من يتابع تأرجح أسعار برميل النفط يمنة ويسرة ‘ صعودا وهبوطا، يصيبه الدوار ويعتريه صرع،والحسابات النهائية إن زادت الأسعار اوتقلصت تتجاوز المليارات بمليارات.
,والسؤال الذي يتبادر للذهن؟ ماذا غنم فقراء معظم الدول العربية النفطية من ثروات بلدانهم غير المزيد من العنت والرهق والضيق والويلات؟
ما هم إن آرتفع سعر البرميل ما دامت الزيادة لا تصيب مجاميعهم أو الغالبية العظمى منهم ولا ترفه عنهم ولا تدفع عنهم غائلة جوع وعوز ومرض؟وما هم إن إنخفض سعر البرميل ما دام لا يفاقم فقرهم وقترهم فليس بعد حضيض قاعهم قاع.. خريج هندسة من الأوائل عاطل عن العمل يفرك يديه حسرة وخيبة، يقرأ عن تدني أسعار النفط ويسأل: هل يعني ذلك أن لا موائد خضراء ولا غرفا حمراء، ولا ليالي عسجدية؟هل يعني ذلك ان لا سفرات خيالية ولا بذخا حد الخبال، ولا غرقا في الملذات حد السفه؟؟هل يعني هبوط سعر البرميل من النفط عودة المرابين والسماسرة وبائعي الذمم لحجومهم الأصلية، لتستوعبهم الجحور التي سكنوها زمنا ودكاكين بيع العلكة التي ضمتهم ذات يوم؟ هل يعني ذلك أن تستقبل االأرض فلاحها الذي هجرها وتحول لمقاول شره؟ هل يعني ذلك أن يكف المقاول الأمي الذي إحترف الثراء عن طريق الإبتزاز او المحاصصة عن الإتكاء على عصا القانون، وبها يهش على الغنم؟؟ هل يعني ذلك أن تبتر الأيادي الأربعة والأربعين والأرجل السبعة والسبعين التي نبتت فجأة وبقدرة قادر؟ هل يعني ذلك أفول نجم طلاب الربح السريع والتألق السريع والصعود السريع والوصول السريع, وإفتضاح أمر المتطفلين على عالم المال والإعلام والسياسة وألاقتصادوالثقافة.. فلئن صعد سعر البرميل..أو هبط سعر البرميل فإلى سقر.. فثروة بلد لا تغنيني عن مد يدي ولا تدفع عني غوائل الزمن وتزيدني بؤسا وخوفا وجوعا وذلا وتبقع حياتي بالأزمات. لهي لعنة على أهلها وبركة على الغرباء. أما من جسور،غيور يرفع لعنة اللعنة عن كاهل العراقيين ويمرغهم بالأمان ويذيقهم حسوة من عسل الثروة بعد أن بشموا طويلا بأكل الصبير؟؟
اللـعـنــة
[post-views]
نشر في: 4 نوفمبر, 2012: 08:00 م