TOP

جريدة المدى > مواقف > حرية الصحافة في العراق

حرية الصحافة في العراق

نشر في: 2 مارس, 2010: 05:51 م

ترجمة : اسلام عامركانت الصحفية نادية كاظم قريبة من الريادة بقدر ما سمح لها النظام السابق و ذلك قبل حرب اسقاط النظام التي قادتها الولايات المتحدة في العراق و الذي وُصِفَ على انه بداية ٌ لتحرير العراقيين.لقد أُقحِمت نادية كاظم مع الجيش العراقي ابان الحرب العراقية الايرانية في الثمانينيات و قدمت موجزا ً عن الخطوط الامامية في الجبهة.
لقد ادى إفشاؤها للفساد الحاصل في وكالة الضرائب العراقية عام 1991 الى اقالة الوزير حين ذاك.فكانت آخر مغامراتها اطلاق موقع اخباري مستقل على شبكة المعلومات العالمية (الانترنت) و الذي يعرض لقطات فوتوغرافية لمخاض العراقيين الذين تاقوا لأن يشموا هواء الحرية بعد سنوات طويلة من الديكتاتورية. و في الوقت الذي كانت تقترب فيه عملية تحرير العراق من نهايتها تجد نادية كاظم ان شعار التحرير الذي رفعته امريكا لتدخل به العراق هو شعار ٌ في افضل حالته انه حلم لم يتحقق بعد وقد وصف العراق على انه المكان الاكثر خطراً بالنسبة للصحفيين منذ بدأ الحرب عام 2003 وقد قتل 140 صحفياً على الاقل وتم استهداف العديد منهم على يد الميليشات و الجماعات المتمردة و ذلك طبقا ً للجنة حماية الصحفيين و التي مقرها في نيويورك. و على الرغم من ان حقوق الصحفيين محفوظة في دستور العراق لعام 2005 بيد ان صناع القرار لم يمرروا تطبيقاته ،. و لجأ الكثير من المسؤولين الحكوميين و المواطنين العاديين و على نحو ٍ متزايد الى اقامة دعاوى لإسكات التقارير الصحفية الناقدة. و كشفت لجنة ٌ رفعت تقريرا الى رئيس الوزراء مؤخرا النقاب عن الخطوط العريضة الموجهة للصحفيين العراقيين في الدفاع عن حرية الصحافة و الكلمة السلطوية. «يمكن وصف هذا الامر على انه كارثي» هذا ما قالته نادية كاظم مشيرة ً الى قوانين الاخبار.» نحن ننظر و نرتقب من سيكون الضحية و الفريسة الاولى»و تقول نادية ان الصحفيين قبل الحرب لا يمكنهم نشر القصص القاسية إن كانت لديهم الادلة. «كما انه ليس بمقدور اي احد ان يقوم بقتل اي شخص. و في الخريف الماضي نجا صديق نادية المقرب عماد عبادي بصعوبة من محاولة اغتيال»كانت هذه محاولة لإبقاء افواههنا مغلقة و لإبعاد الصحفيين عن ممارسة مهنتهم الحقيقية» هذا ما قاله عماد عبادي الذي اصيب بإطلاق نار في رأسه بعد نشره لقصص ٍ حول الفساد .يتزايد احتدام المنافسة السياسية في السنوات الاخيرة في الوقت الذي فيه تتزايد الدعاوى ضد الصحفيين ، وذلك طبقا لما قاله زياد العجيلي رئيس مراقبة حرية الصحافة العراقية. و الذي اضاف انه قد تم رفع مثل هذه الدعاوى القضائية ،فكانت التوجيهات التي اصدرتها التجمعات العراقية و الهيئات الاعلامية الشهر الماضي قد منعت الصحفيين من ذكر اسماء المصادر و المعلومات التي من شأنها تأجيج العنف الطائفي محذرة ً اولئك الذين ينشرون مثل هذه المعلومات باتخاذ الاجراءات اللازمة وقال المتحدث باسم الهيئة ماجد طوفان:» ان هذه القواعد ليست محاولة لكبت الصحفيين بل هي آلية لتنظيم هذه الصناعة التي تدور في فراغ قانوني حيث لا يزال الوضع في البلد غير مستقر و ثمة من يحرض على العنف و يدعم الارهاب في القطاع الاعلامي». كانت نادية إحدى الصحفيات القلائل اللاتي عملن في تغطية ً للحرب بين العراق و ايران خلال الثمانينيات. و بعد الحرب تم تعيينها لأداء وظيفة كبيرة في صحيفتها. و اشار لها احد زملائها من الرجال بمودة على انها «واحدة من الرجال».لقد كانت شديدة و متشبثة برأيها. انها تدخن في الاماكن العامة و هو امر ٌ لا تفعله المرأة العراقيةإلاّ ما ندر. و كانت بارعة في نقل القصص على نحو امين و صادق من دون ان تتخالف مع النظام السابق و على الرغم من عمل الصحفيين في بيئة مقيدة على نحو ٍ شديد الا ان القواعد غير المعلنة واضحة وضوحا ً معقولا ً. فكان الحديث عن صدام حسين و عائلته امرا ً محظورا ً بخط ٍ احمر و كان الحديث المتعاطف مع المعارضة العراقية في عام 1991 امراً غير وارد و محظور و من يخالف هذا فإنه سيختفي حتما ً. لقد صاغت الحكومة المؤقتة آنذاك قوانينا لحماية حرية الصحافة. لكن البرلمان لم يقم بتمرير القوانين تاركا بذلك قوانين عهد صدام سارية المفعول.و بعد وقتٍ قصير قامت مجموعة نشطة من السلك الصحفي بتشكيل كتلة سياسية. غادرت نادية كاظم العراق عام 2006 بعد ان اصبحت منطقتها الاعظمية ساحة للقتال نتيجة لارتفاع وتيرة العنف. وقد رجعت الى العراق في عام 2008 و ذلك بعد انحساره العنف و قامت ببيع قطعة ارض في الجنوب بسعر 50.000 دولار و اطلقت موقعها الالكتروني الاخباري مصممة ً الموقع على حاسوب محمول قديم في غرفة نومها. بدأت بارسال المواد التي تود نشرها و التي تتحدث حول السياسة و العنف معتمدة ً على شبكة صغيرة من المراسلين في ايامها الاولى و لم تمتنع عن قول ما هو محظور فسمت الاسماء و اشارت الى الفساد و سرعان ما اصبح الموقع ذا شعبية. فمنذ تأسيسه حتى الان تم الدخول اليه 643.000 مرة ، هذا ما قالته نادية كاظم مشيرة ً الى الاحصاءات.و بعد ان تلقت بعض الرسائل و المكالمات الهاتفية المهددة بإقامة دعوى قضائية و بعد اصابة صديقها باطلاق ناري اصبحت اكثر خوفا ً و منذ ذلك ا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

العراق يعاني نقصاً فـي تجهيزات المصابين بالأمراض العقلية
مواقف

العراق يعاني نقصاً فـي تجهيزات المصابين بالأمراض العقلية

ترجمة : عمار كاظم محمد كانت أسماء شاكر، أحد المرضى الراقدين في مستشفى الأمراض النفسية في  بغداد، تجلس على بطـّانية مطبوع عليها صورة نمر ، كانت عيونها متثاقلة، فقد بدأ مفعول الأدوية بالعمل ،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram