وديع غزاون اعتاد الكردستانيون في آذار من كل عام التوقف عند مناسبات عزيزة لاستلهام العبر والدروس وتوظيفها لترسيخ مسيرة البناء للتجربة الكردستانية . ومن ابرز هذه المناسبات الذكرىالسنوية لرحيل القائد بارزاني الخالد الذي كان ومازال عنوان نضال واصرار شعب تحدى ,قاوم وصبر وضحى , ليضع في 1991 اسس تجربته الجديدة عندما اعلن انتفاضته في آذار ايضاً واضعاً نصب عينيه تضحيات مسيرة طويلة وقاسية .
ولانبالغ اذا قلنا ان استذكار هاتين المناسبتين لابد من ان يعيدا للاجيال التي عايشت مسيرة الحركة التحررية الكردية وشاركت فيها , صور العطاء الثر الذي قدمته المرأة الكردستانية خاصة وان العالم قد دأب على الاحتفال بعيد المرأة في السابع من آذار من كل عام . هذا الجيل من المناضلين ومن رافقهم يدرك الدور الكبير للمرأة في تحقيق ما نحن عليه اليوم . . حيث لم يقتصر دورنساء كردستان على تقديم الدعم المعنوي للبيشمركة , بل ساهمن بفاعلية في القتال وسطرن اروع صفحات البطولة والفداء .. هذا الدور الذي وكما يبدو غائباً عن اذهان الاجيال الجديدة والناشئة في الإقليم .قد يكون من المناسب ونحن نشارك العالم احتفاله بعيد المرأة ان ننصف المرأة الكردستانية , ليس بإقامة الاحتفالات الشكلية وتوزيع الجوائز والهدايا , بل بوضع اسس مشروع يوثق بأمانة نضال وتضحيات نسوة كردستان عبر التاريخ ولحد الان من خلال افلام وثائقية وقصص وروايات وكتب ولقاءات حية مع عدد منهن تحكي لشباب الإقليم و للعالم جزءاً من ملحمة شعب وتقدم صورة مشرقة اخرى للمرأة الكردية نظن ان الكثير من ملامحها ما زالت غير واضحة .ومن المفيد ونحن نتحدث عن المرأة ان نشير الى ان برلمان وحكومة الإقليم قد شرعا العديد من القوانين التي تصون وترسخ حقوق المرأة في المجتمع , كما انها قد تبوأت بجدارة موقعاً متميزاً في العديد من المواقع , غير ان هذا كله لم يمنع بعض حالات العنف غير المبرر ازاءها الذي تشير الاحصاءات الرسمية الى انخفاضه , لكنه مع ذلك يؤشر لحالة غيرسوية تتطلب الوقوف عندها ومعالجتها .ونعتقد ان موضوع الموقف من المرأة , بكل مافيه من تفاصيل , لايعالج بسن القوانين فحسب , بل بحملة توعية مجتمعية واسعة, ربما , يكون مقترح المشروع الذي اشرنا اليه احد ابرز اوجهها .تحية للمرأة في كل مكان وبالاخص العراقية , في كردستان والفرات الاوسط والجنوب والوسط , التي قدمت الكثير وما زالت , مع امنيات مخلصة لان تبادر احدى المنظمات او المؤسسات الحكومية بتفيذ مشروع ثقافي لتوثيق عطاء المرأة في العراق , عسى ان نوفيها من خلاله جزءاً من دين في اعناقنا . فهل نكون أوفياء للمرأة التي منحتنا كل شيء ؟
كردستانيات :وفـــاءً للمــــرأة
نشر في: 9 مارس, 2010: 05:20 م