TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > المغتربون.. عودة للنجاح!

المغتربون.. عودة للنجاح!

نشر في: 10 ديسمبر, 2017: 09:01 م

ندعو دائماً بكتاباتنا في الصحف اليومية والبرامج الرياضية ومن موقع الحرص والتجديد على ضرورة الاستفادة من الكفاءات العراقية المغتربة في أوربا بميدان الرياضة وبصورة خاصة اللاعبين الذين غادرونا الى هناك وتمكنوا من تطوير أنفسهم وقدراتهم مع الأندية ومراكز التدريب، ومن الطبيعي أن يفكر هؤلاء خاصة وانهم من ابناء هذا الشعب أولاً وأخيراً، وإن كانت تجربتهم في الغربة لم تكن بمحض إرادتهم في العودة الى ربوع الوطن والعمل بميدانهم الرياضي الرحب، وقد نجح البعض منهم في تأسيس قاعدة رياضية مزدانة بخبرة واضحة وظّفت خير توظيف بعد أن تمّت تهيئة الظرف المناسب لعملهم في اعقاب عودتهم الى الوطن بدعوة وجّهت لهم عام 2012 تحت عنوان (مؤتمر المغتربين الرياضيين)، في الوقت الذي وجد البعض الآخر أن الفرصة لم تحن بعد لعودتهم واستقرارهم أمنياً ووظيفياً، وربما كان لثقل الروتين المملّ أثره في ذلك، فقرروا العودة الى المهجر ومراقبة الأوضاع من هناك بتواصلهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي فقط .
المؤلم في الأمر هو تصريحات بعضهم للإعلام وكانت صادمة في الغالب بطابع الدلال من جانب والإحباط من الآخر، وهنا لا اقصد مدربي وخبراء الكرة فقط، حيث اشترط أحدهم مدرسة بمواصفات هولندية وطالب الآخر بأكاديميات سويدية وكأنه لم يألف العراق ولم يعش فيه يوماً في سالف العصر والأوان، واختصر آخرون الوضع بلمسات احباط مبهمة تدّعي أن الساحة العراقية لا تستوعب خبرتهم بسبب البون الشاسع مع الغرب، قد نتفق على البون الشاسع طبعاً، ولكن ما لا نتفق عليه هو دورهم في اختصار المسافة وإلا ما فائدة حضورهم الى هنا لأن الساحة تستوعب من يعمل وليس من يغرد في التنظير فقط!
جلست مع أحدهم في محاضرة مع ناشئي الكرة في السماوة وخرجت بانطباع بائس للغاية حالي كحال الصبية المستمعين، فعلى مدار ساعة ونصف لم يحدثهم الخبير سوى عن التجهيزات والرعاية للأطفال في السويد، وكأنه يحثهم على الهجرة الى هناك متناسياً أن المقارنة في مثل هذه الأوضاع غير منطقية ومثل هؤلاء فشلوا في العمل بسرعة مع الأندية والمراكز التخصصية أيضاً، وقد افرزت البطولات المحلية وحتى دوري الكرة أيضاً. إن امثال هؤلاء المتذمّرين لا يصلحون لأيّ شيء هنا أو في السويد وحتى في الخليج أيضاً، فتعليل أحدهم اسباب انسحابه واستقالته من الفريق لعدم توفير معسكر عاجل أو خلاف مع رابطة المشجعين واعتراض الهيئة الإدارية على اسلوب إدارته، هي برمّتها أسباب ومشاكل عمل يومية في جميع أندية العالم، وليس العراق فقط، ومن غير الممكن أن تكون سبباً للانسحاب والهزيمة حيث مهما اجتهد الباحثون في العالم لن يجدوا مهمة عملية صعبة تحت الطلب والمزاج والمناخ حتى لو كان العمل في جزر هاواي، فما بالك بالمهام التدريبية مع الأندية وسط ظروف صعبة وأمزجة معقّدة وطلبات اكثر تعقيداً؟!
نعم نحن بحاجة الى جميع الخبرات والكفاءات المغتربة نريدها في ميدان العمل والتطوير واثبات الذات في الساحة وليس على صفحات التواصل!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟

العمودالثامن: أين اختفوا؟

العمودالثامن: متى يعتذر العراقيون لنور زهير؟

العمودالثامن: لماذا يكرهون السعادة؟

العمودالثامن: حين يقول لنا نور زهير "خلوها بيناتنه"!!

العمودالثامن: نظرية "كل من هب ودب"

 علي حسين يريد تحالف "قوى الدولة " أن يبدأ مرحلة جديدة في خدمة الوطن والمواطنين مثلما أخبرنا بيانه الأخير الذي قال فيه إن أعضاء التحالف طالبوا بضرورة تشريع تعديلات قانون الأحوال الشخصية، التي...
علي حسين

قناديل: انت ما تفهم سياسة..!!

 لطفية الدليمي كلُّ من عشق الحضارة الرافدينية بكلّ تلاوينها الرائعة لا بدّ أن يتذكّر كتاباً نشرته (دار الرشيد) العراقية أوائل ثمانينيات القرن الماضي. عنوان الكتاب (الفكر السياسي في العراق القديم)، وهو في الاصل...
لطفية الدليمي

قناطر: كنتُ في بغدادَ ولم أكنِ

طالب عبدالعزيز هل أقول بأنَّ بغداد مدينةٌ طاردةً لزائرها؟ كأني بها كذلك اليوم! فالمدينة التي كنتُ أقصدها عاشقاً، متلهفاً لرؤيتها لم تعد، ولا أتبع الاخيلة والاوهام التي كنتُ أحملها عنها، لكنَّ المنعطفَ الخطير والمتغيرَ...
طالب عبد العزيز

الزواج رابطة عقدية تنشأ من دون وسيط كهنوتي

هادي عزيز علي يقول الدكتور جواد علي في مفصله لتاريخ العرب قبل الاسلام ان الزواج قبل الاسلام قائم على: (الخطبة والمهر وعلى الايجاب والقبول وهو زواج منظم رتب الحياة العائلية وعين واجبات الوالدين والبنوة...
هادي عزيز علي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram