عجيب هذا الذي يجري لفريق الطلبة ليس في يومنا هذا وإنما منذ مواسم جدباء عجفاء وفقاً لأية شهادة منصفة لكلمة التاريخ بحق هذا النادي الكبير بإنجازاته الكبيرة ونجومه المُحلـّقة قبل أن تدور عليه الدوائر، وتتوالى عليه الطعنات من داخله بأكثر من تلك التي تلقاها بفعل عاديات الزمن!
الصعقة الشديدة التي أصيب بها الطلبة أمام الكهرباء أمس الأول، دلالة أخرى أكيدة على أن النادي الذي حاول لملمة الشتات بترقيع بعض المواضع قبل انطلاقة الموسم، مازال يعاني مرضاً مزمناً هيمن على كل مفاصله وأوصاله .. وفي الأمس البعيد كان مجرد سقوط الأنيق في فخ الخسارة أمام فريق غير معروف، يقيم الدنيا ولا يقعدها، فتملأ مظاهر الاحتجاج والغضب كل ركن كروي في العراق، لكن تلك المظاهر أصبحت أثراً بعد عين، واستعيض عنها بوضع أكثر تأزماً ومرارة يبلغ في يومنا هذا مستوى الخسارة برباعية نظيفة أمام الكهرباء!
ليست هذه خسارة مجردة، وليست هي إخفاقة تدلل على سوء المسار والأداء، وإنما هي (كارثة) حقيقية في التوصيف الدقيق، ولا أدري ماذا يقول المدرب تيتا في قرارة نفسه وأوراقه تتعرض إلى هذا التمزيق غير المسبوق، وقد بلغ الأمر حداً تداول معه النشطاء بعد هذه الكارثة أخباراً مفادها أن هذا الروماني اختفى عن الأنظار، أو لاذ بالفرار وكأنه يقول: يا أرض ابتلعيني!
هذه انتكاسة، ولا وصف آخر يليق بما جرى.. ذلك لأن الطلبة يتجرد بهذا المنعطف الحزين من صورة الفريق الكبير الخاسر إلى وصف أشد حين يصبح نادياً عاجزاً عن ايجاد الحلول لأزمته خلال مواسم عدّة.. ونحن هنا لا نلقي باللوم على المئات من اللاعبين الذين مثّلوه في مواسم الجدب المنصرمة، أو على العشرات من المدربين الذي استهلكهم النادي تحت بند أو ذريعة التجريب لإصلاح الذات، إنما نحمّـل الإدارة مسؤولية الوضع الكارثي الذي انحدر إليه النادي الذي خرج عملياً من دائرة المربع الذهبي التقليدي والتي تجمعه في العادة بالزوراء والقوة الجوية والشرطة، ليصبح رقماً هامشياً لا حول له ولا قوة في الدوري، وأمام أيّ فريق يشاء أن يعلن عن نفسه على شباك الطلبة، لا في أي مكان آخر!
الطلبة، وهو يتردّى حالاً وواقعاً وموقفاً في الدوري، بحاجة إلى هزّة حقيقية تعيد لأولي الأمر فيه الصحوة بعد الغفلة التي صارت غفوة، ثم باتت نومة كأنها الغياب عن الوعي.. وقد قلناها مراراً: إذا لم تكن الإدارة الحالية قادرة على وقف النزف، وإذا لم تكن وزارة التعليم العالي جادة في تبني النادي ودعمه بكل وسيلة متاحة، فإننا سنشهد يوماً قريباً يكون فيه (الأنيق) جسراً للطيبين.. جسراً لكل من يبحث عن صولة ونتيجة تأريخية فارقة على فريق بات عالة على تأريخه!
(الأنيق).. عجز مُعلَن!!
[post-views]
نشر في: 11 ديسمبر, 2017: 09:01 م