إكرام زين العابدينلم تعد الرياضة مجرد ممارسة كرة قدم او العاب رياضية اخرى ، بل انها اصبحت ركناً مهماً من اركان المجتمع وسبباً رئيساً لاستقراره والشعور بان افراده معافون. وهنا يجب ان نذكر : ان الحياة دبّت بشريان الرياضة بعد السقوط والتغيير الذي حصل في العراق وظهر جليا ان الشلل والايقاف
قد يحصلان في مرافق مهمة في المجتمع لكن بامكاننا ان نعيد عجلة الرياضة للدوران من جديد وهذا ما حصل بالفعل بعد ان شارك منتخبنا الوطني لكرة القدم في تصفيات دورة اثينا الاولمبية 2004 وتلاها مشاركة الفرق الرياضية الاخرى بمختلف الالعاب في البطولات الخارجية وتنظيم العديد من البطولات الداخلية .ولم تقف قلة الملاعب والقاعات الرياضية عائقا امام عودة الروح للرياضة بل كنا نشاهد تصميم الرياضي وعشقه للرياضة من خلال التدريب في درجات الحرارة العالية وتحقيق انجازات مهمة والتغلب على معوقات الاعداد المهمة.وشعرنا بالفخر بان رياضياً عراقياً حقق انجازا مهما رغم انه لم يستعد بشكل جيد ولكنه انتفض على ذاته ورفع اسم وعلم العراق عاليا في المحافل الخارجية .وهنا يجب ان نشير إلى ان البعض من الذين عملوا في الرياضة منذ 2003 واستغلوا غياب البعض من الاكاديميين والكفاءات وابطال الرياضة والقوانين وقرروا الدخول في مجالات الادارة والتدريب كونها الاسهل بالنسبة لهم ، وللاسف فان امثال هؤلاء لا يعرفون كتابة مخاطبة صحيحة تخص عملهم الرياضي وبعضهم لا يجيد العمل على الكومبيوتر ولا يعرف كيف يرسل اميلا او رسالة مكتوبة لاي جهة كانت!.لذلك فان الرياضة ابتلت بعدد غير قليل من الجهلاء الذين توفرت لهم فرص كبيرة في ظل غياب الناجحين والمتمرسين ، وبقدرة قادر استمكنوا على مقدرات الرياضة من خلال الانتخابات الديمقراطية التي وضعوا ضوابطها بالشكل الذي تضمن وصولهم الى قيادة الاتحادات الرياضية والبقاء فيها ، والحال ينطبق على الاتحادات الرياضية التي شكلت هيئاتها العامة من الموالين لها وضمنت بقاءهم في مناصبهم لأطول فترة ممكنة .ولم تقف الشهادات الدراسية المطلوبة للترشيح والعمل الرياضي عائقا امام الكثير من الطامحين للوصول الى الاتحادات الرياضية لان التزوير سهّل تنفيذ مآربهم وجعلهم يصلون الى مبتغاهم بكل سهولة ، ولم يقتصر الامر على الاتحادات الرياضية ، بل شمل الاندية الرياضية ايضا وشاهدنا عدداً غير قليل من امثال هؤلاء الذين يبجثون عن المناصب الرياضة ويتقاتلون عليها من دون ان يقدموا ما يدل على نجاحهم بهذه المهمة ولدينا امثلة كثيرة مازالت ماثلة امامنا .ودفعت كرة القدم العراقية ثمن الصراع على الكراسي والمناصب من خلال كثرة النجوم والمدربين والحكام والاداريين العاملين فيها ، ما جعل مهمة الحصول على منصب باسره صعباً ومستحيلاً في بعض الاحيان ، وان الذي يصل الى عضوية الاتحاد او النادي الرياضي لا يمكن ان ينظر الى منصبه بانه لفترة محدودة او لدورة انتخابية ، وانه سيتركه بكل روح رياضية لانه جلس على هذا المنصب من خلال الانتخابات وتصويت الهيئة العامة له .ولا يمكن ان تبقى النظرة المتخلفة بان الاتحاد او النادي الرياضي ملك للادارات ولا يمكن لأحد ان يزيحهم عنها مهما تطلب الامر .وستستمر الصراعات على المناصب الرياضية طالما لم يكن هناك قوانين صارمة تمنع الاميين والجهلة والانتهازيين من العمل الرياضي بكل اشكاله .ikramsport@yahoo.com
في المرمى: رياضتنا .. صراعات مستمرة
نشر في: 3 مارس, 2010: 04:40 م