ترجمة : عدوية الهلالي هل يوجد عمل ادبي شهير عالميا مثل (انيادة ) فيرجيل ويحتاج الى دعاية..؟ لا بالتاكيد ، لكن مجلدين نشرا مؤخرا يضمان ترجمة جديدة لقصيدته الرائعة عن نصها اللاتيني وتحمل تمهيدا كتبه فيليب هوزيه المتخصص بالأدب اللاتيني ويقول فيه ان قصيدة مثل ( الانيادة )
يمكن رؤيتها بشكل جديد في كل عصر لكن ماهو ثابت هو انها تبقى خالدة على مر العصور اذ لايمكن الا نتأثر بقراءة الاثني عشر نشيدا التي تضمها الانيادة بما تحمله من الهام شعري وغزارة ادبية استثنائية والتي تتغنى بمجد روما وانتصار طروادة وتمجيد القياصرة الى درجة الالوهية والتغني بجمال الالهة فينوس والوريث جوبيتير والذي يذكرنا بكاهن سانت تروبيز مؤلف كتاب الاناشيد الدينية المسيحية للأطفال بعد الحرب. وكما شارك هوميروس اليوناني في تاسيس الادب اليوناني وتعظيم ماضي اليونانيين الملحمي ، فقد كان للرومان (انيادتهم) ليتباهوا بماض ليس اقل مجدا مؤكدين تفوقهم ومنحهم الادب اللاتيني عملهم الادبي الاعظم.ويبدو ان المختصين لم يخطئوا في تفسير الانيادة بصفتها تسيرفي خط مواز لـ(الالياذة) و(الاوديسة) خصوصا في مغامرات ابطالها وترحالهم الطويل بعد سقوط طروادة فضلا عن مغامرات كثيرة لعشاق مثل عوليس وساحرات مثل سيرزيه.لم ينتحل فيرجيل قصيدته من ملحمة الالياذة او الاوديسة لكنه استلهم منها تفردها وروعتها..ويبقى السؤال قائما ..هل يقرأ شباب اليوم الابيات الشعرية الصعبة للشاعر فيرجيل والتي خصص لها الاحدى عشرة سنة الاخيرة من حياته ؟...الناشرة الفرنسية دايان دي سيليه غامرت بنشر اعادة ترجمة قصيدة فيرجيل التي قام بنقلها الى الفرنسية مارك شويه لكنها عبرت عن ذكاء ساحر بتاطير تلك الابيات الشعرية بمصنفات آسيوية ورسوم رومانية كان قد عثر عليها بعد سنوات طويلة في سواحل البحر الابيض المتوسط اضافة الى فسيفساء من سيشل ونقوش من تونس ..وبالتالي ، نجحت في تحويل الكتاب الى آلة للحلم والتخيل مقرونة بعجائبية احداث الانيادة.والان ،اكثر من الفي سنة تفصلنا عن فيرجيل واسطورته التي بذلت الناشرة جهدا كبيرا في محاولته اعادة الحياة اليها وتخليدها مجددا وبعدالة متناهية عبر ترجمة "منغمة " لمارك شويه وضمن محاولة ليست يسيرة ابدا ،فهل ستنجح في دفع القراء الى تجاهل الروايات والاشعار المعاصرة والعودة الى واحدة من الاعمال الشعرية الاكثر عظمة على مر العصور..
فـي مغامرة فرنسية: هل يقرأ شباب اليوم (انيادة) فيرجيل؟
نشر في: 2 مارس, 2010: 06:00 م