بغداد /  سها الشيخلي تصوير / سعد الله الخالدي أوقفت أم سلام سيارتها قرب السوق ونزلت مسرعة وهي تحمل بيدها انواعا عديدة من الأكياس المصنوعة من القماش ومن النايلون استعدادا لملئها بكل انواع الاغذية ولم تنس أم سلام ان تتوقف ايضا عند الافران لتبتاع 30 رغيفا من الخبز. استغربت من ما تفعله جارتي ، وعندما سألتها عن سبب كل هذه الاستعدادات
 وهل انها ستقيم وليمة لعدد كبير من الضيوف أم ان أهلها في ديالى سيحلون ضيوفا عليها ؟ اجابتني باستغراب، هل صحيح انك لا تعلمين ام انك تمزحين كعادتك؟ وعندما اكدت لها انني جادة في سؤالي قالت:  -معظم العوائل العراقية تتهيأ هذه الايام لاستقبال عطلة الانتخابات والبالغة خمسة ايام بشراء ما يلزمهم من اغذية وفواكه ولحوم بل وحتى الكرزات، لان البقاء في البيت يشجع الجميع على تناول المزيد من الاطعمة او هكذا نحن النساء لا يحلو لنا الوقت الا بالتسوق وشراء ما يلزم وما لا يلزم العائلة في مثل هذه الايام.  فمثلا  في عطلة العيد نسارع لتكديس اللحوم والخضار والفواكه في الثلاجة تحسبا لحاجة الاسرة للمزيد من الوجبات لا بل ان كل العوائل همها الأول في مثل هذه المناسبات كيف توفر اكثر من ثلاث وجبات يومية مع احتمال زيارة الاهل او الاصدقاء او الجيران ، ثم اقترحت علي جارتي ان اشتري ايضا حاجياتي مع استعدادها لايصالي معها الى البيت ، اخبرتها ان الوقت ما زال مبكرا لتكديس كل تلك المشتريات بل وحتى الثلاجة لا تسع لكل هذه الاغذية الا انها اخبرتني ان اغلب الاغذية والحاجيات وكل ما يلزم العائلة سوف يرتفع سعره كلما اقتربنا من يوم بداية العطلة ، وتذكرت حينذاك مقالا كنت قد قرأته قبل عام في مجلة طبية مفاده ان هناك لدى النساء فصا صغيرا بجانب المخ ينادي على المرأة دوما قائلا  لها (اشتر.. اشتر) مما يزعج الازواج دائما!! وبالفعل فقد وجدت السوق غاصا بالنساء وقلة من الرجال الذين جاءوا لشراء لوازم العائلة طيلة ايام العطلة، ووجدت المعلمة فاتن التي كانت منهمكة مع القصاب في اختيار شرائح لحم البقر قالت فاتن قبل ان اسألها (فهكذا المعلمات يدركن السؤال حتى قبل التعرف عليه) سوف اكرس ايام العطلة لاعداد اطباق شهية من شتى اصناف الاطعمة وهي فرصة ان نكون معا انا وزوجي والاولاد على مائدة الطعام وهذا لا يتحقق الا في العطلة لاختلاف اوقات حضورنا الى البيت ، سألت القصاب  (الذي وقف فرحا بالعطلة وباقبال الجميع على الشراء) هل تشهد سوق اللحوم اقبالا هذه الايام بمناسبة العطلة؟ قال: - بالتاكيد فانا اليوم ذبحت 20 رأساً من الغنم وخمسة من العجول وقد نفدت كلها بحيث طلبت المزيد من الغنم والبقر وهذا يعني انني بعت في هذا اليوم ضعف ما كنت ابيعه في الايام السابقة ثم استدرك قائلا: ولكن لا تنسين اننا سوف لا نفتح الدكان ربما لثلاثة او اربعة ايام وبذلك ستكون هذه الزيادة تعويضا عن ايام الغلق. - فيما أكد بائع الخضار والفواكه ابو محمد:نعم لقد عرضنا كل ما لدينا من صناديق الفاكهة والخضار بل طلبنا من العلوة ان تزودنا بكميات اكبر غدا وبعد غد لاحتمالات اكيدة بزيادة الطلب في اليومين القادمين فالعائلة عندما تتواجد بجميع افرادها في البيت يكون شغلهم الشاغل هو تناول المزيد من الطعام سدا للفراغ وقتلا للوقت و علق صاحب دكان خضار آخر ولكن كل سلعنا مستوردة وهذا ما يحز في نفوسنا كبائعين ومستهلكين معا فأين البرتقال العراقي ذو القشر الخفيف والريان وطعمه مثل السكر ؟ اين ذهب؟ بل اين بقية اصناف الفاكهة والخضار الاخرى؟ حتى صرنا نستورد من الخارج البصل والكرفس؟ صاحب المخبز القريب شغل اليوم عمالا اكثر لغرض الاستجابة لطلبات الزبائن المتصاعدة منذ صباح اليوم علما بأن الافران سوف لن تغلق طيلة ايام العطلة  كما قال صاحب الفرن. فيما اعرب صاحب محل لبيع المعلبات والحلويات، ان عطلة الانتخابات ستكون فرصة للراحة والتخلص على الاقل من هموم الشوارع المزدحمة وتمنى ان تمر ايام العطلة ويوم الاقتراع تحديدا بسلام . فقلت له : لا تخش شيئا فالحكومة قد حسبت قبلك الف حساب للامن وهي فرصة للراحة كما تقول واسترداد الانفاس بالنسبة للجميع لمعاودة العمل بروح الامل والتفاؤل.