د. عامرة البلداوي برغم المكتسبات الدستورية باتجاه دعم المشاركة السياسية للنساء في العراق اعترافا بالتهميش والحرمان في الحقبة السابقة ومجاراة لروح العصر والمصطلحات الحديثة من الحكم الرشيد الى تقليل الفجوة بين النساء والرجال والى الانحياز على اساس الجندر فأن ازمة التمسك بالذكورية
ووضع الخطوط الحمراء على مشاركة المرأة في بعض المفاصل مازال يقف حائلا دون التعرف على الامكانيات الكامنة لدى الكثير من النساء اللواتي برزن على ساحة العمل السياسي خلال السنوات الاربع الماضية. اقولها صراحة ساهمت قيادات الاحزاب والكتل السياسية في الامعان بالتهميش وحصر الادوار وحجب العيون عن النساء الفاعلات فمازال القياديين من الرجال متعطشين لمزيد من الظهور وتسليط الاضواء ولم يكتنزوا مايكفي من الشهرة في عالم السياسة وضنوا ان دورها لابد ان ينحصر بأن تكون ضلا وليس اصلا. قد ذكرتها العديد من البرلمانيات ان قيادتهن الحزبية تمنعهن من الحديث داخل قبة البرلمان فيما قال بعضهم عندما رشحت احداهن نفسها لرئاسة المجلس ( هل عقمت ارحام النساء حتى تقود هذا المجلس امرأة !! ) وبطبيعة الحال لامشاركة لهن في الاجتماعات السياسية المهمة وبالتالي لاسماع لرأيهن ولهذا فأن التحدي الذي واجه الكيانات السياسية في هذه الانتخابات هو اختيار النساء فالفرق كبير بين الفاعلة والكفوءة التي تجذب الاصوات وبين التي ترضى بهذا النوع من التهميش والابعاد. وبنظرة الى جميع القوائم ترى ان تسلسل النساء في نهاية القائمة او نهاية الصفحات بعد ان استنفذت جميع الاسماء الذكورية اللامعه, ومن المؤسف ان ترضى المرشحات بذلك فضلا عن المفوضية العليا للانتخابات التي لم تصدر تعليماتها عن كيفية تقديم اسماء المرشحين في القوائم والجميع يعتمد على ( الكوتا) ولكن عندما تظهر نتائج الانتخابات انها لم تحصل الا على 500 صوت في حين انها تحتاج الى 20 الف صوت لتحضى بمقعد البرلمان سيقولون من يعرفها؟ لم يكن لها دور في البرلمان السابق؟ كانت رقما زائدا!! يعلم الجميع ان المواطن العراقي مازال يهتم بالتسلسل في القائمة الا القليل الذين يعلمون جيدا ان لااهمية للتسلسل عندما تكون القائمة مفتوحة , وفي الحقيقة هذا مااستند عليه منظمو القوائم لقد اعتمدوا على اهمية التسلسل لدى الناخب من عامة الناس وانه غالبا مايختار الارقام الاولى في القائمة الا القلة من المتفحصين والمتعمقين والذين يختارون على اساس المعرفة بالقانون وبالنتائج المتوقعة للانتخابات. وبرغم ذلك فأن الانطباع السائد عن الحملات الانتخابية والملصقات في الشوارع هو ان المرأة في هذه الانتخابات قامت بتعريف نفسها بقوة كعادتها وشاركت في جميع الوسائل الاعلامية ولم تعتمد على ماتحصل عليه من اصوات القائمة ولكن للناخب دور مهم فأذا كانت الكوتا امر مفروغ منه فلماذا يتحمل الشعب ارقاما زائدة ففي القوائم نساء فاعلات كفوءات ناشطات مختصات متمكنات , وفي القوائم من تعرفوهن من البرلمانيات السابقات كانت لهن ادوارا فاعلة ومهمة. لاتشاركوا السياسيين في حصر الادوار والتهميش بل بادروا الى التصويت للمرأة التي تبرز الوجه الجديد الذي نريده للنساء العراقيات والذي يليق بهن صوتوا للتي تشارك بحق وتحقق التغيير. عضو مجلس النواب
هل نصوت للمرأة؟
نشر في: 2 مارس, 2010: 04:54 م