة هذا الحوار فأتحدث عن مساحة النشاط الثقافي التي أتحرك فيها بشيء من التفصيل بعد أن أشرت إليها باختصار في مناسبات مختلفة، استحياءً، وتجنّباً لمديح النفس.منطقتي الثقافية تضم (الشعر والخط والرسم والقصة القصيرة والرواية والمسرح والسيناريو والذكريات والمنوّعات والصحافة، إضافة إلى الهوايات الأخرى، كجمع الطوابع ورسائل الأدباء وتجليد الكتب).وأنا أتحرك في هذه الحقول  بحيوية ومسؤولية، ولي في أغلبها كتب منشورة سأذكر منها في ما يلي:في الشعر؛ لي إحدى عشرة مجموعة، نشر منها ثماني مجموعات، والثلاث تنتظر النشر من زمان.في الخط؛ نشر لي كتاب (ابجدية الصكار - المشروع والمحنة)، كما نشرت لي كراستان تعليميتان، وأمامي ثلاث كراسات تنتظر النشر. إضافة إلى أكثر من ستين نمطاً من الحروف الطباعية، ولكن أهم كتبي عن الخط وهو كتاب (حديث القصبة) الذي يتضمّن نظريتي في (النقد الخطي)، وهو شغلي الشاغل لأنه جاهز للنشر منذ أكثر من عشرين عاماً، ومؤجل لكون دور النشر تعتبره كتاباً تخصصياً لا ينعش مواردها.في الرسم؛ أقمتُ ثمانية وثلاث

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد/ المدى تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة (4 – 14 كانون الأول 2024)، على أرض معرض بغداد الدولي.المعرض السنوي الذي تنظمه مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، تشارك فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram