TOP

جريدة المدى > عام > (ستندال) كما يراه بيرتييه في سيرته الجديدة

(ستندال) كما يراه بيرتييه في سيرته الجديدة

نشر في: 8 أكتوبر, 2012: 03:28 م

ترجمة: عدوية الهلالي
في سيرة رائعة نسجها فيليب بيرتييه، يعود الكاتب الفرنسي ستندال ليطل علينا من خلال متاعب حياته العاطفية والأدبية والوجدانية ..وتصور هذه السيرة ستندال عاشقا تعيسا ، ومولعا بالموسيقى والرسم عبر الاستمتاع بالفن فقط وليس ممارسته .. .
منذ الصفحات الاولى ،تسقط السيرة الأقنعة عن حياة ستندال الذي يصرح بأن الكتابة والحب والحياة ليست الا حالة واحدة ويعتبر ذلك مسلمة ستقوم عليها هذه السيرة التي ألفها فيليب بيرتييه وهو استاذ جامعي وضليع في اللغة الى درجة البلاغة كما انه من المتأثرين جدا بالفلسفة البيلية ( وهي المنسوبة إلى بيل – احد أبطال ستندال – الذي يدعو مذهبه الى الحزم والقوة ...ويركز بيرتييه هنا في سيرة حياة ستندال على حبه للنساء والموسيقى مستمدا الكثير من مادته من المراسلات الجارية بين ستندال وشقيقته الصغرى بولين والتي بدا بجمعها منذ كان في الثامنة عشرة من عمره وتضم ذكريات عشقه الاول وملامح نرجسيته الشهيرة  ، اضافة الى تلك الكتيبات الصغيرة عن فن الاوبرا وذكرياته عن اصدقائه المقربين ومنهم روسيني وموزارت ..
بهذه الطريقة يرغمنا بيرتييه على اقتفاء آثار ستندال العاشق خطوة فخطوة ابتداءً من طفولته التعيسة في غرينوبل وحتى ايامه الاخيرة في باريس التي كان يكرهها ويطلق عليها صفة ( الارض الهزلية ) بعد عودته منزعجا من القنصلية في سيفيتا فيشكيا مارا بمدينة ميلانو التي يعتبرها - المكان الاجمل في الأرض - حيث تعرف هناك على لذة الاوبرا الغنائية ..
كان ستندال يرغب في بداية حياته بان يصبح مغنيا في الاوبرا لكنه فشل في ترديد المقاطع الغنائية الخفيفة لغريتري وكان عمره آنذاك 15 عاما ..وبعد سنتين ، التحق بجيوش نابليون التي لم يتوقف يوما عن الاعجاب بها ..اما معارفه الاولى عن الحب فقد عاشها مع انجيلا – المراهقة المثيرة والفاتنة – ثم انجيلين – المغنية الكلاسيكية المحترفة – وبعدها تعرف الى ماتيلدا الايطالية التي تقاسم معها اياما طويلة ثم انجذب بعد ذلك الى ( لاباستا ) التي شبهها بقصيدة غنائية مأساوية.. بعد ذلك اصبح قنصلا وتعرف وقتها الى المغنية ميسا سوليمنس التي فتنت قبله كثيرين بينهم بيتهوفن ودوماس ..
انه يحب النساء اذن لكنه كان يحب نفسه اكثر وهو ما يدعى بالنرجسية التي اشتهر بها ..
عندما نشر ستندال روايته الثانية ( الاحمر والاسود ) اعتبرها النقاد وثيقة تاريخية للحاضر الذي كان يعيشه ....وعدها البعض ابتكارا وقالوا انه فتح بواسطتها طريق الواقعية لبلزاك حين استخدم الكتابة كما يستخدم الطبيب سماعته ووضعها على صدر فرنسا الحديثة ليستمع إلى نبضاتها ..
ورغم أن السيرة الجديدة ركزت على الحب في حياة ستندال لكنها ايضا تطرقت الى أسلوبه الفريد في الكتابة وتميزت عن السيرة التي صدرت عنه قبل عشرين عاما بقلم ميشيل كروزيه بمهارة كاتبها وبراعته في تصوير ادق مشاعر ستندال ..
تحمل هذه السيرة عنوان ( ستندال) للكاتب فيليب بيرتييه وصدرت مؤخرا عن منشورات فالوا الفرنسية في 542 صفحة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بايدن: اتفاق غزة بات أقرب من أي وقت مضى

خرائط وبيانات ملاحية ترصد 77 خرقاً "إسرائيلياً" لأجواء أربعة دول عربية منذ تهديد إيران

مشعان الجبوري يخاطب "السيادة": اعتذروا والا

أمر قبض ومنع سفر لـ"زيد الطالقاني"

برلماني يكشف آخر مستجدات منصب رئيس البرلمان

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

موسيقى الاحد: جولة موسيقية في هامبورغ

الرسام والنحات جواد سليم

ذكاء ChatGPT الاصطناعي وتحديات التعليم العالي

أهمية السيناريو في صناعة الفيلم السينمائي .. في البدء كانت الكلمة ـ السيناريو

معضلة الذكريات الرقمية صوفي مَكْبين*

مقالات ذات صلة

معضلة الذكريات الرقمية صوفي مَكْبين*
عام

معضلة الذكريات الرقمية صوفي مَكْبين*

ترجمة: لطفية الدليمي يشيع نوع من الارباك والخلط في أجواء العوائل عندما تحكى القصص وتعادُ روايتها مرات ومرّات وتكون لها في نهاية الامر حياة خاصة بها لا علاقة لها –ربما- في قليل أو كثير...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram