الكتاب: حياتي مع طالبان تأليف:عبد السلام ضعيفترجمة:عبد الخالق علي بعد أكثر من ثماني سنوات من الحرب ضد طالبان , لا يعرف أحد الكثير عن هذه المنظمة الغامضة , رغم ان الغرب يكتب بأنهم بضع مئات من المشاكسين الأميين , فأنهم نجحوا في زج اكثر من مائة الف مقاتل من قوات الناتو في قتال مرير, بحيث ان القادة الاميركان و البريطانيين يعترفون الآن بأستحالة كسب القتال عسكرياً.
حاليا تتربع المحادثات مع طالبان على قمة جدول الاعمال بكونها المخرج الوحيد. في نهاية الاسبوع الماضي اقترح روبرت غيتس – وزير الدفاع الاميركي – انه من الممكن ان تكون حركة طالبان جزءاً من الحكومة في المستقبل. مع ذلك , فأن الذين يقاتلونهم مازالوا يجهلون الأجابة عن الاسئلة الاساسية: هل ان حركة طالبان مجموعة واحدة أم عدة مجاميع ؟ كيف هو تنظيمهم ؟ ما هي علاقتهم بالقاعدة ؟ ما نوع المساعدات التي يتلقونها من باكستان ؟ من اين تأتي اموالهم ؟ لماذا لا نستطيع العثور على زعيمهم الملا عمر ؟ لذا فأن توقيت الكتاب الاول من داخل طالبان هو توقيت جيد. كان عبدالسلام ضعيف أحد الاعضاء المؤسسين للمجموعة , و تبوأ مواقع متقدمة فيها , و انتهى به الامر سفيرا لها في باكستان.كان وجها مألوفا بعد احداث الحادي عشر من ايلول , عندما اشتهر بكونه طالبان المبتسم , يعقد مؤتمرات صحفية يومية في اسلام آباد يصر فيها على ان طالبان تكسب الحرب , حتى عندما هربوا من كابول في بداية القصف الاميركي. ثم ينتهي به الامر في غوانتانامو , و العودة الى كابول في 2005 بصفة طالبان " متصالح " لتستخدمه الحكومة الافغانية كقناة للمحادثات. هناك عاد الى إطالة لحيته السوداء و حصل على هاتف و كتب المذكرات التي تتم ترجمتها و تحريرها الآن من قبل (الآن ستريك فان لنسكوتن) و (فيليكس كوهين) اللذين يعيشان في قندهار و يستحقان التهنئة على عملهما. الكتاب الذي انتجاه كتاب رائع مليء بالاستقصاءات عن ماهية طالبان و كيف جاءوا , و ينبغي لمن لديه اهتمام بالمنطقة قراءته , لكنه ايضا لم يوفر الاجابة عن الاسئلة الاساسية و لا يشجع فيما يتعلق بالمستقبل. ولد ضعيف عام 1968 , و هو ابن أحد الملالي المحليين , في قرية افغانية فقيرة بلا ماء او كهرباء. كان يلعب مع أقرانه لعبة العسكر , و لم يعرف بأنها ستكون لعبة حقيقية في يوم ما.عندما بلغ الحادية عشرة من عمره حدث الغزو السوفياتي و وقعت الحرب في بلده. ومثل الكثير من الافغانيين , هرب مع عائلته الى باكستان , و هناك التحق بالمدرسة كطالب دين , و في سن الخامسة عشرة هرب ليلتحق بالمجاهدين. ي 1988 شارك في الهجوم المشؤوم على الروس في مطار قندهار , و خسرت مجموعته خمسين من بين ثمانية و خمسين من رجالها. لقد نجا ليرى الروس يغادرون , ويصف اليوم الذي تولت فيه حكومة المجاهدين السلطة في 1992 , بأنه أسعد ايام حياته , لكن سرعان ما بدأ وزراء الحكومة القتال فيما بينهم. يصف الفوضى في قندهار , حيث أقام القادة المحليون نقاط تفتيش , ينتزعون الرشاوى من القرويين ويغتصبون النساء ويخطفون الاولاد الصغار – وهو تحذير لأولئك الذين يؤيدون تمويل الميليشيات المحلية في الغرب. انه ينسف الخرافة التي يفتريها احمد رشيد , الخبير الباكستاني البارز , حول طالبان من ان الحركة بدأت عندما غضب الملا عمر من أحد الآمرين الذي اغتصب احدى الفتيات. لقد علّقه على مدفع دبابته. يشير ضعيف الى ان المجموعة كانت مجاهدة اصلا , و اجتمعت مرة اخرى في 1994 لفرز الجريمة المحلية , و اختارت الملا عمر زعيما لها لأنه لم يكن معروفا لذا فأنه غير معرّض للشبهات. كانت لديهم اسلحة لكن بلا اموال و لديهم دراجة نارية واحدة. الاّ ان الافغانيين العاديين كانوا قد سئموا من غياب القانون بحيث انهم تمكنوا من السيطرة على قندهار بقليل من القتال. من هناك تحركوا الى هيرات و مزار الشريف و من ثم الى كابول.على اية حال , فأن ضعيف يمتلك ذاكرة انتقائية , فهو لم يذكر الدور الرئيسي للاستخبارات الباكستانية , و يصف دخول هيرات في 1995 ليجدوا ان الناس " كانوا مرحبين و ودودين ". هذا ليس هو رأي اغلب الناس في هيرات , اذ كان الشائع رؤية الاجساد المعلقة على اعمدة الطرق المركزية. انه يذكر ان " طالبان بدأوا ايضا بتطبيق الشريعة – لم تعد النساء تعمل في دوائر الحكومة , و بدأ الرجال بأطالة اللحى ". انه لا يتحدث ابداً عن منع الفتيات من المدارس , و اجبار النساء على ارتداء النقا ب و ايداعهن السجن بسبب وضع احمر الشفاه و ارتداء الكعب العالي , و لا عن منع الموسيقى و التلفزيون و حتى لعب الشطرنج.كسفير في باكستان , بدأ ضعيف يقتنع بأن الولايات المتحدة كانت تريد الذهاب للحرب في افغانستان , و ان وجود اسامة بن لادن هناك كان مجرد ذريعة. ازداد رأيه الخاطىء سوءاً باميركا عندما انتهى به المطاف في غوانتانامو. انه يكتب عن تقييده بالاصفاد و تعرضه للضرب و اجباره على حلاقة لحيته , و عن سجناء يتعرضون للضرب حتى الموت او العوق , و عن قيام الحراس الاميركان بالتبوّل على قرآنهم. هذا الكتاب لا يحوي الكثير من التفاؤل بشأن الحرب الحالية في ا
مــاهيـّــــــة حــركـــــة طالبــــــان
نشر في: 9 مارس, 2010: 04:59 م