اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > غير مصنف > سالينجر: صرخة متمرد صامت

سالينجر: صرخة متمرد صامت

نشر في: 9 مارس, 2010: 05:04 م

الكتاب: حياة ارتفعت عالياًتأليف: كينيث سلوينسكيترجمة: ابتسام عبد الله ان اختيار الكاتب عنوان "حياة ارتفعت عالياً"، الذي يروي سيرة حياة د. ج. سالينجر، أمر يثير الدهشة، اذ ان صاحب السيرة المذكورة، استلقى على انخفاض، بعد ان أمضى حوالي 60 عاماً من حياته بهدوء في قرية منعزلة في نيوها مبشاير، مفضلاً عزل نفسه في كوخ بسيط ضمن ارض مساحتها 90 فداناً. لقد عاش سالينجر هناك أكثر من نصف قرن تقريباً وكأنه محاصر،
 واضعاً باستمرار حواجز بينه وبين العالم الخارجي، وعندما نشرت احدى الصحف المحلية مقابلة أجريت معه من قبل طالبة، كجزء من مشروع دراستها، غضب وبنى سياجاً عالياً حول أرضه واختفى خلفها. ولم يكتف بذلك بل حفر نفقاً الى مرآب سيارته وواصل عزلته عن الناس طوال تلك الأعوام. وقد احتفل سالينجر بعيد مولده الـ91 قبل وفاته بأسابيع، وكان ذلك بمثابة الفعل الأخير للاختفاء والتلاشي.ان المؤلف كينيث سلوينسكي، من المعجبين بسالينجر وكان قد انتهى اخيراً من كتابة سيرته وسلمها الأحد الناشرين لكنه فوجئ  بعد فترة وجيزة باستدعائه لإضافة السنوات الأخيرة من حياة الكاتب، الذي علم آنذاك بوفاته، كي يتم طبع الكتاب بسرعة.لم يتمكن سلوينسكي التسلل عبر قلعة سالينجر أو الأعوام الـ 50 من حياته، ولذلك قام بتلخيصها في صفحات معدودات. وعلى الرغم من ذلك فأن الكتاب يقدم معلومات وفيرة عنه، خاصة البحث الذي وضعه عن الأعوام الأولى من حياة سالينجر وعلى الأخص عن قراءة قصصه الأولى التي لم يتم جمعها في كتاب، متحدثاً باسهاب عن أسباب تلك الظاهرة الأدبية التي تدعى سالينجر، وابتعاده عن الناس وأيضاً عن النشر. ويبدو ان سالينجر قد تأثر جداً "بوالديه" المنعزلين الى حد كبير، وخاصة ان المرحلة التي عاشا فيها، شهدت نزعة قوية ضد اليهود. كان والده يهودياً يستورد الاجبان واللحوم للعائلة في نيويورك، وثرياً الى الحد الذي تمكن من شراء شقة للعائلة في منطقة،" بارك افينيو" وعندما أرسل ابنه الى الأكاديمية العسكرية في " فالي فورج"، بعث بزوجته الى مدخل المقابلات التي تجرى للطلاب من اجل تخفيف موقف اللجنة من ملامح سالينجر اليهودية وتسمح له بالانضمام الى الأكاديمية. وعلى الرغم من ذلك، لم يقبل سالينجر فيها او في الكليات التالية. ويتذكر رفاق صفه، انعزاله الدائم، فهل كانت العزلة أداة دافعت عن التحيز ضده؟ وكيف تقلبت نفسيته وشخصيته ذلك الأمر؟ ذلك الجواب لايمكن الوصول إليه بسهولة، ولكن بالإمكان القول ان نزعة من الكتمان قد تولدت لديه. وهو عندما تم تجنيده الزامياً، بعد معركة بيرل هاربر، توجه نحو قسم الاستخبارات المضادة. ولا يعني ذلك انه هرب من المعركة، فقد شارك بعدئذ في معارك الإنزال على فرنسا، وحمل معه الى البيت أصوات المتفجرات والإطلاقات التي جرت على شاطئ أوتا، في خلال الأشهر التالية وايضاً كوابيس على الجبهة الألمانية وفظائعها. ومن تلك الحالة النفسية المتهورة، حاول الرجوع الى الحياة، بزواجه من امرأة ألمانية (حصل بواسطتها على جواز مزوّر لتجنب الملاحقات العسكرية والتزاماتها) وعاد بتلك المرأة الى نيويورك بعد ثمانية أشهر. كان سالينجر، قبل الحرب، يرتاد بيئة النوادي الليلية التي كان يفضلها ايضاً سكوت فيتزجرالد، ومنها ايضاً المجتمعات الجذابة التي يكتب عنها الأخير في أعماله. وقد استفاد سالينجر ايضاً من تلك البيئة لتظهر في أعماله لاحقاً. تزوج سالينجر اولاً من تلك المرأة الألمانية التي جاء ذكرها سابقاً، أما زوجته الثانية فكانت تصغره بـ15 عاماً، وبعد طلاقهما، انشأ علاقة مع جويس ماينارد" اصغر منه بـ 35 سنة" ثم افترقا، لتكتب ذكرياتها السلبية عنه. الزواج الثالث لامرأة تصغره بـ 40 عاماً، هو الذي دام حتى النهاية.لقد كتب سالينجر العديد من القصص القصيرة التي نشرت في بداية حياته الأدبية في مجلات مثل إسكواير وكوليير الأسبوعية، ولكن اهتمامه كان اكبر بـ النيويوركر. وقد هيأت له تلك القصص الأرضية المناسبة لنشر روايته الرائعة،" الحارس في حقل الشوفان" التي حققت له سمعة أدبية، تواصلت واتسعت مع الأيام. وفي أعوام الستينيات من القرن الماضي، اصبحت الرواية في عداد الكلاسكيات والمفضلة بالنسبة للشبان. وفي خلال تلك المرحلة، ازداد اهتمام سالينجر بالبوذية والصوفية الهندية، وابتعد عن عالمه الأدبي، منعزلاً عن الأنظار، مع كتب الفلسفة الهندية. وبدأ الناشرون يجدون صعوبة في الاتصال به، كما يجدون منه مقاومة ورفضاً عندما يغيّرون كلمة واحدة من قصصه. وقد اعتبر سالينجر الكتابة، آنذاك عملاً روحياً وليس فكرياً، وبدأ يشمئز من الكتابات النقدية التي تناولت،" الحارس في حقل الشوفان" من الجانب الفكري فقط. وتدور أقاويل كثيرة عن سالينجر في عزلته تلك ومنها ان هناك مجموعة من المخطوطات حفظها في مكان ما أو دفنها في بقعة ما من أرضه. ان السباق للتوصل الى تلك المخطوطات لن يتوقف، للحصول ربما على سيرة ذاتية له، التي ستكون بمثابة البحث عن الكنز المفقود.عن/ الصنداي تايمز

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ليفربول يخسر وديا أمام بريستون

مجلس الخدمة ينشر توزيع حملة الشهادات والاوائل المعينين حديثا

البرلمان يشكل لجنة إثر التجاوزات على اقتصاد العراق وأراضيه

بايدن يرفض دعوات الانسحاب من الانتخابات الامريكية : انتظروني الأسبوع المقبل

وفاة محافظ نينوى الأسبق دريد كشمولة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

موظفو التصنيع الحربي يتظاهرون للمطالبة بقطع أراض "معطلة" منذ 15 عاماً

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

مقالات ذات صلة

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و
غير مصنف

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

متابعة / المدىأكد الفنان السوري علي كريم، بأن انتقاداته لأداء باسم ياخور ومحمد حداقي ومحمد الأحمد، في مسلسلي ضيعة ضايعة والخربة، لا تنال من مكانتهم الإبداعية.  وقال كريم خلال لقاء مع رابعة الزيات في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram