حين يرتقي الشاعر عن أدلجة السلطة
عُرفت التجارب الأدبية وخاصة القصيدة بأدلجتها المنحازة للسلطة، فقد لعبت السلطة دوراً كبيراً في حياة الكُتّاب والادباء، كما تحكمت بنوعية نصوصهم، إلا اننا نجد بين مجموعة من المُنخرطين في صفوف السلطات والمؤدلجين
حين يرتقي الشاعر عن أدلجة السلطة
عُرفت التجارب الأدبية وخاصة القصيدة بأدلجتها المنحازة للسلطة، فقد لعبت السلطة دوراً كبيراً في حياة الكُتّاب والادباء، كما تحكمت بنوعية نصوصهم، إلا اننا نجد بين مجموعة من المُنخرطين في صفوف السلطات والمؤدلجين لسياسة السلطة مجموعة أفراد اختاروا طريقاً بعيداً عن هذا التوجه، الشاعر فرج الحطاب كان واحداً من هؤلاء الافراد الذي استحق أن يُحتفى به من قبل نادي الشعر في الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق خلال جلسة اقيمت صباح يوم السبت الفائت في مقر الاتحاد للحديث عن تجربته...
قدم الجلسة الناقد علي حسن الفواز مُتحدثاً عن أن " علاقة المثقف بالسلطة والايديولوجيا هي علاقة تاريخية مهمة، حيث نجد أن الشعراء ارتبطوا بالسلطة بشكل كبير من خلال البيانات الشعرية التي ظهرت عام 1963، إضافة الى الكتابات الشعرية والمفارقة كانت انعكاسا للوعي البيئي للمجتمع، فهم لخصوا طبيعة الأزمة السياسية ليصعد جيل السبعينيات الذي سنلحظ فيه ظهور حالة من الانقسام بين الشعراء."
في تلك الفترة انطلقت خطى الشعراء نحو المنفى كما قال الفواز " ذلك لأن الشاعر وإن لم يكن على علاقة بالسلطة إلا انه يبحث عن حريته بشكل عام لأنهم يرفضون الاشكالات والعقد والغموض بشكله العام." مؤكداً "أن الشاعر لم يهرب الى منفاه وانما القصيدة الباحثة عن مساحة الحرية هي التي هربت."
الشاعر فرج الحطاب ابتعد عن هذه الأدلجة كما ذكر الفواز، أما عن تجرتبه التي وبحسب قول الفواز "جمعت بين بساطة النثر، وجمال الموسيقى أحترفت جمال الاستعارة وحرفية استخدام الكلمات حيث مارس الشاعرية بوعي خاص ومميز."
المحتفى به الذي قدم مجموعة من القصائد السياسية والغزلية من بينها قصيدة مجانين، وقصيدة سيول أليفة من مجموعته لعام 1996، ذكر أنه اضافة الى ما قدمه من قصائد ومجموعات شعرية فقد قدم أيضا " دراسة عن اول عمل له باللغة الانكليزية وهو دراسة عن الزيارة الاربعينية في العراق، ذاكراً أنه اختار هذه الموضوعة لأنها جدلية يعتقد البعض انها متأثرة بطقوس إيرانية وليس طقوس عراقية فقط."في مداخلة للكاتب عبد الأمير المجر ذكر " أن معرفتي بالمحتفى به شخصية اضافة الى انها معرفة ثقافية، بدأت علاقتي به منذ مطلع التسعينيات وهو من جيل تأثرت خلاله الثقافة العراقية بسياستين أحدها الشيوعية والأخرى البعثية فنجد أن عدداً من المثقفين آنذاك مُحتضنون من قبل الحزب الشيوعي وآخرون محتضنون من قبل حزب البعث، وهذا لم يكُن على صعيد العراق فحسب بل أغلب الدول في العالم نجد أن الحواضن السياسية تضم العديد من المثقفين." مؤكداً "أن فرج الحطاب وبعض من زملائه ابتعدوا عن هذه الأدلجة السياسية والخضوع السلطوي."
وأكد المجر على "أن إخلاص فرج الحطاب للشعر كان بمثابة هجرة عن السلطة، فهو لم يكن مؤدلجاً ولم يقدم إنجازاً موجها لجهة ما ويمكن أن أجزم أن هؤلاء جيل كانوا ذو نفوس خاصة يجب أن تُدرس ضمن سياقات موضوعية."