TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > غوته وطاغور اهتمامات غير متوقعة

غوته وطاغور اهتمامات غير متوقعة

نشر في: 9 مارس, 2010: 06:17 م

ترجمة : عمار كاظم محمد حينما يبدا الطفل تفهم أن النقطة  المعطاة لا يفترض سلفا أن يكون هناك ما يسبقها وان الفراغ بينها وبين النقطة التالية ينبغي التفكير بكونه خطا حتى قبل ان يربط ما بينهما بقلم الرصاص عند ذاك يكتسب خبرة يفخر بها بالتأكيد وليست دون مبرر وعند ذاك ايضا فان مصدر كل الافكار سوف تنفتح بالنسبة له ، الافكار والمدارك ، القوة والفعل يصبح واضحا بالنسبة له.
سوف لن تكشف الفلسفة شيئا جديدا بالنسبة له فالهندسة هي اساس كل الأفكار هكذا كتب يوهان ولفغانع غوته (1749 – 1832 ) ان مثل هذه الانعكاسات المتوافقة مع التصورات قد عرفت على نحو واسع قبل وفي زمن غوته ذلك أن الهندسة هي نوع من العلم الطبيعي وعلم حركة الأشياء حول العالم.بالنسبة لغوته فان معرفة الارتباطات اثارة الادراك الانساني و تقدير الافكار الهندسية الأساسية توحي بمعرفته بمجالات خارج العالم الأدبي تماما وغوته من بين شخصيات التنوير الحديثة التي تمثل رجل عصر النهضة في كل صدقه ومجده وهي نفس الصفة التي استخدمت ككليشة فيما بعد ومنذ ذلك الحين . وعلى الرغم من اسهامات غوته في مجالات الشعر والمسرحية بشكل رائع فهي ايضا تظهر التزامه الى حد كبير بالمسعى العلمي وكان اهتمامه ومغامرته هي العلم الطبيعي الذي شغله لعدة عقود مما يضعه تقريبا بمستوى لينز.  اتساع اهتمام غوته بالعلوم قاد حتى النقاد لأقتراح تدخل في مساعيه الأدبية لذلك كان عليه أن يكتب المزيد من الشعر بدلا من الشكوى التي يسمعها في اغلب الأحيان. لقد توسعت مساعي غوته العلمية لتشمل الرياضيات وهو الموضوع الذي ولجه برؤية عميقة لكن بدون تقديركبير للتقنيات وتكشف تعابيره عن الوان فهمه للنظام والتخطيط لكن الرياضيات تخطيء كليا بالادعاء بكونها تستطيع وضع استنتاجات لا تقبل الخطأ فهي بالتأكيد لاتتضمن شيئا غير الهويات فضرب اثنين في اثنين لا يساوي اربعه فهي تبقى ضرب اثنين في اثنين لكن يتم اختصارها بالرقم اربعة ولذلك ندعوها اربعة. ولا جديد في الرقم اربعة  فهل بهذه الطريقة تستمر بالتطور فيما عدا الصيغ المتقدمة. الهوية تضيع من الرؤية او بتعبير اكثر فخامة ان الفيثاغورثيين والأفلاطونيين كانوا يعتقدون بان الكل يتضمن عددا حتى الدين وحتى لو كنا نتساءل عن مدى عمق تلك الكلمات فانه يبدو من السهولة اختبارها .ونحن كذلك مدركون لموشورات  افق غوته الرياضية التي تمر من خلالها مثل واقعية هاردي الرياضية والتي لم تنل ذلك  الاستحسان منه وعلى اية حال فان استغراق غوته الملحوظ في التساؤلات العلمية نسبة الى غرائزه الأدبية يضعنا أمام ثنائية مبهمة تؤثر أحيانا على طريقة صناعة الفن لديه." حينما اضع يدي على كتاب في علم الفلك فأنا اقرأه باهتمام عظيم على الرغم من وعورة الطريق بسبب الصياغات الرياضية فيه لكن عقلي يدفع نفسه فوق تلك العقبات وتجربة كتلك قد اباحت لي أننا في أول محاولة لأكتشاف الموضوع ربما لا نستطيع فهم كل شيء لكن فجوات كهذي قد لاتمنع تقدم دراستنا مثل ابعاد الأرض والماء واليابسة ومالم نفهمه هو بعيد عما نعمله لكننا نبقى مستمرين ومستمتعين بتلك البهجة " هذا ما كتبه رابندرات طاغور(1861 – 1941 )في مقدمة كتاب ( قصة الكون ) وعلى سبيل المصادفة كان ذلك الكتاب مكرسا للعالم الهندي ستندرناث بوز الذي عمل مع البرت اينشتاين .لقد عاش طاغور ثمانين عاما تقاسمها القرنين التاسع عشر والعشرين وانشغل بالموسيقى والأدب والرسم والتعليم والسياسة والاصلاح الاجتماعي وقد فاز بجائزة نوبل للأدب عام 1913 لقيامه بترجمة شعره من اللغة البنغالية الى اللغة الانكليزية  والتي صدرت تحت عنوان " أغان مقدمة " وكان في حياته متنوع النشاطات فقد كتب تقريبا ثلاثة آلاف اغنية وكتب بضعة آلاف بيت من الشعر ومئات القصص القصيرة  بالاضافة الى الروايات والمسرحيات والمقالات كما رسم ما يقرب من 4000 لوحة.لقد كانت كل الجهود التي بذلت في تعليمه رسميا دون جدوى فقد هجر العديد من المدارس والكليات في طفولته وشبابه وكانت آخرها جامعة لندن حيث ارسل لدراسة القانون وربما كان التعليم المنهجي بالنسبة له اشبه بلعنة فقد كان طاغور يقرأ لوحده وقد غطت قراءته مواضيعا كثيرة  وفي مراحل حياته الأخيرة كان مولعا بفكرة التعليم عن طريق انشاء مدارس تختلط مواضيعا بين المنهجية الاكاديمية والحرة. في مقدمة كتاب " فيسبراجي " يصف طاغور الحافز الكبير في خطواته الأولى في طريق العلم كانت هي التجارب البسيطة الأولى بين الماء الدافئ ومقارنته بالماء البارد أوجلسات التحديق في النجوم مع والده اثناء سفراتهم الى جبال الهمالايا والتي تركت أثرا لاينمحي في عقله حينما كان صغيرا وشكلت حياته المتسائلة دوما. في خريف عام 1937 وفي ذروة مجده الادبي والابداعي اصيب بالمرض وبعد اربعة اعوام من المعاناة كتب طاغور كتاب " فيسبراجي " ككتاب قراءة لطلاب مدرسته . كانت فصول الكتاب تتراوح بين دراسة الذرات والكواكب والنجوم ومن ثم الأرض . وليس مفاجئا أن تكون المناقشات فيه تفتقر الى الصرامة العلمية حيث نغمة الكتاب كانت قصصية  أكثر من كونها واقعية لكن سحر القائه المقترن بفهم جيد للمادة على المستوى العام وقوة الشاعر الا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد/ المدى تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة (4 – 14 كانون الأول 2024)، على أرض معرض بغداد الدولي.المعرض السنوي الذي تنظمه مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، تشارك فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram