متابعة إخبارية استبقت السلطة الفلسطينية زيارة المبعوث الامريكي، جورج ميتشل، للمنطقة نهاية الاسبوع الجاري، بقرار الموافقة على بدء المفاوضات غير المباشرة مع اسرائيل.القرار جاء قبل يوم من زيارة نائب الرئيس الامريكي جوزيف بايدن إلى إسرائيل امس الاثنين، الذي كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أنه سيطلب من إسرائيل الامتناع عن مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية.
ويبدو أن السلطة الفلسطينية تميل إلى الموافقة على المقترح الأمريكي بعد إجراء مشاورات مع الدول العربية "المعتدلة" كما رشح من تصريحات رئيس السلطة محمود عباس.لكن السؤال المهم، الآن، هو عن اي شيء يتم التفاوض بعد ظهرت السلطة فقيرة لا تملك مقومات انجاح تلك المفاوضات؛ فرئيس الوزراء الإسرائيلي اوصد الأبواب كافة، وبدأت تتكشف يوما بعد يوم رؤيته للحل(التي تنسف أي حل)، وتضرب في العمق خيار رئيس السلطة الفلسطينية الاستراتيجي والوحيد– المفاوضات. المفاوضات فقط ولا شيء غيرها.الامر الاخر الذي تزامن مع اعلان السلطة، هو فشلها في الحصول على ضمانات امريكية. واشنطن نفت قبل ليلة من اعلان عباس قرار بدء المفاوضات نفت إعطاء أي ضمانات مكتوبة إلى السلطة الوطنية الفلسطينية ورئيسها محمود عباس قبل الانطلاق المحتمل لمحادثات غير مباشرة بينها وبين إسرائيل، تتعلق بجدية المفاوضات وإمكانية توصلها إلى إيجاد أرضية لقيام دولة فلسطينية، والتعهد بتسمية الطرف المعرقل للسلام.هذا النفي جاء واضحا وصريحا على لسان وكيل الخارجية الأمريكية، فيليب كرولي:"كان هناك بعض التقارير في الشرق الأوسط حول قيامنا بتسليم ضمانات مكتوبة لأطراف التفاوض، وهنا علي أن أوضح أن هدفنا هو التوصل إلى حل الدولتين المتجاورتين بسلام وأمن، والسبيل الوحيد لتحقيق ذلك هو المفاوضات".اذن ما جدوى القرار في وقت تشتعل الساحة الفلسطينية من عدة جهات؟: غضب الشارع نتيجة اقتحام الخليل وتوسيع المستوطنات، والمصالحة المجهضة أصلا بين حماس وفتح.ويعلق محرر الشؤون السياسية في جريدة "عرب 48" حسن عبدالحليم بالقول:"لا يمكن ألا تستوقفنا أحاديث رئيس السلطة المتكررة عن مفاوضاته مع أولمرت، وعن (الشوط الكبير الذي قطعته)، وذلك في سياق تبرير خياره الوحيد، لأن تلك التصريحات تجافي الحقيقة، وتظهر أولمرت كحمامة سلام وديعة، وتوحي بأن عباس كان قاب قوسين أو أدني من توقيع اتفاق عادل معه لو بقي في منصبه". عباس صرح الأسبوع الماضي لصحيفة "غارديان" البريطانية بأنه "كان قريبا جدا من توقيع اتفاق مع رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت". وأن أولمرت "قدم عروضا أكبر من تلك التي قدمت للرئيس الراحل ياسر عرفات، وقطعت المفاوضات معه شوطا أكبر". ويبدو ان عباس سيبقى وحيدا هذه المرة، إسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة اكد أنه لن يعطى أي غطاء للمفاوضات مع إسرائيل: سرية كانت أم علنية، مباشرة أم غير مباشرة".يشار الى ان إعلان القرار الفلسطيني جاء على لسان أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، ياسر عبد ربه، الذي قال، في أعقاب اجتماع للجنة في مدينة رام الله، إن الجانب الفلسطيني "يصر على استمرار المطالبة بالوقف الكامل للاستيطان وبخاصة في مدينة القدس ووقف مصادرة الأراضي وهدم المنازل."وأشار عبد ربه إلى أن هذا التوجه من قبل القيادة الفلسطينية تم اتخاذه مع وجود تحفظ واعتراض من قبل بعض الفصائل وعدد من أعضاء اللجنة التنفيذية، وذلك بعد قرار لجنة المتابعة لوزراء الخارجية العرب الأخير، الذي نص على قبول المفاوضات غير المباشرة، وفقاً لوكالة الأنباء الفلسطينية.ولفت إلى أن القيادة الفلسطينية "ستعمل على إنجاح مهمة المبعوث الأميركي لعملية السلام جورج ميتشل ضمن الأسس التي ذكرت سابقا،" ودعا اللجنة الرباعية الدولية إلى "تعزيز دورها والقيام بواجبها الطبيعي اتجاه إحياء عملية السلام بشكل جاد بما في ذلك متابعة المباحثات غير المباشرة ووضع الأساس السياسي الضروري للخطوات التالية".الجدل السياسي حول المفاوضات، يتزامن مع ارتفاع حرارة الشارع الفلسطيني، ففي القدس، تظاهر آلاف الفلسطينيين ونشطاء سلام إسرائيليين، مساء السبت الماضي، في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية احتجاجا على الاستيطان الإسرائيلي في القدس.وشارك في التظاهرة التي دعت إليها أحزاب يسارية إسرائيلية، أعضاء الكنيست من "جبهة السلام والمساواة"، دوف حنين وحنا سويد وعفو إغبارية، إضافة إلى عضوي الكنيست رئيس حركة ميريتس، حاييم اورون وإيلان خيلون.وألقى عضو الكنيست دوف حنين كلمة بالعبرية قال فيها "نحن هنا لنقول إن الاحتلال يهدد الديمقراطية، ولن نتنازل عن مبدأ شعبين لدولتين، والقدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية."وأضاف "نقول بصوت عال إن اليسار يعود إلى النضال، نحن نناضل على هذه الأرض ضد الاحتلال ومن أجل الحرية والديمقراطية."ورفع المتظاهرون أعلاماً فلسطينية، إلى جانب رايات حمر وأعلام إسرائيلية كتب عليها سلام باللغة العبرية، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا."وردد المتظاهرون هتافات مناهضة للاستيطان وللتطهير العرقي ضد أهالي الشيخ جراح، وس
عباس وحيدا في المفاوضات غير المباشرة مع أسرائيل
نشر في: 8 مارس, 2010: 06:22 م