فرحة مزدوجة عاشتها الكرة الكويتية وجماهير"الأزرق" لن تبرح الذاكرة بعد أن طوّع رجال الكويت الحريصون على سمعة بلادهم أكثر من مواقعهم جميع المصاعب، وأصرّوا على إنهاء ملف الإيقاف الدولي قبل وداع عام 2017 ليستعدّوا لكتابة فصل جديد توافقت رؤاه مع معطيات الاتحاد الدولي للعبة قانونياً وتنفيذياً.
ومن خلال متابعاتنا لقضية إيقاف الكرة الكويتية من عام 2015 وخاصة الأيام الأخيرة التي تبلورت خلالها الحلول بتضافر جهود الحكومة والبرلمان لم يتم تسييس الملف أو تجييره لشخص أو مساومته مع ملفات أخرى أو اتخاذه منصّة لضرب مصلحة جهة ما، بل كان الجميع منهمكاً في أمر واحد، كيفية تأمين طريق الخلاص من مأزق الإيقاف وإقناع الفيفا بزوال الأسباب التي أدّت الى حرمان "الأزرق" من مشاركات قارية ودولية عديدة، وأهمّها تصفيات كأس العالم روسيا 2018؟
رئيس الاتحاد الدولي جياني انفانتينو، تعامل مع القضية بهدوء ووضع شروط مؤسسته لإصلاح قانون الرياضة في الكويت وتعديل بعض المواد فيه، ووافق مجلس الأمة الكويتي على تمرير قانون الرياضة الجديد وصادق على 46 تعديلاً من الحكومة بالاتفاق مع الفيفا، ولم تتوتر العلاقة بين الأخير والاتحاد الكويتي أو حكومته لا رسمياً ولا إعلامياً، وقبل ذلك صارح وزير الدولة لشؤون الشباب بالوكالة خالد الروضان الشعب الكويتي في 19 تشرين الأول الماضي، بأن حكومته ولجنة الرياضة البرلمانية اتفقتا على مشروع قانون متكامل يتضمّن جميع المواد التي تنسجم مع رؤية الفيفا للأزمة، وحُّلت القضية كما تقتضيه أعراف الخطابات المشفوعة بضمانات وطاولات الحوار العقلاني.
أمام عودة الكرة الكويتية الى المستطيل الدولي، والبدء بتنظيم أول نشاط رسمي للاتحاد الكويتي بتضييف دورة خليجي 23، ومباركة انفانتينو نفسه لرفع الإيقاف وتنظيم الدورة خلال زيارته الكويت ولقائه الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح وتقديمه الشكر لما بذلته الحكومة من تعاون مطلق لإنهاء الأزمة، فإن الأنظار تتجه الى حاملي ملف الحظر الدولي على ملاعب العراق وزير الشباب عبدالحسين عبطان ورئيس الاتحاد عبدالخالق مسعود، لإيقاف البهرجة الإعلامية المتواصلة منذ أيار الماضي، عمّا تحقق من كسر جزئي ودّي للحظر، وحثّهما على المضي سريعاً بالتنسيق مع الاتحاد الدولي والاتحادات المؤثرة مثل السعودية وقطر تحديداً مثلما تابعنا في أزمة الكويت، كي نقرّب الزمن وأَلاّ نضيّع الكثير منه قبل رفع الحظر الكلي، لاسيما أن العراق أنجز ما طلبه انفانتينو، بإقامة ثلاث مباريات دولية ودية لتكون محط تقييم لجان الفيفا.
ثمة أمر آخر، أن القضية العراقية مرتبطة باستتباب الأمن في الملاعب التي تحتضن انشطة الكرة وليست للحكومة أو البرلمان أية علاقة كما في الحالة الكويتية، فعَلامَ استنزاف الوقت في عرض ملفّنا على رئيس الاتحاد الآسيوي سلمان بن إبراهيم الذي جاء تدخّله متأخراً لمساندة ملف العراق ولم يبادر طول مدة عمله على اتخاذ إجراء برفع الحظر الجزئي بدليل أن اجتماعه بأعضاء مكتبه التنفيذي الأخير في بانكوك (جلس انفانتينو بجواره) خلا من أية إشارة عن العراق، ونسي أنه (أي سلمان) كان قد ضيّف عبطان ومسعود قبل أسبوعين لبحث الأزمة!!
يجب أن تتركّز الجهود اليوم في لقاء عاجل مع رئيس الاتحاد الدولي مباشرة على هامش حضوره افتتاح كأس الخليج بالكويت بوجود الاتحادات المؤثرة كما أسلفنا، فهذه قضية سيادية مهمّة نستغرب ألا يتحمّس البعض لحلها مثلما ينتفض مستنجداً بمشورة دولية تَئِد قانوناً وطنياً مشرّعاً يُهدد موقعه ومنافعه!
خلاصنا في الكويت
[post-views]
نشر في: 9 ديسمبر, 2017: 02:57 م