القدس/ الوكالات قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس انه سيعرض على وزراء الخارجية العرب الاعضاء في لجنة متابعة مبادرة السلام العربية المقترحات الاميركية لاستئناف مفاوضات غير مباشرة مع اسرائيل وسيلتزم بالقرار الموحد الذي سيصدر عن اجتماعهم مساء الثلاثاء في القاهرة.
واكد عباس، في تصريحات للصحفيين عقب لقاء مع الرئيس المصري حسني مبارك، ان المقترحات الاميركية باجراء مفاوضات غير مباشرة مع اسرائيل "كانت محل مباحثات مطولة بيننا وبين الجانب الاميركي، وبخاصة حول أسس ومرجعيات ومدة مثل تلك المفاوضات".واضاف في تصريحاته، التي نقلتها وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية، ان "هذا الموضوع سيكون محل مناقشة فى اجتماع لجنة المتابعة العربية الوزارية، الذى سيعقد فى وقت لاحق، اذ اننا أكدنا منذ اللحظة الاولى أن مثل هذه المفاوضات هى مسألة لابد أن تكون محل تشاور، بحيث يتم أخد الموقف العربي بعين الاعتبار تماما".وتابع "سيتم خلال اجتماع طرح كل التفصيلات المتعلقة بهذا الموضوع ونحن كجانب فلسطينى سنلتزم بما يتمخض عنه هذا الاجتماع".وردا على سؤال حول ما اذا كانت السلطة الفلسطنية تلقت الايضاحات التي طلبتها من الادارة الاميركية، اجاب الرئيس الفلسطيني: "قدم الاميركيون لنا رؤيتهم فيما يتعلق بالمباحثات غير المباشرة المقترحة وما بعدها: موضحا انه "سيطرح هذه الرؤية على اجتماع لجنة المتابعة العربية".وسيعقد الاجتماع في مقر الجامعة العربية بالقاهرة عشية الاجتماع الدوري لوزراء الخارجية العرب الذي يلتئم الاربعاء في العاصمة المصرية.من جهة اخرى تعتزم البلدية الاسرائيلية في القدس هدم عشرات المنازل الفلسطينية في حي سلوان العربي في القسم الشرقي من المدينة بهدف اقامة متنزه اثري، كما علم لدى البلدية امس الثلاثاء.ومن المقرر ان يعلن رئيس البلدية نير بركات تفاصيل هذا المشروع الذي اطلق عليه اسم "حديقة الملك" بالعبرية والذي يقام في حي البستان الفلسطيني، في اشارة الى حدائق الملك سليمان في هذا الموقع بحسب التوراة.وقالت الاذاعة العامة الاسرائيلية ان تطبيق هذا المشروع يتطلب جرف حوالى اربعين منزلا فلسطينيا بنيت بدون ترخيص اساسي من البلدية.وسيتلقى مالكو المنازل تعويضات هي قطع اراضي على حدود المتنزه واذونات بالبناء، حسب الاذاعة.وقد اثار الاعلان عن هذا المشروع احتجاجا شديدا لدى السكان الفلسطينيين من جهة ونواب عرب اسرائيليين من جهة اخرى.وياتي بعد رفض رئيس البلدية المستمر تنفيذ امر صادر عن المحكمة العليا في اسرائيل بهدم مبنى مؤلف من عدة طبقات بني بدون اذن في سلوان من قبل حركة استيطان دينية متشددة.وقالت منظمة "ار اميم" الاسرائيلية غير الحكومية (مدينة لكل الشعوب) ان المشروع يندرج في اطار خطة واسعة "لتهويد القسم الشرقي من القدس عبر انشاء " متنزهات توراتية جديدة" في محيط المدينة القديمة.واوكل بناء هذه المتنزهات الى سلطة تطوير القدس، وهي هيئة تابعة للدولة وللبلدية الاسرائيلية.وفي وثيقة عرضتها على الحكومة في ايلول 2008 اعلنت سلطة تطوير القدس ان الهدف هو انشاء "سلسلة متنزهات في محيط المدينة القديمة" بهدف "تعزيز القدس كعاصمة لاسرائيل".ويعتبر الفلسطينيون الذين يريدون اعلان القسم الشرقي من القدس عاصمة لدولتهم المنشودة، ان الاستيطان اليهودي يشكل العقبة الرئيسية امام جهود السلام.وفي العام 2000 تعثرت المفاوضات الاسرائيلية-الفلسطينية في كامب ديفيد في الولايات المتحدة حول مشروع "الحوض المقدس" في القدس الهادف الى جمع المواقع المقدسة اليهودية في المدينة القديمة. والمحادثات معلقة منذ كانون الاول 2009.ويقيم حوالى 200 الف اسرائيلي في 12 حيا استيطانيا في القدس الشرقية حيث يقيم 270 الف فلسطيني.من جهة اخرى دعا عدد كبير من السفراء الفرنسيين السابقين امس الثلاثاء الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى عرض قرار على مجلس الامن الدولي "يحدد اطار واهداف" مفاوضات تهدف الى حل النزاع الفلسطيني الاسرائيلي.وكتب 17 سفيرا سابقا في رسالة وجهوها الى الرئيس الفرنسي عبر موقع صحيفة "لوموند" على الانترنت ان "هذا القرار (الدولي) سيحدد اطار واهداف مفاوضات نهائية بين الطرفين تحت رقابة مؤتمر دولي يسهر على تطبيق الاتفاق الذي سيتم التوصل اليه في الاجال المحددة وعلى توفير الضمانات اللازمة".واضاف السفراء الخبراء في الشرق الاوسط في رسالتهم "من المؤهل اكثر من فرنسا العضو الدائم العضوية في مجلس الامن والذي هدفت سياسته في الشرق الاوسط باستمرار الى ضمان امن اسرائيل والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني، لتقديم مثل هذا القرار مع خلفية اوروبية".ومع الاقرار بان هذا النزاع دخل "مأزقا سياسيا تاما" فان موقعي الرسالة اعتبروا انه هناك "فرص سلام حقيقية" بالنظر الى "الاعتدال في الجانب الفلسطيني" و "العرض العربي بالاعتراف التام والكامل باسرائيل في حال قيام دولة فلسطينية على اساس عدالة تاريخية وفي اطار القانون الدولي