الكتاب: تواريخ الشعوذة/تأليف: ديفيد آرونوفيج/ترجمة: ابتسام عبد الله يستخدم الكاتب ديفيد آرونوفيج في مؤلفه الجديد أوهام الفرضية لدحض نظريات المؤامرة الكثيرة التي تتخلل العمل السياسي والثقافة الشعبية في القرن العشرين. وعبر ذلك التحليل يهاجم القائلين من ان أحداث الحادي عشر من أيلول كانت خطة وضعتها الحكومة الأمريكية، أو ان الأميرة ديانا قد قتلت بناء على توجيهات من العائلة المالكة البريطانية لجهاز استخباراتها. وفي معظم الحالات،
يلاحظ آزونوفيج ان منظري تلك المؤامرات يربطون أنفسهم بالعديد من العقد ويدّعون مختلف العلاقات والارتباطات بعيدة الاحتمال والتي تتقبل تفسيرات بسيطة جداً.ومن تلك النظريات القول ان البنتاغون لم يهاجم في 11/9 من قبل الإرهابيين، بواسطة طائرة تابعة للخطوط الأمريكية، مع ان نتائج البحث أدت الى العثور على جثث ضحايا ركاب الطائرة. وعلى الرغم من  اعتماد المؤلف على الدراسة الكلاسيكية حول هذا الموضوع لرتشارد هوفسادتر بعنوان،" أسلوب الخوف في السياسة الامريكية "، فإن آرونوفتج (كاتب عمود في التايمز اللندنية) يهدم الترتيب المشوش لنظريات المؤامرة في صفحاته بمنطق المهاجم الشرس وبذكاء في بعض الأحيان. إن بعض النظريات التي يبحثها المؤلف، ذات سمعة رديئة حسب نتائجها المخيفة مثل "بروتكلات بني صهيون"، متهماً الاتحاد السوفيتي بتزويرها. كما ان بعض النظريات الخاصة بمؤامرات سياسية صنعت لصياغة السياسة الخارجية الأمريكية، مثل تلك التي تقول ان الرئيس فرانكلين روزفلت سمح بحدوث حادثة بيرل هاربر، والاسوأ من ذلك إنه دبر ذلك الهجوم الياباني، كي يدفع الولايات المتحدة الى دخول الحرب العالمية الثانية. ونظريات المؤامرة الأخرى هي مجرد محاولة بسيطة لوضع النقاط بين فضائح متنوعة ومشاهير انتقلوا الى العالم الآخر. ومنها مثلاً كتاب مؤلف يدعى ماثيو سمث اهيدر، "آل كيندي: مؤامرة القضاء على سلالة حاكمة في عام 2005. ويكتب المؤلف، ان سمث بنى في مؤلفه نظرية تربط بين مقتل مارلين مونرو وجون روبرت كنيدي، اللذين كانت لهما علاقة بها، ولكن بسبب عدم نجاح الأمر واستمرار تلك العلاقة، قتل الاثنان (جون ومارلين)، وبعد خمسة أعوام قتل روبرت، ثم حاول الجناة قتل الأخ الثالث، إدوارد كنيدي، في حادثة سيارة، نجا منها وقتلت سكرتيرته، لكنها دمرت سمعته وفرصته ليكون رئيساً. ومن تلك الكتب ايضاً، روايات دان براون الأخيرة. ولكن لماذا تزدهر نظريات المؤامرة؟ إن بعض تجار المؤامرات، أناس بسطاء يطمحون لتحقيق نجاحات سريعة وسهلة عبر مؤلفاتهم التي تحمل عناوين مضحكة ومثيرة ويتطلعون الى احتلالها رأس قائمة أفضل المبيعات، ومنها على سبيل المثال" هنري كيسنجر:عميل سوفيتي" " ديانا، قتل أميرة"، القانون السري والتاريخ المخفي الذي يربط اللجنة الثلاثية والماسونيين والهرم الأكبر. " ويحاول آرونفيج ان يقدم بدقة تحليلاً منطقياً للظاهرة التي يفسرها " إنها تتشكل من أناس فاشلين سياسياً أو اجتماعياً، ومنهم الليبراليون من أنصار ماكفرن في مرحلة ريتشارد نيكسون والاشتراكيون البريطانيون في زمن مارغريت تاتشر واليمين الأمريكي في زمن كلينتون واليسار الأمريكي المتفرق في مرحلة بوش الثانية. وأولئك الأشخاص يحاولون تبرير فشلهم بتلك النظريات التي تزدهر في زمن التغيير او عدم الثبات او مراحل الضغط الاقتصادي. ومن هذه الأيام نجد نوعاً من المعارضة الأقرب الى الكراهية الفطرية تجاه الرئيس اوباما من قبل مجموعة من الديمقراطيين في وسائل الإعلام، عبر طرح أسئلة من نوع"، هل ولد اوباما حقاً في اميركا؟" ويتساءل المؤلف في كتابه فيما إذا كان الانترنت يساهم في نشر مثل هذه النظريات المزّيفة؟ ويجيب قائلاً، ان المواقع الكثيرة جداً والمتعددة المصادر تساهم فعلاً بنشر تلك الآراء والأفكار.أما بالنسبة للاستطلاعات التي تجريها تلك المواقع المختلفة في الانترنت فهي تقول إن اعداداً ضخمة من الناس يساهمون فيها ولديهم آراء غريبة ومنها: أجرى مركز أبحاث زغبي استطلاعاً في عام 2004 عن أحداث 11/9، وكانت النتيجة ان 30% أيدت فكرة معرفة الحكومة الأمريكية مسبقاً بخطة الهجوم ولكنها فشلت في اتخاذ أي إجراء ضده. وسجل مركز استطلاع سكريبز هوارد، في تموز 2006 ان نسبة 36% يشكون في اشتراك الحكومة الأمريكية، بشكل ما، في هجمات 11/9، فأجاب واحد من ستة من المشاركين باعتقادهم ان المتفجرات هي التي ادت الى إنهيار البرجين التوأمين وليست الطائرة.عن/ النيويورك تايمز