اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > هل حان هبوطنا على الأرض لكي نرى حقائق الواقع؟

هل حان هبوطنا على الأرض لكي نرى حقائق الواقع؟

نشر في: 9 مارس, 2010: 05:11 م

شاكر النابلسي سوف يمرُّ زمن غير قصير حتى يتبين الباحث العربي حقيقة ما كان يجري في النصف الثاني من القرن العشرين، وخاصة فيما يتعلق بالخطوات السياسية المهمة وبالقرارات العسكرية، التي أدت إلى الحروب  العربية مع إسرائيل. فرغم هذا الكم الهائل من الكتابات والأبحاث العربية حول هذين المحورين (السياسي والعسكري) إلا أن الحقيقة ما زالت خافية على كثير من الباحثين ومنهم – مثالاً لا حصراً – المفكر السياسي السوري الراحل ياسين الحافظ.
ماذا لولا الاستعمار والصهيونية؟! يناقش ياسين الحافظ في كتابه "في المسالة القومية الديمقراطية، 1973"   أسباب فشل الوحدة المصرية – السورية في دراسة مطوّلة. ويكتشف القارئ بعد الانتهاء من قراءة هذه الدراسة، أن الاستعمار والصهيونية هما سبب فشل هذه الوحدة، علماً بأن الحافظ كان من المفكرين العقلانيين الواقعيين والواضحين في رؤاهم السياسية. ولكن الحافظ لم يحاول في هذه الدراسة، أن يبين لنا جانب القصور الإداري الذاتي الناتج عن نقص في العلم والخبرة الإدارية لإدارة مشروع وحدةٍ ضخم كهذا، من قِبَلِ زعيم لم يكن له باع في السياسة، ولا ذراع في الإدارة. كذلك لم يُعرِّج بنا الحافظ على دراسة الصلاحيات الدستورية المطلقة، التي توَّجت عبد الناصر ملكاً ذا حق إلهي على سوريا ومصر، له صلاحيات ملـوك القرون الوسطى المتمتعين بالحق الإلهي، والذين كانوا يضمون بين أيديهم السلطتين التشريعيـة والتنفيذيـة، كما كان ينصُّ دستور دولة الوحدة المصرية - السورية آنذاك.rnعائقنا التخلف وليس الفقرولكن هناك بعض الباحثين القلائل جداً من وضع إصبعه على جرحنا الحقيقي، وشخَّص لنا علتنا، وقال بأنه في ظل موجة العقلانية التي بدأت تجتاح العالم العربي في نهاية التسعينات، ونحن نودِّع القرن العشرين الذي انفجرت في نهايته ثورة المعلومات، وشهدت فيه البشرية ثورة التكنولوجيا، فإن موطن الداء الحقيقي الذي يُعيقنا، هو داء التخلف، وليس الفقر.فبعضنا أغنياء متخلفون، ومعظمنا فقراء متخلفون.إذن: فكلنا متخلفون، وليس كلنا فقراء.والفقر لا يعني دائماً التخلف، كما أن الغنى لا يعني دائماً التقدم.فبلد كالهند مثلاً، تُعدُّ من الفقراء المتقدمين علمياً.فهناك تقدم مع الفقر،  ولكن لا تقدم مع التخلف.ولم تتوحَّد وتتقدم أمريكا – مثلاً - إلا بالنور الذي جاء به الأوروبيون من أوروبا، ذات التنوير، والإصلاح الديني، والثورة الصناعية، والثورة العلمية، والاكتشافات المذهلة، في القرن الثامن عشر، والقرن التاسع عشر. وما الوحدة التي حققتها أوروبا في نهاية القرن العشرين إلا نتيجة لهذا كله. وبالطبع، نتيجة لعصر ثورة التكنولوجيا والمعلومات، ولم تأتِ من فراغ.أما نحن، فما زلنا – كما قال حبيب حداد "الوحدة العربية إلى أين؟"- "مجتمعات متخلفة، وشعوبنا مذلة مستعبدة، تحكمها أنظمة استبدادية فردية شمولية، وقوانا وحركاتنا السياسية متخلفة وقاصرة. وأن التعرُّف على حقائق هذا الواقع ليس دافعاً لليأس والإحباط، بل إنه يمثل نقطة البداية الجادة والسليمة، لتجاوز هذا الواقع، ومواصلة مسيرة الوحدة القومية."الستينيات: عقد الهزائم العربية لا شك بأن محور الوحدة العربية، قد احتل جزءاً كبيراً من مساحة الفكر العربي في النصف الثاني من القرن العشرين. ولا شك أن قيام وسقوط الوحدة المصرية – السورية، كان مع هزيمة 1967 من أهم المحاور السياسية العربية. وأن الستينيات من القرن الماضي التي شهدت هزيمتين كبيرتين للعرب: في وحدتهم عام 1961، وفي هزيمتهم العسكرية عام 1967 كانتا أسوأ فترات التاريخ العربي المعاصر. ومن هنا، انصبَّ الاهتمام على هاتين الكارثتين اللتين كانتا تُفسِّر منطلقات ومكونات العقل السياسي والاجتماعي العربي. فلا شك أن غياب الأسلوب العلمي الذي يقوم على أساس من الواقع، وخلطنا بين الشعار والواقع، كان من أسباب هزائمنا. rnقُبّعات لا تناسبنا!ويرى بعض الباحثين، أن تبنّي الفكر العربي في هذه المرحلة للفكر الغربي الذي وُضع – خصيصاً - لحاجة المجتمع الغربي، وكحلول لمشكلات هذا المجتمع ومتطلباته، ومحاولة تقييف Alteration هذا الفكـر، لكي يكون ملائماً للمجتمع العربي ومشكلاته، قد أعاق حرية الفكر العربي. وبالتالي – وكما يقول المفكر السوري/ مُطاع صفدي - دخل هذا الفكر في " عصر البدائل، واعتزل الواقع وقواه الجماهيرية. ووصل الأمر به أخيراً إلى القبول بإلغاء ذاته، عندما قنع بمهمة النقل، والترجمة العقائدية، عن عقائديات التجارب الإنسانية الأخرى السابقة، أو الموازية، والمجاورة، حتى أصبح الفكر السياسي العربي تعاطياً مع الأدلجة بمختلف أدواتها."rnجناية الإيديولوجيا العربيةوزادت الإيديولوجيا العربية الطين بلّة. وكانت جناية على المستقبل العربي.فلقد أضرَّت الإيديولوجيا بالعرب ضرراً كبيراً، ووقفت حاجزاً في وجه تقدمهم. وعلى سبيل المثال، فعندما تمَّ الربط بين الوحـدة والإيديولوجيا ربطاً تاماً، متمثلةً بالاشتراكية العربية، التي طُرحت على مستوى واسع في العهد الناصري، وفي الستينيات على وجه الخصوص. فلا تحققت الاشتراكية ولا تحققت الوحدة. وذهبت الاشتراكية أدراج الرياح. وأصبحت من الأدبيات التاريخية التي تُقرأ ولا تُطبَّق، وتُهمس ولا تُلمس. كما

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بسبب الحروب.. الأمن الغذائي العالمي على حافة الهاوية

اعتقال "داعشي" في العامرية

التخطيط تبين أنواع المسافرين العراقيين وتؤكد: من الصعب شمول "الدائميين" منهم بتعداد 2024

هروب امرأة من سجن الاصلاح في السليمانية

وفاة نائب عراقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram