فريق المدى/ أفراح شوقي/سعد الله ومهدي الخالديكانت أهازيجهم وحماستهم وهو يتوجهون الى مراكز الاقتراع الخاص ابلغ من أي كلمات قد تصف مستوى الوعي الوطني والشعور بأداء واجب المشاركة الفاعلة في الانتخابات، هؤلاء هم رجال الشرطة ومغاوير الداخلية والشرطة الاتحادية عندما لبوا النداء وكانوا خيرة الرجال ممن غمسوا اصابعهم في الحبر البنفسجي صبيحة يوم السادس من آذارالحالي، والذي شمل تصويت رجال الجيش والشرطة ومختلف صنوف الامن
وكذلك الاطباء والراقدين في المستشفيات ونزلاء السجون والمعتقلات. فريق عمل الجريدة المؤلف من كاتبة السطور والمصورين سعد ومهدي الخالدي انطلق منذ الصباح الباكر للتوجه نحو الاماكن التي حددت كمراكز اقتراع حسب الجداول التي اعلنتها مسبقاً المفوضية العليا للانتخابات، وكانت السيارة التي تقلنا تحث الخطى نحو اولى المحطات التي حددت في سجن البلديات الذي يضم اكثر من 97 الف سجين بحسب احصاءات وزارة الداخلية، وخلال الطريق المؤدي اليها كانت الاهازيج التي يطلقها رجال الامن وهم متوجهون صوب محطاتهم الخاصة للادلاء بأصواتهم، تضفي مزيداً من الحماسة فينا لتغطية تلك التظاهرة بفخر وامانة، وكانت هتافات (اليوم يومك ياوطنه يااحلى يوم) وياعراق يومك هل اليوم ياعراق شد حيلك كوم بالذل مانرضى بيوم شد حيلك يله وكوم) وغيرها من هتافات شدت من عزيمتهم لاجل هذا اليوم التأريخي في حياة العراقيين.وما ان توقفت بنا السيارة امام سجن الاصلاح في منطقة البلديات حتى طالبنا رجال الأمن في مدخلها بأن نبرز هوياتنا وتصاريح المفوضية العليا للانتخابات التي تخولنا بتغطية انتخابات السجناء، وبعد ان استلموا تلك التصاريح مضت اكثر من عشر دقائق ونحن ننتظر ردهم وامامنا كان مراسل فضائية الفرات الذي حضر وفريقه الاعلامي لاجل تغطية الانتخابات كذلك، وصار ينتظر معنا، ولكنا فوجئنا برفض ادارة السجن دخولنا ودخول أي اعلامي من اية جهة كانت بدون سبب عدا انها تعليمات ادارة السجن، وعندما حاججناهم بأننا حاصلون على تخويل من المفوضية قالوا لنا لاشأن لنا بتلك الموافقات ولن نسمح لكم بتغطية الانتخابات. واتصلنا بقاسم العبودي الذي اجاب على اتصالنا هذه المرة وعندما اخبرناه بقصة منعنا من تعطية انتخابات السجون، ابدى انزعاجه وعدم علمه بتلك الإجراءات الجديدة التي اجتهدتها ادارة السجن، وان المفوضية سبق ان بلغتهم بضرورة السماح للإعلاميين بمراقبة وتغطية وقائع الانتخابات في السجون العراقية مع اهمية عدم تصوير وجوه السجناء حرصاً على مشاعرهم وذويهم. لكن المنع كان باتاً وغير مشروط في دخول الصحفيين، ودارت عجلات السيارة التي تقلنا ليكون الهدف الاخر هو المستشفيات عسى ان نجد فيها موطىء قدم لتغطية وقائع التصويت الخاص وكانت وجهتنا نحو مستشفى ابن الهيثم القريبة من المكان، وسمح لنا بالدخول بعد التحقق من الباجات التي نحملها، وكانت الاجواء هادئة في ساعات الصباح الاولى، وشاهدنا مدير المحطة د. حسام عبد الهادي رئيس الاطباء المقيمين وهو يدلي بصوته ضمن اول المقترعين، وقال: هناك اقبال على صنادق الاقتراع خصوصاً من الاطباء والطبيبات ، والمرضى ستنقل لهم الصناديق الى حيث يرقدون بأشراف منسقي المفوضية والكيانات ووسائل الاعلام، وفي الاعدادية النظامية في منطقة الكرادة احد مراكز التصويت الخاص، شكا بعض حرس الشرطة الاتحادية من عدم وجود اسمائهم في سجلات الناخبين مما اصابهم بخيبة امل كبرى، استدعت استمرار بحثهم في بقية المحطات الانتخابية.وكانت الوجهة القادمة نحو اكبر مركز اقتراع في جانب الكرخ وهو مستشفى اليرموك الذي كان له الحظ الاكبر من حضور الاطباء ومنتسبي المستشفى وشبكات الانباء والفضائيات المحلية وممثلي الكيانات المراقبة، وقال مصطفى شهاب مدير المركز انه تمت تهيئة 27 موظفاً و4 محطات اقتراع لاستيعاب اكثر من 950 منتسباً بضمنهم الفرق الطبية و550 مريضاً ليصبح العدد الكلي حوالي 1500 مقترع، ورغم ان البعض فوجئ بعدم ورود اسمه في القوائم الا ان الاقبال على صناديق الاقتراع كان جيداً حتى الان وكانت ساعة النهار قد انتصفت ، والغريب ان القليل من المرضى تمكن من التصويت بسبب ان ادارة المستشفى احتفظت بالهويات الشخصية للمرضى كتأمينات للاغطية الممنوحة لهم ونسيت ان ترجعها لهم في يوم الاقتراع مما احدث بطئاً في عملية التصويت والكثير من المرضى لم يستطع التصويت بسبب الهوية المفقودة! طارق حسن من منظمة تموز للتنمية الاجتماعية قال عن تلك الحالة انها تلكؤ واضح من قبل ادارة المستشفى والتي كان يجب ان تستعد لمثل حالا كهذه.والتقت (المدى) بممثلة وفد السفارة الجيكية بروني لافاتوفا مراقب دولي من السفارة الجيكية التي كانت حاضرة في مستشفى اليرموك للاشراف على سير الانتخابات، وقالت: ان الامور هنا تجري جيداً، ومن المبكر ان نحكم على نزاهة الانتخابات، ونحن نشجع الاجراءات الجارية لاستقبال الناخبين والادلاء بالاصوات في خطوة جيدة لتشكيل حكومة قوية، ونحن على استعداد لأن ندعم العملية الانتخابية بكل مايشجع على نجاحها، وذكرت بروني تجربة الجمهورية الجيكية التي مرت بأكثر من تجربة انتخابية حتى تشكيلها بصورة مثلى، واتمنى ان يعم
(المدى) تنفرد بنشر تفاصيل حادثة شهيد الثورة البنفسجية
نشر في: 8 مارس, 2010: 07:33 م