بغداد/ احمد نوفل رؤية الناس في المناطق الشعبية وهي تتوجه نحو صناديق الاقتراع تعيدك الى تلك  الايام التي يخرجون فيها ايام الاعياد لكي يتبادلوا التهنئة فيما بينهم  يمكن ان تعطيك شعورا بأن الناس، وخاصة البسطاء منهم على بينة وتفهم فيما يعنيه التصويت.
من الامور التي لفتت الانتباه هي الجدية عند المواطن والحماسة التي تدفعه  لان يتوجه الى حيث يمكن ان يرسم بنفسه خارطة مستقبله.في احد المراكز الانتخابية التي تقع شرق العاصمة بغداد اصرت احدى الصغيرات والتي يبلغ عمرها حوالي التاسعة او العاشرة على غمس اصبعها في المحبرة لذلك تمنت والدتها على فريق المفوضية تحقيق امنياتها فكان لها ذلك ولكن الذي حدث انها بدلا من تغمس اصبعا واحدا غمست ثلاثة اصابع دفعة واحدة وكانت تبدو سعيدة لذلك والبسمة ترتسم على وجهها.المواطن ابو اركان من منطقة شهداء العبيدي في طريقه الى المركز الانتخابي سألنها عن شعوره والدافع الذي يجعله يشارك في التصويت فقال لنا :انه واجب عليه .قصر كلامه على ذلك واتجه نحو محطة الانتخاب.احد افراد الشرطة المكلفين بحفظ اليمين دخل في مشادة مع صاحب سيارة شخصية بداخلها اطفال وامرأة راحت تتهم الشرطة بانهم يفرضون سيطرتهم على الناس لمجرد السيطرة وقد اتضح ان الشرطي منعهم من المرور واجتياز الحاجز وكان ذلك من واجبه سألناه عن المشكلة القائمة فقال لنا مع الاسف ان البعض من المواطنين ما يزال لايتفهم ما معنى حظر التجوال وصاحب السيارة يريد الأتجاه نحو بيت قريب له بدعوى ان قريبه مريض ويريد نقله وكان بامكانه الاتصال بسيارة اسعاف.صاحب السيارة بدوره رد بالقول: ان بعض افراد الشرطة قساة في تعاملهم ولايريد ان يدعني امر لحمل قريبي واخذه للمستشفى ، كلنا نعرف ان حظر التجوال سار ولكن هناك حالات اضطرارية .المرأة نزلت من السيارة وتكلمت بجفاء مع رجل الشرطة واحتدم الكلام فيما بينهم ولم تعرف النتيجة بعد ذلك, ان كانوا مروا ام لم يمروا .في داخل محطة الاقتراع كانت هناك شابة ملتحفة بعباءة سوداء ايضا دخلت في مشادة كلامية مع موظف المفوضية وعرفنا من خلال الكلام الدائر فيما بينهم بانها لاتحمل هوية الاحوال المدنية او اية وثيقة ثبوتية تخولها بالاقتراع لذلك تم منعها من التصويت وكان يبدو عليها الانزعاج .ما جلب انتباهنا ايضا بأن هناك بعض الموظفين في المحطة ليسوا بالقدر الكافي من التأهيل اذ ان احدهم تطلع الى تأشيرة احدى النسوة  عن ورقتها الانتخابية ليسألها لماذا اختارت ذلك مما حدا بزوجها الذي تبعها بأن يقول بانه ليس من حقه سؤال المصوت وان عليه ان يلتزم الصمت.مايهم قوله ان العملية الانتخابية في المناطق الشعبية سارت على ما يرام وبانسيابية ونظام يمكن ان يؤشر ايجابيا لمفوضية الانتخابات المستقلة.