عبدالله السكوتي قيل ان مجموعة من الاشخاص كانوا يسيرون حفاة الاقدام مرتدين (دشاديش) فضفاضة دون سراويل، وحدث ان حصلت مشادة بين اثنين منهم، واشتد بينهما الشجار واخذ كل منهما يعيرالاخر بأنه صاحب (كروه) والاخر ينفيها، و(الكروة) فتق يصيب الانسان،
المهم احدهما اتهم الاخر، فاعترضهم في الطريق جدول ماء لابد لمن يعبره ان يرفع (دشداشته) الى الوسط، واراد اكبر الجماعة سناً ان يوقف هذه المشادة، فقال (ابو كربوه يبين بالعبره). الان (العبره) قريبة ولم يعد سوى ايام قليلة، وسنرى من يحمل بداخله ما يعيقه عن العبور؛ فراحوا يفضحون بعضهم البعض، احدهم شكك بالدعايات الاتنخابية وقال سأحاسب واحاكم، وحين يسأل من اين تمول حملتك الدعائية؟ يقول ان عشيرتي تبرعت لي، وكأن الاخرين لا ينتمون الى عشائر، فقط هذا النائب النزيه. لقد نشروا غسيلهم على السطوح وليس في داخل البيوت، واتضح كل شيء؛ هناك مداهنات واتفاقات وسرقات للنفط في البصرة، وهنالك مساومات كما يقولون (شيلني وشيلك)، وهكذا ونحن الشعب المغلوب على امره اخر من يعلم والمطالب بإعادة الكرة بانتخاب هؤلاء، بعض الاحيان يأتيك احدهم وقد اعد العدة لكل سؤال، مع الوثائق، كأمين المخزن الذي يجرد مقتنيات المخزن فيجد زيادة فيها، وحينها يتهم بالسرقة ؛ أليس هكذا ياسيادة النائب فالزيادة كالنقصان، اذ من غير المعقول ان تكون ملاكا بين الشياطين، والا ما كنت تستمر كل هذا الوقت (وخلي الجدر مغطه)؛هذا الوقت الذي يجب على الشعب فيه، ان يشكل هيئة نزاهة خاصة به، ليحاسب هؤلاء وحسب قاعدتهم التي يتندرون بها دائما (من فمك ادينك)؛ نحن اكتسبنا خبرة في معرفة الكذابين، وخصوصا من يكذبون الكذب (المصفط) والذي لا يحتاج الى ادلة؛ احزاب مليئة بالفساد والتاريخ المظلم، حرق وزارات ومخازن وقتل وغيرها، وحين يطل عليك من احدى الفضائيات متخليا عن قرون الشياطين يتقمص زي الملائكة واجنحتها الفضية ؛ تراه ملاكا خاليا من الانانية. وفي هذا نورد حكاية للشعبي حين قال: ان الروح تمرض اذا ابتلى الانسان بأحد الثقلاء، وقد مر به احد اصحابه يوماً، فوجد اثنين من الثقلاء يجالسانه ، فقال: كيف حال الروح، فاجابه الشعبي، في النزع الاخير ولاحدهم: وثقيل اشد من غصص الموت/ ومن زفرة العذاب الاليم لو عصت ربها الجحيم لما كان/ سواه عقوبة للجحيم هذا الشعبي ومعه اثنان من الثقلاء، فما اشد ابتلاءنا نحن وقد بلينا بالالاف منهم، لابد اننا في النزع ما فوق الاخير، وكما اسلفنا (فالعبره) قريبة وسوف يظهر المخفي تحت الثياب الفضفاضة التي ان سترت بعض العيوب. فلا يظن البعض ان الاخرين غافلون عنها، لقد اتضح الكثير وسوف تكون العقوبة شديدة، حين يلوّن العراقي اصبعه باجتثاث هؤلاء. حاكمهم يا شعب العراق ومحكمتهم يوم السابع من اذار، اجتث من تريد وسائل من تريد فانت هيئة النزاهة وانت هيئة المساءلة والعدالة وانت انت.
هواء فـي شبك :(ابو كريوه ايبين بالعبره)
نشر في: 1 مارس, 2010: 09:11 م