إياد الصالحيلم يقف طموح المدربين في العالم لنيل مراتب عليا من الثقافة والخبرة وملامسة اطراف النجاح او الوقوف على قمة الانتصار في اصعب المهام الموكلة اليهم ، على مدربي فرق الدول النامية التي تحبو في طريق كرة القدم منذ سنين طوال بلا نظم وآليات احترافية تمكنها من الوصول الى مبتغاها ، بل شمل حتى نجوم الكرة العالمية امثال الانكليزي توني آدامز عمدة ارسنال والمنتخب ( 1987- 2000)
الذي وجه سهام النقد لإتحاد الكرة في بلاده مطالبا اياه ان يخطو ذات الخطوات المنفذة في المانيا بتأسيس قاعدة بيانات قوية في مركز تطوير المدربين قبل ان يسلموا مسؤوليات تدريب الأشبال ، وشدد على ضرورة الاهتمام بالمدربين واستثمار طاقاتهم ، مقارناً بان المانيا لديها 5000 رخصة تدريب بينما مجموع المدربين في بلاده لا يتعدى 800 فقط!هكذا هم يخططون في الخارج ولا يراوحون في اماكنهم مثلما نفعل ، فماذا ينقص آدامز وبلاده تنعم بافضل المنشآت الرياضية وتجود بارفع طراز من المدربين الكبار وسوق البريمرليغ ثري بافخم ادوات الاحتراف والماركات العالمية التي انتجتها القاعدة الكروية في العالم لكي يغضب او يمتعض من ضآلة عدد المدربين الانكليز مقارنة بالمانيا او ايطاليا او البرازيل ؟انه الشعورالمهني الرفيع والحرص الشديد على مستقبل الكرة ، بعكس ما يحصل في ملاعبنا من تهجير قسري لخيرة المدربين الكفوئين الى الخارج بسبب فوضى عمل اتحاد الكرة المنحل وعدم وجود لوائح تمسك المدرب المثقف لتضعه في المكان الصحيح وتنمي عقليته بمزيد من الدورات الخارجية وتؤمن له مستلزمات المعيشة الكافية بدلا من اهماله وفسح المجال امام عشرات المدربين الطارئين ليستحوذوا على مقاعد فنية في اندية ومنتخبات غير مؤهلين معها !سبق ان سلطنا الضوء على ظلم المدرب الوطني عدنان حمد في سياق مناشدة مخلصة الى رئيس اللجنة الاولمبية الوطنية رعد حمودي للسعي الى رفع عقوبة حرمانه من التدريب في العراق مدى الحياة انسجاما مع مآثره البطولية في قيادة منتخب عربي شقيق كان يخوض تصفيات كأس آسيا ، واردناها دفعة معنوية باعتباره عراقياً وحامل راية الله اكبر ومدرباً مشرفا لكل عناوين الكرة في وطنه ، ماذا كان الرد ؟ صمت مطبق وكأننا نطالب باسترحام لفك اسر انسان غير سوي من السجن ! حمد واصل تشريف العراق وبلغ منجزه المهم بتأهيل الاردن الى نهائيات كأس أمم آسيا التي ستقام عام 2011 في الدوحة بعد ان تسلم مصير (النشامى) في حالة متداعية اثارت شفقة العرب حقاً ، اذ ان البرتغالي نيلو فينغادا اقصي من مهمته بعد ثلاث مباريات في التصفيات لم يجمع فيها الاردن سوى نقطة يتيمة ، وجاء حمد ليضع الاردن ثانيا بعد ايران ، جامعا ثماني نقاط ، ألا يلفت الانجاز نظر مسؤولي الاولمبية من جديد ويسعوا الى رفع الحيف عن حمد سيما ان انتصاره الاخير بمشاركة زميليه ياسين عمّال واحمد جاسم صفع كثيراً من الحاقدين على مسيرة هذا المدرب الوطني الغيور وكانوا يتربصون سقطته ليؤكدوا سلامة قرار اقصائه بعد تصفيات المونديال 2010 ، فاستعان بعزيمة ملايين العراقيين في تحديهم لظروفهم ووضع سمعة العراق نصب عينيه واعاد الاعتبار لنفسه من طرف واحد في الاقل بانه ما زال مدرب مباريات الحسم باستثناء تلك التي شاءت الاقدار ان يدير الحظ وجهه عنه ولم يوفق فيها .اذا عدنان حمد إنموذج بعض المدربين الوطنين الذين صقلوا امكاناتهم بانفسهم معتمدين على ( شطارتهم) في ولوج الميدان التدريبي الصعب من دون ان يكون لاتحاد الكرة او الاولمبية طوال السنين الماضية اي دور واضح وفعال في اخذ ايدي المدربين المحليين الى نواصي العلم والاحتكاك التجريبي الخارجي ناهيك عن غياب التقييم الاكاديمي لهم، هذه الطامة الكبرى التي فتحت الباب امام عشرات المدربين من ذوي المؤهل الضعيف ليلعبوا بمصير الاندية المبتلية بثلة من الادارات الامية ، فأي دوري ممتاز ننشد لانهاض قاعدة اللعبة واسلوب منافساته يدار بعقول مدربين لا يمتلكون شهادة (A)، دققوا في التأهيل الفني لمدربي الاندية ولا تحكموا على تقهقر بعض الفرق الكبيرة والمتوسطة اذ ان منافسيها ظلموا بفعل فاعل بعد ان غضّت اللجنة الفنية في اتحاد الكرة قبل حله انظارها عن تداعيات هذه المعضلة والتزمت الصمت بسبب المجاملة والمحاباة والحرص على المصالح فضلا عن سياسة واقع اللعبة بشعار : يا دار ما دخلك شر !اذا ما اردنا ان نحقق معادلة متوازنة بين مدربي الاندية ونظرائهم في المنتخبات الوطنية ، علينا ان نشرع بعد الانتهاء من الانتخابات بايلاء هذا الموضوع اهتماماً مركزاً وننطلق من بنات افكار آدامز وغيره بتأسيس (المركز الوطني للتدريب) يديره نخبة من المدراء الفنيين المعروفين على رأسهم شيخ المدربين انور جسام ، يمنح الصلاحية الكاملة بتشكيل مجلس امناء المركز ويرتبط مباشرة باللجنة الاولمبية الوطنية ويتمتع بافضل سبل الدعم المادي والصلاحيات المطلقة في رسم خارطة التدريب في الدوري والمنتخبات الوطنية بفضل وعي جسّام ومن سيعمل معه لمتطلبات اللاعب العراقي وحلول ازمة تذبذب مستويات جميع الفرق المتبارية هذا الموسم وما يليه . عند ذاك ليس مهما ان يمتلك العراق 5000 رخصة تدريب على غرار المانيا ، المهم ان يكون لدينا 50 مدرباً معترفاً بهم في المركز الوطني المذكور موثوقا بسلامتهم المهنية في قيادة اللعبة وتخريج لاعبين اصحا
مصارحة حرة: المركز الوطني للتدريب
نشر في: 9 مارس, 2010: 05:34 م