يتسبب السير عكس النظام من قبل الباصات الصغيرة (نوع كيا) باختناقات مرورية كبيرة في شوارع بغداد اضافة الى عدم الالتزام بقواعد السير عند التقاطعات والساحات وخاصة في وسط العاصمة.
يقول حامد جاسم 33 عاما الذي يعمل سائق تاكسي "ان قيادة المركبات في بغداد تعتبر معركة حقيقة وخصوصا عند نقاط الازدحام التي تتسبب فيها الاجراءات الامنية وحفريات لا تنتهي".
ويقول السائق الثلاثيني بهدوء وهو يدخن سيجارة "اذا التزمنا بقانون المرور فلن نصل الى اي مكان ولا حتى الى بيوتنا".
ويضيف جاسم "السياقة في بغداد لا تزال ربما الأسوأ في المنطقة ورغم انها تحسنت عن قبل وخصوصا اذا ما قورنت بعواصم قريبة مثل عمان ودمشق"، معتبرا ان "قيادة السيارة في بغداد مثل قيادة السيارة في مدينة الالعاب بسبب الازدحامات ".
بينما يقول ابو سالم 50عاما مطلا من نافذة حافلته وقد تجاهل ابواق عشرات السيارات التي علقت خلفه تطالبه بالتحرك ان "الوقوف على جانب الطريق عند التقاطع هو الوسيلة الاسرع لكسب الزبائن بدل الانتظار لساعات داخل مرآب الحافلات".
واضاف ان "هذه السيارة ليست ملكي وانا اعمل سائقا، ومطلوب مني ان اسلم لمالك السيارة مبلغا من المال، لذلك لا استطيع مسايرة طابور الباصات، لأنه سوف يؤخرني عن عملي، وانا بحاجة إلى هذا الوقت لأكسب المال بدلا من الانتظار".
واشار الى ان "اغلب سواق سيارات الأجرة وباصات الكيا يتجاهلون عناصر المرور المتمركزين على بعد امتار من التقاطعات".
أكداس من المركبات
وعند تقاطع ساحة الواثق في منطقة الكرادة، تتكدس السيارات خلف اشارة حمراء بانتظار لحظة الانطلاق، وما ان تتحول الاشارة الى اللون الاخضر حتى تنطلق ابواق السيارات وتبدأ بالتحرك يمينا ويسارا في محاولة لاجتياز التقاطع قبل ان تستعيد الاشارة لونها الاحمر.
من جانبه برر رائد المرور ضياء المخزومي الفوضى التي تعم حركة النقل في شوارع بغداد بعدم ثقافة السواق وجهلهم بقواعد المرور وبأخلاق الشارع".
مضيفا "أصابنا الملل من المتابعة المستمرة والمحاسبة لتطبيق القوانين وتنظيم السير من دون جدوى" مؤكدا ان "قلة الوعي والثقافة لدى اغلب السائقين هي السبب وراء مخالفتهم المستمرة لقوانين المرور". ويحمل الضباط المشرفون على الامن مسؤولية هذه الفوضى ايضا قائلا ان "الزحامات اليومية تحدث لان الكثير من عناصر الامن يفرضون اجراءات عند نقاط التفتيش,علما ان اغلبهم لا يفتشون السيارات أصلا ويكتفون بالدردشة مع زملائهم".
مشيرا الى ان "الطرق في بغداد ما زالت على حالها منذ سنين طويلة حيث ان الكثير منها لا يزال مغلقا, فيما يصل عدد السيارات التي تتنقل في بغداد يوميا الى اكثر من مليون سيارة".
مستدركا ان "معظم الذين يقودون السيارات في بغداد لا يحملون رخصة تسمح لهم بذلك, اما الذين يفعلون فغالبا ما تكون رخصهم قد انتهت صلاحيتها منذ اعوام طويلة".
وفي مشهد اصبح مألوفا لدى الكثير من الناس، تتنقل في شوارع العاصمة شاحنات صغيرة تنقل حمولة كبيرة تحجب عن السائق مجال رؤية السيارات الاخرى حوله.
ويقول عباس ابو علي وهو يقود شاحنته الصغيرة التي تحمل بضائع اكبر من حجمها ويسير في شارع الجمهورية وسط بغداد ان "الزحامات تجبرنا على وضع حمولة مضاعفة حتى لا نضطر لتكرار المشوار."
ويتابع "كما ان شرطة المرور لا تحاسب من ينقل حمولة زائدة وذلك بسبب الاهمال ".
ويسعى المسؤولون عن قطاع السير الى رفع مستوى الوعي حيال اهمية تطبيق قوانين المرور عبر برامج يومية واخرى اسبوعية تبثها القنوات التلفزيونية.
سواق يبررون مخالفاتهم: كسب الرزق يجبرنا على مخالفة القانون

نشر في: 4 نوفمبر, 2012: 08:00 م