وائل نعمة - اقبال محمدفي صبيحة السابع من آذار كانت الجموع قد توجهت صوب تحقيق مصائرها يحدوها الامل بالتغيير الى الافضل ، فكلمة (التغيير ) التي لم تفارق ألسنة السائرين كانت المحرك الاساسي للكثير من اهالي الحلة للتوجه الى صناديق الاقتراع .
الحليون صباحا تناولوا (قيمر) الحلة الشهير على اعتبار ان اليوم شبيه بأيام العطل وكل الاعمال قد توقفت فتجمعت العوائل والاسر مع بعضها واستيقظ الاطفال معتقدين ان هذا اليوم هو أحد أيام الاعياد ولانستغرب من مد يده منتظرا العيدية ، في حين كانت عيديته صبغا بنفسجيا قد يستقر لونه في نفس الطفل لسنوات طويلة حين نرسم مستقبلا صحيحا لهم عبر انتخاب الأكفأ.مدينة الحلة هي مركزمحافظة بابل تقع في وسط المحافظة ويخترقها شط الحلة فيقسمها الى نصفين يعرفان بالصوب الكبير والصوب الصغير ، معظم سكانها من الطبقة المتوسطة ومن الموظفين وبعض الفلاحين في اطراف المدينة ، وقد حدثت بعض التغييرات في التركيبة الاجتماعية للمدينة بعد 2003 ولكن بقيت المدينة منسجمة ولم تنجر الى العنف الطائفي ، ماعدا بعض الاجزاء القريبة من بغداد والتي تتبع اداريا للمحافظة او مايسمى بمثلث الموت وهي تقع شمال محافظة بابل ، وهذا الجزء من المحافظة لم يستطع في الانتخابات السابقة في 2005 من التصويت وذلك يعود لسيطرة الميلشيات وعصابات القاعدة . وقد فقد الكثير من اهالي الحلة والمحافظات الجنوبية حياتهم على تخوم هذه المناطق ايام العنف وسيطرة القاعدة على الطرق الرئيسية والفرعية المؤدية الى الحلة وكربلاء والنجف . والكل ينظر ومايزال بعين الريبة الى هذه الاماكن ، بالرغم من استتباب الامن وسيطرة الحكومة على كل ارجاء هذه المناطق التي قد تحدث فيها بعض الخروقات بين الاونة والاخرى. لكن الامر قد اختلف والدليل يبدو جليا حينما ترى الالاف من اهالي هذه المنطقة يخرجون بشكل مثير للدهشة راغبين بأن لاتفوتهم الانتخابات هذه المرة وان يكون لصوتهم دور في تغيير الخارطة السياسية .تعتبر مدينة بابل من المحافظات الكبيرة بعدد المقاعد المخصصة لها في البرلمان وتأتي في المرتبة الخامسة او السادسة وهذا يعطي زخما لقادة القوائم للاهتمام بكل المدن البابلية سواء اكانت كبيرة اوصغيرة .يبلغ عدد سكان محافظة بابل حوالي المليون و800 الف نسمة ، وعدد المقاعد المخصصة للمحافظة في مجلس النواب هي 16 مقعدا ، والعدد الذي يحق له المشاركة في الانتخابات هو 961293 ناخبا ، وترشح 331 مرشحا ومرشحة ، بينهم 97 مرشحة و 234 مرشحا ،في 22 قائمة ، تضم 12 كيانا سياسيا و 10 أئتلافات. أحتكم الحليون إلى صناديق الانتخاب لتصويب مسيرة الديمقراطية التي يخوضون تجربتها الثانية بعد التحول الذي حصل بعد الإطاحة بالنظام الدكتاتوري. كانت الساعات الاولى من صباح السابع من اذار قد شهدت قدوم الكثير من الناخبين ولكن مع قرب الظهيرة قد خفت الوتيرة ولكن مع فتح الطرق امام السيارات الخاصة ازداد الاقبال بشكل ملفت. حيث يقول ابراهيم هاشم (مهندس زراعي ) " معي نساء كبيرات في البيت وقد أصررن على الذهاب الى الانتخابات وان المكان الذي يجب ان نصوت فيه يبعد عن سكننا بمسافة بعيدة ولذلك لم نستطع الذهاب الا بعد ان عرفنا ان الحظر على السيارات قد رفع." rnهدفنا التغييريقول المحامي حسنين لطيف ،اليوم توجه الناخبون من اهالي الحلة إلى صناديق الانتخاب بهدف التغيير إلى الأفضل ونبذ الطائفية والعرقية والعودة إلى عراق الحداثة الذي حاول من قدموا تحت عباءة المقاومة إلى إلغاءه .وان معظم الدول المجاورة والغربية تنظر الى نتائج هذه الانتخابات بأمل أن تعود به إلى وضعه الطبيعي بلداً قوياً يخدم أمته وشعبه.فيما قال ولاء شاكر (موظف) "أصبح بمقدور أصوات الناخبين أن تقصي هذا السياسي او ترفع ذاك الى منصب عال يؤهله لقيادة الناس، ولم يعد الامر خاضعا للفوضى وقانون الغاب الذي يحاول الكثير من اعداء العراق ان يفرضوه على الساحة السياسية ، حيث كان القوي هو الذي يتربع على العرش ليبدأ رحلته في التهميش والاقصاء والتعذيب وسلب الحقوق بصور ظاهرة ومبطنة ليسحق الاكثرية من الشعب ويرفع الاقلية التي تحصل على كل شيء مقابل فقدان الاكثرية لكل شيء حتى قوتهم اليومي.rnخروج النساء وكانت مشاهد النساء السائرات بأتجاه مراكز الاقتراع منظرا مبهجا ،خصوصا وهن يتحدثن عن رغبتهن بأنتخاب بعض القوائم البعيدة عن الصبغات الدينية ، والاخرى تعترض عليها ، واخريات خرجن عن سطوة الرجال في تحديد الخيارات . حيث تقول ام مصطفى (30) عاما " هذه اول مرة اشارك في الانتخابات حيث في الانتخابات السابقة لم استطع الخروج لاسباب امنية ، لكن في هذا اليوم خرجت برفقة زوجي وانا وهو مختلفان في التوجهات في اي الكيان والشخوص سننتخب، فهو يريد قائمة معينة وانا اريد اخرى ". وترى ام مصطفى بأن هذا الاختلاف والاستقلالية في التصويت هو التطبيق الفعلي للديمقراطية . &nbs
اهــالي الحلـة يطمحون الـى التغيير نحو الافضــل
نشر في: 8 مارس, 2010: 07:31 م