اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > غير مصنف > هكذا يتحدث التاريخ

هكذا يتحدث التاريخ

نشر في: 2 مارس, 2010: 04:45 م

الكتاب: ثورة 1989: سقوط الإمبراطورية السوفياتيةتأليف: فيكتور سيبستيانترجمة: عبد الخالق علي تقول النكتة القديمة في اوروبا الشرقية – ان مشكلة التاريخ في جزء العالم الذي نعيش فيه هي انك لن تعرف ماذا سيحدث أمس. لم يعد القادة المشينون يظهرون متأنقين في الصور، الاّ ان الكثيرين من أعضاء الحزب الشيوعي السابقين لايزالون في السلطة ,
 يدّعون بأنهم كانوا ديمقراطيين بالخفية طوال الوقت.من يصدّق بأن الكتاب الشامل الواضح لفيكتور سيبستيان هو حكاية لطيفة عن اوروبا الشرقية في شتاء 1989 عندما إنهارت أنظمة الحكم الشيوعية بشكل مفاجىء أذهل العالم. الرواية تنساب من موسكو الى واشنطن , و عبر اوروبا الشرقية من برلين الى بوخارست. الكتابة مشدودة و ترتيب المشاهد مثير , ما يضفي على الكتاب إحساساً سينمائياً. هناك صور تخطيطية حية لأبرز اللاعبين: ميخائيل غورباتشيف و زوجته الفاتنة رايسا ; فاكلاف هافيل , الكاتب المسرحي التشيكي , التدخين المتواصل و اختيار السجن على الصمت ; ليتش فاليسا , الناشط البولندي العامل في المرسى و الذي  كان يندفع نحو العظمة ; جانوس كادار , الزعيم الهنغاري الذي كان الشعور بالذنب يعذبه بسبب إعدام (إمري ناجي) قائد انتفاضة 1956 و الذي كان ينزلق الى التخريف بعد ان تآمر رفاقه على موته.سيبستيان هو ابن نازح هنغاري , كتب كثيرا عن المنطقة في تلك السنوات المضطربة. انه يؤكد , بشكل سليم , اهمية الصورة في انهيار الانظمة الشيوعية و يصفها بأنها " أول ثورة في التاريخ تنقل عبر شاشات التلفزيون ". نيكولاي سوسيسكو في رومانيا , مثلا , خسر السلطة في تمام اللحظة التي عرضه فيها التلفزيون الرسمي و هو مرتبك و خائف و الحشود في بوخارست تسخر منه. يتميز سيبستيان بهذا النوع من التاريخ المصغر , و هو مبدع خصوصا عند تعلق الامر برومانيا , يعرض حكاية فظيعة لنهاية النظام الدموية المثيرة للسخرية. حكايته عن آخر ليلة لسوسيسكو و زوجته – إيلينا – و هما ينزويان في سرير فردي في ثكنة  من ثكنات جيش تارغوفستي , يتعانقان و يتهامسان , هي حكاية لا يمكن ان تنسى. في اليوم التالي , 25 ديسمبر , كانا ميتين رمياً برصاص مجموعة إعدام تابعة للجيش بعد محاكمتهما من قبل محكمة اعتباطية لم تراع فيها أصول المحاكمات. يبدع سيبستيان ايضا  في سفاسف الامور الخاصة بكيفية فتح جدار برلين الذي ينسبه الى عودة الاضطرابات و ليس الى أية مؤامرة يبدو ان المسؤولين هم (غنتر تشاب – أوسكي)  الناطق باسم نظام جمهورية ألمانيا الديمقراطية  و (توم بروكاو) من شبكة ان. بي. سي الاميركية. في نهاية مؤتمره الصحفي المسائي يوم 9 تشرين الثاني , أعلن تشابويسكي بأن قراراً جديداً سيسمح لمواطني ألمانيا الشرقية بمغادرة البلاد عبر الحواجز الحدودية. انتفض الصحفيون مندهشين و هم ينظرون الى بعض , هل ما سمعوه كان صحيحا؟ سأل بروكاو متى سيكون ذلك سارياً , أجاب تشابويسكي " فوراً " رغم الارتباك الظاهر عليه.أحدى مساوىء اسلوب سيبستيان هي ان كثرة الاسماء و المواقع هي الطاغية. الكتاب يضم ملاحظات تفصيلية و جدولا بأسماء المراجع , و فهرساً طويلاً , تعتبر مهمة لمثل هذا السجل. مع ذلك , فإن ما ينقصه هو عمق التفاصيل عن حياة الناس. نحن نعلم انها كانت قاسية , لكن كيف كان الشعب يعيش يوما بعد يوم , و ما نوع الحلول التي وضعها ليستمر في العيش؟ حتى في 1989 كانت الاحزاب الشيوعية تمتلك ملايين الاعضاء , م يكن أحد منهم يؤمن فعلاً باللينينية – الماركسية , لكنهم كانوا يؤمنون بالمنفعة  الذاتية. لم يكن هناك غير اولئك الذين يديرون الاجهزة الاستخبارية , كانوا أول من رأى الكتابة على الجدار , و منذ زمن كانوا يخططون للتحوّل الى الرأسمالية. في رأيي , ان سيبستيان قد قلّل من شأن التحالف بين مأجوري الحزب و أشباحه في المنطقة , و الذين أكدوا أنهم سيحافظون على امبراطورياتهم الاقتصادية اذا ما انهارت الشيوعية. فمثلا , قام (آيون إليسكو) – و هو من أصحاب الحظوة في بلاط سوسيسكو – مع حلفائه بالسيطرة على جبهة الخلاص الوطني بعد ثورة 1989. و عندما قال له  أحد النقاد بأن إعدام سوسيسكو سيكون بداية سيئة "لعهده " , انبرى إليسكو قائلاً: " ماذا تقصد بعهدي؟ هذا ليس عهداً ". لكن في الواقع كانت كلمة عهد هي الكلمة المناسبة. عمل إليسكو رئيساً من 1989 الى 1996  و من 2000 الى 2004.في رومانيا , كما في جاراتها , سرعان ما اكتشف الرفاق بأن الرأسمالية و الاصابع الدبقة  المنغمسة في صندوق أموال الاعانة الاوروبية , تقدم فرصاً اكبر للثروات و المنفعة الذاتية.                                       &amp

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

نادٍ كويتي يتعرض لاحتيال كروي في مصر

العثور على 3 جثث لإرهابيين بموقع الضربة الجوية في جبال حمرين

اعتقال أب عنّف ابنته حتى الموت في بغداد

زلزال بقوة 7.4 درجة يضرب تشيلي

حارس إسبانيا يغيب لنهاية 2024

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

موظفو التصنيع الحربي يتظاهرون للمطالبة بقطع أراض "معطلة" منذ 15 عاماً

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

مقالات ذات صلة

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و
غير مصنف

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

متابعة / المدىأكد الفنان السوري علي كريم، بأن انتقاداته لأداء باسم ياخور ومحمد حداقي ومحمد الأحمد، في مسلسلي ضيعة ضايعة والخربة، لا تنال من مكانتهم الإبداعية.  وقال كريم خلال لقاء مع رابعة الزيات في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram