TOP

جريدة المدى > عربي و دولي > الانتخابات الأميركية: فوز أوباما هو النتيجة الأفضل

الانتخابات الأميركية: فوز أوباما هو النتيجة الأفضل

نشر في: 4 نوفمبر, 2012: 08:00 م

من الانتقادات الأقل اقناعاً فيما يخص الانتخابات الاميركية للرئاسة، ما يقوله البعض بعدم وجود فارق كبير ما بين اوباما ورومني.

والحقيقة ان الأمر مختلف جداً، فالمرء يحكم على من ينتخب بناء على ما قدمه في الماضي، وما الذي قرر تقديمه مستقبلاً، رومني أعلن انه فعل الكثير والبعض مما فعل يناقض الآخر، وكان من الصعب التعرف طوال مدة الحملة الانتخابية أي شيء يمثل رومني الحقيقي: الرجل الذي دعم حملة اوباما للرعاية الصحية عندما كان حاكماً، أم نصدق المرشح الذي سحب تأييده ذلك اليوم وأحاديث رومني مليئة بالمتناقضات، فهو يقول شيئاً في بداية الحملة، ثم يغير كلامه اليوم. ان الشكوك بدأت تحوم حول رومني ليس بسبب تغيير مواقفه السياسية، بل ايضاً بسبب احساس أوسع بتجزئة، ان سياسته الاقتصادية لها لمسة خيالية، إن رومني لن يؤيد سياسة الاقتصادية لها لمسة خيالية، ان رومني لن يؤيد سياسة أوباما تجاه الضرائب في حين يدعو الى زيادة نفقات الدفاع بحده.

وبالنسبة للسياسة الخارجية، يمثل رومني عودة الى اعوام الكوارث لجورج و.بوش، مهدداً مجابهاً، مع الصين مهدداً اياها بوضعها في قائمة تلويث العملة، ثم يميل الى القتال مع ايران في الصراع الدائر اليوم.

ومن جهة أخرى من ورقة التوازن، ما الذي يوجد هناك عن أوباما؟ قلة من الناس قد لا توافق ان الرئيس الاميركي الاسود الاول، الذي كان قادراً على جذب الناس عبر خطاباته، قد خسر بريقه، ان رسالة الامل والتغيير انتشرت في وسط اسوأ ازمة اقتصادية شهدتها الولايات المتحدة منذ (أيام الكساد الاقتصادي في نهاية العشرينات) وجاءت تلك الأزمة بسبب السياسة الخاطئة التي اتبعها من سبقه في الحكم وجاءت ايضاً بسبب حربين كبيرتين شاركت فيها اميركا.

وان كان اوباما لم يغير اميركا بالطريقة التي نأملها، فانه حاول وأجهد نفسه في تقديم ما عجزت عنه الحكومات السابقة وهو قانون الرعاية الصحية، وقد برهن اوباما على قدرته في وضع نهاية للأزمة الاقتصادية عبر إلحاحه على البنوك وأصحاب صناعة السيارات. إن أميركا بدأت تنبثق من تلك الأزمة بنسبة نمو متواضعة وارتفاع أرقام التوظيف.

أما في السياسة الخارجية، فان مبدأ اوباما كان الحقيبة المختلطة: فقد قام بحزم تقليص اشتراك أميركا في أخطر العمليات العسكرية التي جرت في عهده في ليبيا، كما رفض الضغط الاسرائيلي على ضربات عسكرية ضد ايران، وفي خلال الربيع العربي، فضل متابعة الاحداث دون التدخل فيها، كما في سوريا.

وعلى الرغم من ان اوباما كان بامكانه وضع حد لعديد من انتهاكات حقوق الانسان التي جرت في مرحلة بوش، فقد فشل ايضاً في غلق معتقل غوانتنمو، كما وعد.

وبالنسبة للتغيير المناخي ايضاً، كان اوباما مخيباً للآمال.إن انتخاب احد من المرشحين للمرحلة الرئاسية القادمة سيواجه تحديات لها، ففي الوقت الذي نجت فيه اميركا من الازمة الاقتصادية، فانها ما تزال ضعيفة وغير محصنة تجاه عدد من العوامل ومنها حرب في الخليج بسبب ايران.

وعليه ايضاً الاستعداد (للصدع المالي) من نهاية العام، حيث سينتهي مبدأ الدفع الضريبي المؤقت.

وعلى النطاق الأوسع، هناك الحرب في سوريا التي تمتص جاراتها، والتي تنتج عدم استقرار متزايد في المنطقة ويبدو ان اوباما غير قادر على مواجهة روسيا، العامل الاساسي في دعم الاسد، كما ان الخطة المرسومة لسحب أغلبية القوات الاميركية من أفغانستان مع حلول عام 2014، اضافة الى التوتر في باكستان، هي عوامل أزمة أخرى. وعلى الرغم من هذه العوامل، فان المرشح المهيأ الأفضل لمجابهة تلك الظروف هو باراك أوباما، انه رجل مفكر، تحمّل مسؤولياته بجدّية كانت غير موجودة في عهد بوش لقد جلب سمعة أفضل للبيت الأبيض في الوقت الذي يوجد عدد كبير من المعارضين له، بسبب لونه الأسود.إن اهتمامه وخططه تجاه اعصار (ساندي)، امتدح من قبل الكثيرين من الشخصيات المعروفة: الجمهورية أو المحايدة. وفي الأشهر القادمة، فان المسؤولية لن تكون ملقاة فقط على رئيس الولايات المتحدة فقط من أجل الوقوف بحزم امام التحديات، ولكنها تقع ايضاً على كافة اولئك الذين انخرطوا في السياسة الاميركية، وهذه الانتخابات تقدم فرصة لبداية جديدة للسياسة الاميركية نفسها وعلى الجميع التمسك بها وعدم تبديدها.

الأوبزرفر

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

ترامب: تركيا استولت على سوريا بطريقة "غير ودية"

بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال خلال زيارتي العراق

صحيفة عبرية: نتنياهو لا يريد انهاء الحرب في غزة لاستمرار نظامه الديكتاتوري

مقتل زعيم "داعش" بضربة أميركية في سوريا

الحوثي يعلن الحرب على إسرائيل ويهدد "بن غوريون"

مقالات ذات صلة

بابا الفاتيكان يدين وحشية غارات جيش الاحتلال الإسرائيلي

بابا الفاتيكان يدين وحشية غارات جيش الاحتلال الإسرائيلي

متابعة المدىدان البابا فرنسيس مرة أخرى، امس الاحد «قسوة» الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، بعدما قام بذلك السبت، مثيراً احتجاج إسرائيل، التي اتهمته بـ«ازدواجية المعايير». ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، قال الحبر الأعظم بعد صلاة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram