TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > شبابيك: غبار المعامل

شبابيك: غبار المعامل

نشر في: 3 مارس, 2010: 04:49 م

عبد الزهرة المنشداوي في الوزيرية وفي كسره وعطش وفي الطالبية وفي باب الشيخ وفي امتداد المشتل  وكلما اوغلت شرق العاصمة بغداد ستجد هناك مناطق صناعية حتى في قلب العاصمة بغداد والتي بدأت تزحف زحفا سريعا باتجاه الشوارع الرئيسة ، تكاد تكون ورش اعمال الالمنيوم من تركيب الابواب والشبابيك والمناضد العنوان الرئيسي لهذا الشارع
المهم والحال نفسه بالنسبة لامتداد شارع صفي الدين الحلي الذي يغلب عليه الان قيام ورش لا عد لها ولا حصر في المتاجرة او اصلاح السيارات ما ادى الى مضايقة المواطن هناك من خلال استغلال ارصفة المشاة لعرض قطع الغيار او استخدامها موقفا للسيارات بأنتظار دور اصلاحها .من نتائج ذلك ان غلبت سمة الفوضى وتحول لون الارصفة الى اللون الاسود من كثرة دهون السيارات المندلقة.حي اكد شرق العاصمة بغداد مبتلى اكثر من غيره فسحب الغبار الابيض تغطي سماءه وربما تنفس المواطن فيه الغبار اكثر مما يتنفس الهواء وذلك بسبب معامل صنع الكاشي بانواعه واحجار الرصيف وما الى ذلك من صناعات انشائية خاماتها الرمل الاحمر والسمنت.مثل هذه المنطقة تتداخل فيها دار السكن مع معمل احجار الرصيف ومن الملاحظ ان الاشجار التي يزرعها المواطنون في حدائق دورهم لا ترى فيها اللون الاخضر اكثر مما ترى اللون الابيض الذي ياتي نتيجة هذه المعامل التي اقيمت في غير امكنتها.لو قيظ للمسؤولين ان ينتبهوا الى المناطق الصناعية التي تنتشر في العاصمة بغداد  وتتوغل حتى اعماقها ليتدارسوا امرها ومن ثم العمل على ايجاد منطقة صناعية موحدة فانهم لاشك سيضربون عصفورين بحجر واحد .الحجر الاول ان هذه المناطق الصناعية والتي اشرنا اليها في الوزيرية والكاظمية وكسره وعطش وبغداد الجديدة تشغل مساحة كبيرة من مساحة بغداد ولو وجدوا البديل لاستطاعوا ان يحصلوا على مساحات يمكن ان تحل بازمة السكن التي لم نجد لها حلا ليومنا هذا والحجر الثاني ان المواطن من سكنة بغداد يمكن له ان يكون اقل عرضة للامراض التي يمكن ان يصاب بها نتيجة تعرضه لملوثات هذه المعامل.ما نتمناه ان تشرع الدولة في دراسة هذه المناطق الصناعية لتقف على الاضرارالتي تتولد منها ومن ثم الفوائد التي تجنى في حالة ايجاد بديل لها على مشارف العاصمة بغداد. قد لايتصور البعض الغبار الكثيف الذي يكاد يحجب قرص الشمس في واضحة النهار نتيجة تطاير غبار معامل الكاشي القريبة من مناطق الكمالية والحي الرئاسي حتى انه بعض الاحيان يعمد اصحاب السيارات الى اشعال مصابيح سياراتهم من اجل رؤية الطريق .لا نعلم ماذا لوتم اخضاع المواطنين في هذه الاحياء للفحوصات الطبية لنتبين مدى تأثرهم بتنفس الغبار ليل نهار والذي سوف يفاقمه فصل الصيف عندما تثير السيارات موجات غبارية متتالية تضاف الى غبار رمال المعامل .  

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram