بغداد / خليل جليلباستغراب شديد أعلن البعض قبل عدة ايام بان ازمة كرة القدم قد اصبحت على مشارف انتهائها وطي صفحتها على امل ان ينتهي ويتلاشى كل شيء بعد الاجتماع الذي عقد بين رئيس اللجنة الاولمبية العراقية رعد حمودي مع عدد من اعضاء الاتحاد العراقي لكرة القدم في اطار التشاور للوصول الى صيغ توفيقية لحل المشكلة وانهائها على اسس مقبولة للجميع
 ما اعتبر البعض بان هذا الاجتماع ووفق رؤية غير دقيقة بان كل شيء انتهى وستبدأ قضية كرة القدم عهدا جديدا في ظل احلام وردية سقط  في شباكها من روج لهذه القضية بهذا الاطار السريع غير المحسوب متناسيا بان ازمة كرة القدم تحمل طابعا دوليا اكثر ما تحمله من طابع محلي فالكرة العراقية مازالت تخضع لعقوبات الاستبعاد والحرمان منذ اكثر من ثلاثة اشهر نعتقد بان مثل الاجتماع المذكور بين حمودي واعضاء الاتحاد العراقي مثلما صور البعض سهولة انتهاء ازمة كرة القدم في ذلك الاجتماع.وما يثير الاستغراب ايضا بان الاجتماع المذكور اذا كان فعلا يحمل في طياته كل عوامل النجاح والحسم فمن حق كل المتابعين يتساءلون لماذا اجل الاعلان عن نتائج وفحوى هذا الاجتماع اذا كان مستوفيا لكل شروط انهاء الازمة ووضع حد لها مثلما غرق البعض من الذين باتوا مقتنعين بان كل شيء انتهى في ساعات بدلا من الوصول الى ابعد نقطة في جوهر الخلاف الذي تتمحور عليه هذه الازمة الشائكة والمتعددة الاطراف.ان ما عملت عليه اللجان الاولمبية العراقية خلال الاشهر الاربعة الماضية في ظل قرارات حاسمة وواضحة لا يعنينا الانقسام حول هذه القرارات لا من بعيد او من قريب طالما ان قرار حل الاتحاد العراقي جاء من مؤسسة رياضية تابع لها الاتحاد بقدر ما يعنينا الامر هنا هو الاشارة الى ان هناك مواثيق ولوائح دولية اولمبية تنظم عمل اللجان والاتحادات الرياضية ومنها الاتحاد المعني بكرة القدم في كل بلدان العالم ما يجعل اللجنة الاولمبية العراقية صحبة المسؤولية في البحث عن اساليب وصيغ عمل تنهي هذه الازمة وبلا شك العودة الى الاتحاد الدولي والمؤسسات الرياضية الدولية لكي تنتزع قرارات منها تضع الرياضة العراقية بشكل عام وكرة القدم على نحو خاص على اعتاب مرحلة جديدة لابد من ان تستند على تلك اللوائح التي لا يمكن ان يكون العمل بعيدا عنها وإلا سيبقى الحال هكذا.ان المؤسسات الرياضية الدولية ومنها الاتحاد الدولي لكرة القدم وخلال الفترة الماضية مقتنعة تماما بان العراق لا يمكن ان يغض الطرف عن ازمة كرة القدم في البلاد ولابد من ان تكون هناك فرص للحل وتقارب بوجهات النظر لكل الاطراف التي ما زالت غير مقتنعة بما يجري على ارض الواقع وما تفرضه قوانين الاتحاد الدولي وان زيارة الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية المرتقبة الى مقر الاتحاد الدولي لكرة القدم في زيورخ في الحادي عشر من الشهر الجاري واللقاء برئيس الاتحاد الدولي جوزيف بلاتر نعتقد بانها تؤكد ما ذهبنا اليه بان الحلول وان كانت بايدينا لكنها تبقى في متناول الاتحاد الدولي وبالانسجام مع لوائحه والا لماذا يتحمل الدباغ رحلة متعبة اذا لم يكن الامر يتعلق بالاتحاد الدولي وموقفه الحاسم في انهاء محنة الكرة العراقية فيما لو توفرت امامه صيغ جديدة لحل ازمة قضية كرة قدم العراقية التي باتت على مشارف انعطافة واضحة خلال الاسابيع المقبلة وهي تسير نحو اتجاهين اما ان تنتهي في الاتجاه الذي يؤمن انهاء الأزمة وطي صفحاتها والعمل على التحضير لانتخابات ترضي كل الاطراف او السير بالقضية باتجاه لعبة ذات فصول جديدة وحلقات وليس حلقة مفرغة واحدة .ونأمل من كل اطراف الصراع ومعسكرات الازمة ان تتفهم جيدا وان تستوعب كل معطيات المرحلة الماضية والتعاطي معها بموضوعية وان تضع نفسها على ارض الواقع والحقائق لا ان تجعل نفسها اطراف حرب ومعركة ينظر في نهايتها من يكون الخاسر او المنتصر فالذي ينقذ الكرة العراقية وانتشالها من واقعها المرير سيكون من دون ادنى شك هو المنتصر الوحيد ومن يقنع فيفا ويقنع كل الاطراف القريبة منه للاتجاه نحو الحلول المنطقية لا الشخصية المتشنجة سيكون هو صاحب هذا الانتصار وابرز صناعه مهما واجه سيلا من الانتقادات والتهديدات والاتهامات فنحن الان بحاجة لمن يعود من مقر فيفا بقرار الانتصار ورفع العقوبات والاتفاق على موعد للانتخابات والسماح للكل بخوضها من دون ان توضع العراقيل امام هذا او ذاك ولتدع صناديق الانتخابات لتكون لها الكلمة الفصل بكل شجاعة وان نقطع الطريق امام الذين يريدون ان تبقى كرة القدم على هذا الحال لأشهر بل لاكثر من ذلك.