بقلم/ زيدان الربيعيهناك نجوم قلائل يصمدون في ذاكرة الناس على مدى طويل من الزمن، لكونهم يتركون أثرا طيبا خلفهم من خلال البصمات العديدة التي يقدمونها فوق المستطيل الأخضر الذي كافأهم بالخلود الطويل في ذاكرة الجمهورالرياضي. في زاوية (نجوم في الذاكرة)
سنحاول الغور في مسيرة أحد نجوم المنتخبات العراقية السابقين الذين ترفض ذاكرة جمهورنا مغادرتهم لها، حيث صمدوا في البقاء فيها ببرغم مرور عقود عدة على اعتزالهم اللعب وحتى قسم منهم ابتعدوا عن الرياضة برمتها أو غادروا العراق إلى بلدان أخرى.نتحدث في الحلقة السابعة والأربعين عن مسيرة مدافع فريق الزوراء والمنتخبات العراقية السابق علي حسين بطوش المعروف باسم "عليوي" الذي ولد عام1950 ولعب قرابة 25 مباراة دولية، إذ سيجد فيها القارئ الكثير من المحطات والمواقف المهمة والطريفة.rnبداياته بدأ اللاعب علي حسين بطوش المعروف باسم "عليوي" لدى الجماهير الرياضية ورجال الإعلام حياته الرياضية في الفرق الشعبية، حيث اخذ مستواه الفني يتصاعد من مباراة لأخرى، وقد أدى هذا التصاعد في طريقة لعبه وخصوصا انه كان يمتاز بالطول والقوة واللياقة البدنية العالية إلى أن ينضم لأحد فرق مؤسسات وزارة الصناعة، حيث كانت فرق المؤسسات تخضع إلى مراقبة كبيرة من قبل مدربي الأندية والمنتخبات الوطنية كونها تضم مواهب شابة تمتلك المواصفات الجيدة ويمكنها أن تتألق أكثر وأكثر لو وجدت الفرصة المناسبة في الفرق الكبيرة. ومن هذا المنطلق كان مؤسس المدرسة الزورائية الراحل جرجيس الياس يتابع فرق وزارة الصناعة وقد لمحت عينيه الثاقبتين موهبة جديدة يمكن استغلالها وصنع منها شيئا قد يفيد فريقه أولا والكرة العراقية لاحقا ولم تكن هذه الموهبة غير اللاعب عليوي حسين.ففي عام 1969 حصلت نقطة التحول في مسيرة عليوي حسين بعد انضمامه إلى فريق السكك بناءً على رغبة المدرب جرجيس الياس. ويقول عليوي حسين عن انضمامه إلى فريق السكك الذي يعد نادي الزوراء الآن الامتداد الحقيقي له ببرغم اختلاف التسميات وآراء المؤرخين والبعض من اللاعبين والمدربين: "في عام 1969 لعبت الصدفة دورا كبيرا في تحول مسار حياتي الرياضية، حيث صادف أن لعب فريقي التابع لأحدى مؤسسات وزارة الصناعة مباراة في دوري المؤسسات ضد فريق السكك الذي كان يقوده المدرب الخبير ومكتشف النجوم الراحل جرجيس الياس. وفي هذه المباراة قدمت مستوى جيدا لذلك أعجب الياس بمستواي وبعد انتهاء المباراة اقترب مني ودعاني للانضمام إلى فريق السكك ، حيث سنحت لي الفرصة في التواجد مع كوكبة من اللاعبين الكبار الذين أسهموا لاحقا في تأسيس نادي الزوراء أمثال جلال عبد الرحمن، حازم جسام، أنور جسام، علي كاظم، رسن بنيان، فالح عبد حاجم والمرحوم كاظم لعيبي وغيرهم".وبعد سنوات بدأ عليوي حسين يفرض وجوده في فريق الزوراء وتمكن من حجز مكان أساسي له في تشكيلة الفريق وكانت المدة من عام 1975 ولغاية 1981 تمثل المدة الذهبية لنادي الزوراء لأكثر من سبب كما يقول عليوي حسين:"كنا في الزوراء مثل العائلة الواحدة، حيث تسود العلاقات الايجابية بين اللاعبين، لذلك كانت عروض الفريق تتصاعد من مباراة لأخرى ومن موسم لآخر، حيث بدأ الزوراء يجني ثمار مجهوداته في العروض الجميلة والنتائج الرائعة من خلال ازدياد جماهيره المساندة له حتى بعد موسمين باتت جماهيريته تتفوق على جماهير أقوى فريقين عريقين وهما القوة الجوية والشرطة، فضلا عن ذلك تواجد اغلب لاعبي الزوراء في تلك المدة مع المنتخبات الوطنية وهذا التواجد أسهم في زيادة محبة الجماهير لفريقنا ولا أنسى أن الزوراء كان يلعب بطريقة جميلة جدا تعتمد على أسلوب اللعب الشامل وهذا الأسلوب أسهم في تحقيقنا نتائج جيدة في الكثير من المباريات وخصوصا مع الفرق العريقة مثل القوة الجوية، الشرطة، الميناء وغيرها".rnمسيرته مع المنتخبات كان من الطبيعي جدا أن يترك عليوي حسين له أثرا في مسيرة المنتخبات الوطنية برغم أن خط الدفاع في المنتخبات كان مزدحما بالأسماء الكبيرة التي يصعب على لاعب جديد مثله ينافسها أو إزاحتها ومن أبرز هذه الأسماء عبد كاظم، دوكلص عزيز، صاحب خزعل، صبيح عبد علي، مجبل فرطوس، رحيم كريم وكذلك حسن فرحان الذي كانت بدايته مقاربة لبدايات عليوي حسين. لكن مع كل هذه الأسماء تواجد عليوي حسين مع المنتخبات الوطنية في العديد من البطولات ومنها بطولة كأس فلسطين الثانية التي جرت في ليبيا عام 1973 وكان فيها لاعبا أساسيا إلى جانب كل من مجبل فرطوس وحسن فرحان، كما شارك في دورة الألعاب الآسيوية السابعة في طهران بأشراف المدربين ثامر محسن وواثق ناجي. وشارك أيضا في تصفيات ونهائيات بطولة أمم آسيا في طهران عام 1975 وبعد ذلك اختاره المدرب الاسكتلندي داني ماكلنن إلى صفوف المنتخب الوطني الذي شارك في بطولة كأس فلسطين الثالثة التي جرت في تونس عام 1975 وحصل فيها منتخبنا على المركز الثاني بعد خسارته أمام المنتخب المصري "صفرـ 1" في الوقت الإضافي.وكانت دورة الخليج العربي الرابعة التي جرت في الدوحة عام 1976 قد مثلت محطة الختا
عليوي حسين..الياس حجز له تذكرة (السكك) وسلم الراية في الحدود
نشر في: 9 مارس, 2010: 05:22 م