TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > رضا الظاهر: تيار الثقافة السائد يؤبد مشروعيةالسلطة مقابل لامشروعية العقل النقدي

رضا الظاهر: تيار الثقافة السائد يؤبد مشروعيةالسلطة مقابل لامشروعية العقل النقدي

نشر في: 8 مارس, 2010: 05:15 م

حوار/ علي عبد السادة- كانت الرواية وما تزال الشيء الأسهل كتابة بالنسبة للمرأة، وليس من الصعب علينا أن نعثـر    على الأسباب- إعادة قراءة الماركسية تعني الصلة بالحياة المتجددة، ذلك أنها نظرية لنقد الرأسمالية، نقد     الواقع القائم، ومنهجية ضد الثقافة السائدة وتأبيدها- التحول العاصف الذي يجري في الإطار الثقافي، رغم كل التباساته وانعطافاته، يعكس آفاق    نهضة ثقافية يمكن أن تعيد الاعتبار للعقلانية والتنوير
يقف الباحث والكاتب والمترجم العراقي، رضا الظاهر، في منطقة مغايرة بالنسبة للمشتغلين في حقل الثقافة؛ ربما هو من القلائل الذين اجتهدوا في البحث عن الصلة بين المنهج الماركسي والحياة المتجددة، أعادته من "الصقيع الجامد الى دفء الحياة".. الظاهر ناقد نشيط ضد "الثقافة السائدة وتأبيدها". ويكون بذلك قد خلق لنفسه، على مدى سنوات، علامة فارقة في سجل المشتغلين في حقل الفكر والثقافة. الأمر الآخر الذي تميز به الظاهر، هو اشتغاله الدؤوب على اعادة قراءة الأدب، اذ ينظر إليه الظاهر على انه "إعادة اكتشاف القيم الجمالية، ورؤية الماضي بعيون جديدة، والدخول الى نص قديم من وجهة نظر نقدية جديدة". وكان هذا واضحا في كتبه الأخيرة :"غرفة فرجينيا وولف" و"الأمير المطرود" و"أمير آخر مطرود"، وفيها يلتقط الظاهر صورة المرأة المعزولة، المشوشة والمقيدة. ليفتح الباحث، عبر ذلك، مواجهة مغرية مع "البطرياركية".عن اشتغاله في حقل الثقافة كباحث وناقد يسلط الضوء على الوظيفة الحقيقية للأدب، باحثا عن شيء آخر، غير تلك الوظيفة الجمالية فيه، كان هذا الحوار:rn* يجتهد الباحث والكاتب رضا الظاهر في إعادة قراءة الأدب واستخراج الإيقونات المعرفية منه. هل هذه محاولة لتغيير وظيفة الأدب، أو إعادة توجيه مساراته ؟rn- ليست محاولة لتغيير وظيفة الأدب وإنما إضاءة هذه الوظيفة. فهناك من يرى أن للأدب (والفن عموماً) وظيفة واحدة هي الوظيفة الجمالية، وهذه نظرة محدودة وقاصرة. للأدب وظائف عدة ارتباطاً بالمتلقين وعملية الاستقبال. وبوسعنا القول، في هذا السياق، إن هناك وظيفة التواصل متمثلة في العلاقة بين الأديب والمتلقين، والوظيفة المعرفية متمثلة في توسيع المعارف عن الانسان والعالم، والوظيفة الفكرية متمثلة في صياغة آراء الناس ومشاعرهم، والوظيفة السياسية الأخلاقية متمثلة في تكوين القيم والمثل السياسية والأخلاقية، وأخيراً الوظيفة الجمالية متمثلة في تكوين الوعي الجمالي والحاجة الى الأدب والفن والإبداع.وقد يبدو أحياناً أن هناك تناقضاً ظاهرياً بين مهمة الأدب الأخلاقية ومهمته الجمالية. غير أن هناك علاقة وثيقة بين المهمتين، ذلك أن طبيعة البشر، ككائنات اجتماعية مفكرة، طبيعة أخلاقية أساساً. وعلى الرغم من وجود بشر الأخلاقيين، فان الأدب يظهر جمال الانسان ككائن اخلاقي. وحتى عندما يوغل الكاتب في استخدام وتكثيف الرمز يصعب تجاوز الحاجز الوجودي بين الأخلاقي والجمالي. ويعيدنا سؤال العلاقة بين الأدب والسياسة الى العلاقة بين الوظيفة النقدية والوظيفة السياسية للأدب. فوجود الأدب، وهو المتخيَّل، نقد لوجود المجتمع، وهو الواقع. وفي سياق وظيفة الأدب التغييرية لا يمكن أن يتصالح المتخيل مع الواقع. وترى الوظيفة السياسية للأدب أن دورها يتمثل في تحرير الخيال كي يتمرد على واقعه باتجاه تغييره. وبالتالي فان الوظيفة السياسية للأدب لا تلبي رغبة ومصلحة المؤسسة السياسية، وإنما تسعى الى التغيير. ويتعين القول إن إعادة قراءة الأدب هي إعادة اكتشاف القيم الجمالية، إعادة نظر، رؤية الماضي بعيون جديدة، والدخول الى نص قديم من وجهة نظر نقدية جديدة.rnالبطرياركية في الأدبrn* في (غرفة فرجينيا وولف) و(الأمير المطرود) و(أمير آخر مطرود) هناك التقاط واضح لصورة المرأة المعزولة، المشوشة والمقيدة. أترى أن الأدب تمكن من تقليص دائرة الأبوية ونجح في مواجهته البطرياركية ؟rn- ليست مهمة الأدب تقليص دائرة الأبوية، أو خوض معركة ضد البطرياركية. فهذه المهمة تنهض بها قوى التغيير الاجتماعي المضادة للبطرياركية. ولا ريب أن للأدب دوراً هنا ارتباطاً بالوعي الجمالي والسياسي.إضاءة صورة المرأة المعزولة، المشوشة والمقيدة، هو إضاءة لوضع المرأة في الثقافة البطرياركية. ففعل وعيها الأولي هو الإحساس بالضياع. لكن ماهو أسوأ من الضياع هو تشوش الوعي الذي يجعل طبيعة الضياع، بل وحقيقة الضياع نفسها، غائمة. إنها، وهي مطوقة بالأساطير والصور والعقائد الجامدة والتعريفات والقوانين والقيود والخوف، مضللة بالاعتقاد بالنظريات المنسوجة حولها، التي تؤبد تبعيتها، وتمنعها من معرفة ما هي محرومة منه.البطرياركية نظام من المعتقدات والقيم  والمؤسسات يجعل افتراضاته تبدو نتاجاً لطبيعة إنسانية شاملة، وليس مصالح سياسية مكتسبة. وآيديولوجيا البطرياركية وسيلة فعالة لتأبيد الواقع من خلال إقناع البشر بأن التقسيم الراهن للسلطة طبيعي وحتمي. وهكذا فان الرجال، الذين منحتهم البطرياركية حق تمثيلها، لا يحتكرون السلطة فقط، وإنما يقومون بذلك على أساس الحق الطبيعي المزعوم بعجز النساء، وهو حق امتد عبر تاريخ كل المجتمعات البشرية.غير أن اتساع مساهمة النساء في مجالات المعرفة المختلفة دليل على المدى الذي تتحرك فيه النساء خارج حدود إرغ

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد/ المدى تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة (4 – 14 كانون الأول 2024)، على أرض معرض بغداد الدولي.المعرض السنوي الذي تنظمه مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، تشارك فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram