وديع غزاون بجدارة واستحقاق انتصر شعبنا وبشكل منقطع النظير على الارهاب والمروجين والداعين له , عندما توجه بهذا الشكل الكبير الى صناديق الاقتراع لاختيار مرشحيه في مجلس النواب القادم .. فرغم كل التهديدات والمفرقعات اصر على ان يؤكد خياره الديمقراطي من خلال صناديق الا قتراع وليس سواها .
ومع ان التقديرات الاولية تشير الى ان نسبة مشاركة المواطنين في الانتخابات لا تتجاوز الـ 60 % بشكل عام والتي تتباين بالتأكيد من محافظة الى اخرى حيث قدرت مصادر متخصصة نسبة المشاركة في السليمانية بـ 72% .. نقول بشكل عام ان مشاركة بمثل هذه النسبة وفي ظروف كالتي يعيشها العراق جيدة , وتؤشر لتطور في وعي الناخب باهمية المشاركة في هذه الممارسة الديمقراطية . في يوم السابع من آذار كانت كل مدن العراق في كردستان وبغداد والبصرة والنجف ونينوى وغيرها تعيش بحق عرساً انتخابياً بلون البنفسج , وكل واحد من ابنائها وضع مع ورقة الاقتراع كل احلامه وآماله مع رجاء بان يكون من اختاره اميناً على اداء واجباته ممثلاً لهم .ويتفق الجميع بان تطلعات المواطن الكردستاني واحلامه لاتختلف من حيث الجوهر مع ابن بغداد وكربلاء والناصرية وبقية محافظات العراق .. احلام كبيرة بحجم الوطن وعذاباته وآلام شعبه في سنوات القهر الطويلة .. احلام تتخطى النظرة الآنية الضيقة المبنية على المصالح ليكون اطارها ومحورها العراق كل العراق بسهوله و جباله ووديانه .الآن وقد وفى المواطن بالتزامه كيف سيتعامل ممثلوه من النواب مع قضاياه خاصة المصيرية منها؟ وكم قضية ظلت مؤجلة سيتم حسمها ؟ المواطن في إقليم كردستان ينتظر من مجلس النواب والحكومة القادمة , حلولاً بنظرة وطنية لقضايا بقيت بدون حل خاصة ما يتعلق منها بالمناطق المتنازع عليها والثروات الطبيعية, معالجات تضع حداً لاوهام اطراف وجدت في بقاء مثل هذه المسائل معلقة فرصة , ربما , لتحقيق مآربها المريضة وتعطيل مسيرة العملية السياسية الجديدة في العراق وركيزتها الديمقراطية . نعرف ان ما ينتظر مجلس النواب في المرحلة القادمة ليس هيناً , غير ان ما نأمله ان يكون هنالك تعامل صادق لتنفيذ ما تضمنته برامج كل قائمة انتخابية من وعود اذا ما نفذ الحد الادنى منها ,فانها ستنقل العراق الى حالة جديدة اخرى .انتهت الانتخابات واثبت المواطن مرة اخرى اصالته وتمسكه بصندوق الاقتراع خياراً لتحقيق تطلعاته , انتهت الانتخابات وجاء الان دور القوى والائتلافات السياسية لتمارس دورها ,الذي يفترض ان يكون متناسباً مع هذه الصورة المشرقة ,فتؤكد بحق احترامها لارادة الناخب بعيداً عن التصريحات المنفعلة وغير المتوازنة التي اتخذت من اسلوب التشكيك اسلوباً لمحاولة فرض ما تريده من مفاهيم .فهل يرتقي اعضاء مجلس النواب الجدد الى مستوى تطلعات المواطن وامانيه ورسم خطوات باتجاه استقرار يعيد للعراق وجهه الوضاء المشرق ؟ سؤال تجيب عليه قوادم الايام .
كردستانيات: عرس بنفسجي
نشر في: 8 مارس, 2010: 04:49 م