عامر القيسي الحقيقة الاكثر سطوعا في انتخابات السابع من آذار 2010 هي الرسالة الشفافة والقوية والواضحة الاهداف التي ارسلناها للعالم بأكمله ، وهي اننا اخترنا الطريق الصائب والحضاري والوحيد لحياتنا القادمة والى الآبد . لن نتحدث في السياسة كثيرا ولن نشغل بالنا كثيرا في التحليلات السياسية لما جرى ولما سيجري فهي مهنة المحترفين في متاهات السياسة وخدعها والتماعاتها ،
اذا أرادت ان تلتمع حقا ! سيكون حديثنا عن العراقيين البسطاء وتعبيراتهم اللغوية الشعبية الابلغ دلالة من كل مفردات اللغة الاكاديمية ، وسلوكهم الذي عبّر دون اي التباسات أو تفسيرات اننا صنّاع حياة من طراز رفيع .السابع من آذار رسخ لدينا ثقافة ، اعتبرها البعض طارئة أو اختارتها الصدفة لنا ، وفي الفلسفة يقال اذا تكررت الصدفة أكثر من مرّة تتحول الى قاعدة ، وفعلناها نحن في انتخابات 2005 عندما فجر العريف كاظم نفسه باحد الارهابيين ليفتدي بروحه أرواح العراقيين في المركز الانتخابي ، وفعلها عثمان في كارثة جسر الأئمة عندما انقذ بعض الغرقى حتى كلّ جسده الطاهر ليغرق مع الغارقين ، وفعلها النقيب فيصل عندما افتدى بروحه عراقيين آخرين في مركز انتخابي ببغداد وهو من أهالي الناصرية . احد المراقبين غير السياسيين يعتبر ان مستقبل 30 مليون عراقي برقبته وذهب الى مركز الاقتراع وهو يرتجف من جسامة المهمة ، اطفال بعمر الورود غمسوا اصابعهم في الحبر البنفسجي في أرقى تمرين عراقي للديمقراطية الناشئة في ارض دجلة والفرات ، نساء ورجال جاءوا على كراسي المعاقين متحملين عناء الوصول الى صندوق الاقتراع ، احد المقترعين ، ومن على شاشة احدى الفضائيات ، كان حزينا لانه لم يجد اسمه في السجلات وتساءل امام المايكرفون : كيف سأعود للبيت من دون أن انتخب ؟ امرأة انتخبت وعادت الى بيت زوجها بعد ان كانا على خلاف شديد وقالت له بالحرف الواحد " اجيت لخاطر الانتخابات " !العراقيون قالوا لمن مازال يعتاش على اوهامه المريضة والخبيثة والمدفوعة الثمن ان قطار الملايين لايوقفه بيان ولا تخيفه قذائف الهاونات ولا أزيز الرصاص ولا الاحزمة الناسفة أو السيارات المفخخة ، لانهم ادركوا بفطنتهم الشعبية وحدسهم السحري ان ضريبة الحياة ينبغي ان تدفع أو ان تخسر الحياة برمتها . حتى ان رهانات السياسيين المعتدلين قد تساقطت مثل اوراق الشجر اليابسة ، وراحوا يلوكون المعزوفات الناشزة عن التزوير والتهميش وغيرها والتي هضمنا معانيها وعرفنا اهدافها وشممنا رائحة أموالها !كم تشعر بالاعتزاز، ليس بتأريخك الممتد حتى الآلف السادسة قبل الميلاد بل بحاضرك الذي تصنعه من الدم ، حين تسمع اعجاب العالم الاوربي والعالمي والامريكي من القادة وحتى منظمات المراقبة وهي تشيد بما انجزناه في السابع من آذار ، حتى ان "اد ملكرد" مندوب الامم المتحدة قال بكامل الوضوح وبفم ملآن "العراق بغض النظر عن الفائز والخاسر قد انطلق بالديمقراطية وهذا اليوم يعد يوما مهما في تأريخ البلاد، الا الأخوة العرب فهم لايقرأون ولا يرون ولا يسمعون طبول الديمقراطية تدق قريبا جدا من حدودهم ، وهو شيء نأسف له لاننا نريدهم لنا اخوة في السراء وليس في الضراء !اذن لاتنسوا ابدا السابع من من آذار لانه الانطلاقة الحقيقية للعراق الجديد . فأنتظروا !
كتابة على الحيطان: اعراس السابع من آذار
نشر في: 8 مارس, 2010: 07:31 م