المدى / باسم حسينالحديث عن السرطان في البصرة ، أخذ حيزاً كبير من الإهتمام الاعلامي بسبب إرتفاع معدلات السرطان من جهة ولوجود مسببات التلوث الإشعاعي المنتشرة في عموم المحافظة ،وخاصة في المناطق المأهولة بالسكان!،
 وينبغي ان نذكر معلومة مهمة تتمثل في ان موت المصابين بالسرطان لم يكن ناجما عن كون السرطان مرضا خطيرا لايمكن علاجه بل من خلال مسبب رئيس ربما لعب دوراكبيرا في موت العشرات وهو حالياً يهدد المئات اذا ما قلنا آلاف المرضى، ولكن قبل ان نتطرق الى هذه المسالة من المناسب جداً ان نسلط الضؤ بداية ًعلى مركز (الطب الذري ) المتخصص بالكشف عن الأورام السرطانية الذي يقع في الجهة المقابلة لمستشفى البصرة العام ، ويوجد فيه جهازا (كاما كاميرا) لمعالجة الأمراض السرطانية وهما لايعملان منذ عام 1991 ، حيث أصيب الجهازان في ذلك الوقت بطلق ناري أثر إندلاع الانتفاضة الشعبية آنذاك وقد أحيل بسببهما الجهازان إلى التقاعد منذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا. وفي عام 1998 قدم أحد الأطباء ، وهو طبيب متخصص بعلاج الامراض السرطانية مقترحاً لإعادة تأهيل مركز الطب الذري وقد تضمنت المقترحات المقدمة إلى وزارة الصحة في ذلك الوقت ، بناء غرف حصينة للمعالجة بالإشعاع، والغرف الحصينة هي تلك الغرف التي يكون سمك جدارها (1م) ، وذلك لحماية المراجعين والكادر الطبي الموجود من التعرض للإشعاع أثناء فترة علاج المرضى،وقد حصلت الموافقات الرسمية بشأنها ،وقد أجريت في تلك الفترة دراسات مستفيضة في بغداد للخرائط المؤمل تنفيذها، وقد رصدت الوزارة حينها المبالغ المقررة، إلا أن أحداث 2003 حالت دون تنفيذ المشروع، وبقي المركز على ماهو عليه، وبحسب المعلومات المتوفرة لدينا إن مركز الأورام السرطانية كان بالإمكان الإستفادة منه وتحويله الى مستشفى متخصص لعلاج الأورام السرطانية وذلك للأسباب التالية: إن المركز المذكور مؤلف من طابقين ويوجد فيه ثماني غرف كما يحتوي على مطبخ متكامل مع وجود مخازن و ست ردهات وجناح اداري، كما يتسع المركز لـ (50) سريراً.. ووفقاً لذلك يعد مركز الطب الذري، مركزاً صحياً متكاملاً وما يحتاجه فقط هو دار استراحة للأطباء وغرف حصينة فيما لو تقررإعادة تأهيله، لكن هذا المركز ظل دون إهتمام وفوق هذا وذاك تحول قسم منه الى دائرة لـ ( FBS) ،والقسم الآخر أصبح مخازن للأدوية ! والسؤال لماذا لم تعمل دائرة صحة البصرة على إعادة تأهيل مركز الطب الذري لإنقاذ حياة آلاف الناس ومن عموم المحافظات الجنوبية التي كانت تعتمد في وقت سابق في المعالجة على هذا المركز ..سؤال تقدمنا به الى مدير صحة المدينة الذي على مايبدو رفض الاجابة عليه بالاضافة الى أسئلة أخرى تقدمنا بها له منذ الحادي عشر من الشهر الماضي وبقيت على رفوف شعبة العلاقات والاعلام دون جواب رغم الاتصالات المتكررة !