TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > على الارجح :الدلاي لاما..الذي ننتظر

على الارجح :الدلاي لاما..الذي ننتظر

نشر في: 8 مارس, 2010: 07:35 م

يوسف المحمداويتمر العلاقات بين واشنطن وبكين هذه الايام بأزمة سياسية ، مبرراتها تتمحور في صفقة الاسلحة الاميركية لتايوان، فضلا عن استقبال البيت الابيض إله هضبة التبت الدلاي لاما، والمعروف ان مواطني تلك الهضبة يعبدون وبولاء مطلق وبطاعة عمياء ربها المزعوم،
والرجل لم يسع الى تلك الربوبية وانما جاءته وفق قوانين وانظمة تتحكم بها خلية من الكهنة لها طقوسها وتعاليمها وبعد موت الرب تبحث عن آخر، وتستمر تلك الخلية الكهنوتية بالبحث عن المواصفات الخاصة التي يجب ان تماثل مواصفات الرب السابق وحسب القوانين والتشريعات التي وثقتها تعاليم المعبد، ومن تلك المواصفات ان لايتجاوز عمر الرب العامين، وهناك ساعة محددة للبحث عنه وايجاده واشتراطات اخرى حتى يحظى بمباركة كهنة الرب، وبالرغم من الاسهاب في المقدمة لكنني اجدها مهمة وانا ادخل في عمق الجرح العراقي الذي يبحث عن مشرط حقيقي لمعالجته بصورة دقيقة منذ تأسيس الدولة العراقية والى يومنا نعم، ونحن نبحث عن منقذ، عن دلاي لاما لايحظى بطقوس عباداتنا المتنوعة بقدر ما يحظى بطقوس احترامنا له كمصلح لما أفسده بعض الذين تسيدوا المشهد السياسي ،وبعد انتهاء التجربة الانتخابية في السابع من الشهر الجاري والتي اذهلت العالم بكل تجلياتها،نتمنى من البرلمان المقبل ان يذهل العالم في معالجة ازماتنا،مجلسنا النيابي بالطبع هومن سيختاررئيس الوزراء القادم لكنه بعمر لا يقل عن الثلاثين عاماً، وليس بعمر العامين كما هو الحال في اختيار الدلاي لاما، الناخب في دائرة القلق يبحث كما قلنا عن منقذ وبالرغم ما مر به من ازمات فهو واثق الخطوة يمشي (مجبراً) الى صناديق التصويت ، ولكن اذا ما استمر الحال في الدورة النيابية المقبلة على ما هو عليه الان، نتمنى من مجلسنا النيابي المقبل بعد السابع من الشهر الجاري، ان يضيف الى لجانه النيابية الدائمية والتي عددها (24) لجنة اخرى اسمها لجنة البحث، وتعتمد في قوانينها وتشريعاتها ما مطبق في لوائح كهنية التبت لاسيما في مسألة العمر والتطلع الى التعاليم التي تقيد المختار بالكفاءة، الامانة، العدالة، عدم التبعية لغير شعبه، في الاقل ليست لنا كأجيال تشربت بمرارة وبطش الحقب الماضية ، بل من اجل احفادنا، ليقولوا لنا بصدق شكراً ايها الاجداد، لأن ما نراه الان من صور تملأ الشوارع وشعارات ورسائل عبر الهواتف النقالة اغنت شركات الاتصالات وافقرت ثقتنا بهم، تحتم علينا البحث عن دلاي لاما لا ليكون ربنا الاعلى، وانما كمنقذ حقيقي لبلد اختلط فيه الحابل مع النابل ، ومع يأسي ارى ان تربية طفل على صفات محددة من قبل مختصين مؤتمنين لأن يكون منقذا انفع من اختيار منقذ تجاوز الثلاثين من العمر قد تعرف عنه شيئاً وتجهل عنه اشياء. مع قناعتي التامة بأننا نحتاج الى اكثر من دلاي لاما للنهوض بواقع البلد.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram